أهالي صديقين المتضررون: نريد حقنا في التعويضات وتسديد الديون

أرقام كشوفات وتعويضات على جدار في صديقين
أرقام كشوفات وتعويضات على جدار في صديقين


صور:

يسابق جواد بلحص من بلدة صديقين الوقت لانهاء قسم من منزله والعودة إليه، بعد غياب قسري دام سنة وسبعة اشهر.

لكن مشكلة جواد وهو رب أسرة مكونة من سبعة أفراد لا تنتهي عند انتظار بناء المنزل، فهناك القلق من الديون المترتبة على انجازه، بعدما اصبح مرهونا، كما يقول، لتجار مواد البناء.

حصل مع العديد من أبناء بلدته على الدفعة الاولى من التعويضات، بعدما تبنت سلطنة عمان البلدة، لكن كلام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن نقص في الأموال المخصصة لتعويضات الدفعة الثانية، ضاعف القلق لديه، ويقول إنه يبذل قصارى جهده من أجل العودة الى بلدته، لأنه لم يعد يستطيع دفع بدلات الايجار وفواتير الكهرباء والمياه والمدارس.

ويضيف: نريد حقوقنا والحصول على الدفعة الثانية من التعويضات في أقرب وقت ممكن، لكي نتمكن من استعادة حياتنا وحياة اولادنا بشكل طبيعي.

خسر جواد وحدتين سكنيتين، بينما دمر منزل جارته هيام بلحص ومحل الالبسة الذي كان يعيلها. تقول هيام: ان خسارتنا كبيرة، لكن سياسة الحكومة في موضوع التعويضات لن تجعلنا نقف في وجه المقاومة، وتوضح أنها حصلت منذ فترة على الدفعة الاولى من التعويضات وقيمتها 30 مليون ليرة لبنانية، لكن المبلغ لا يكفي لاتمام المرحلة الاولى من البناء وهي اعمال «الباطون» الخارجية ، بعد ارتفاع اسعار مواد البناء بشكل جنوني، وتعتبر أن الوحدة السكنية التي قدرت قيمتها بستين مليون ليرة، أصبحت تحتاج إلى ما يقارب التسعين مليون ليرة ، وبعد أن أشارت إلى محل الالبسة والاحذية الذي ابادته الطائرات الاسرائيلية، طالبت كل المعنيين بالتحرك السريع والوقوف الى جانب الذين بذلوا الدماء وضحوا بأرزاقهم في سبيل بلدهم.

في الجانب المقابل من الشارع الرئيسي في صديقين الذي تعرض لابادة كاملة، تنتظر حياة حيدر وهي تعيش في غرفتين تحت الارض مع اولادها، الافراج عن الدفعة الثانية من التعويضات، وتقول إنها حصلت على الدفعة الاولى بدل وحدتين سكنيتين، وبقيت وحدة سكنية ثالثة لم تدفع لها.

ويوضح جارها علي محمد بلحص المنشغل في اعمال «الحدادة» أنه أعاد بناء المحلات وشقة سكنية صغيرة للعائلة، لكنه لم يحصل سوى على الدفعة الاولى، بدل وحدة سكنية من اصل وحدتين، ويضيف: لقد غرقنا بالديون والمستحقات الواجبة علينا لاصحاب مواد البناء... حتى للبنائين والعمال.

وطالب بلحص بالتعويض على الناس وإعطائها حقوقها التي تكفلت بها عمان، مضيفا: وقت الدمار ما كانوا معنا، كيف ممكن يكونوا وقت الاعمار.

يلفت رئيس بلدية صديقين علي زينو بلحص الى ان البلدة لا تزال تعاني من آثار عدوان تموز ويقول ان سلطنة عمان اخذت على عاتقها اعادة اعمار صديقين منذ ما يقارب الخمسة أشهر، بعدما انتظرنا دفع التعويضات وقتا طويلا، وقد بلغ عدد الوحدات المدمرة ثلاثمئة وستين وحدة سكنية، تقاضى غالبية أصحابها الدفعة الاولى من الهيئة العليا للاغاثة، سبقها دفع مؤسسة جهاد البناء بدلات الايواء.

يوجد بالمقابل تسعة عشر ملفا عالقا لدى الهيئة العليا للاغاثة، وثلاثون ملفا رفعوا «استكمالا»، مشيرا إلى أن الاهالي باشروا ورشة البناء بعد حصولهم على الدفعة الاولى، لكن مع نفادها استدانوا من محلات مواد البناء على امل الحصول على الدفعة الثانية التي لم تبصر النور حتى الان، مشددا على ضرورة التحرك الفعال من أجل تحصيل حقوق المواطنين الذين دمرت منازلهم وأحرقت مزروعاتهم وفقدوا العديد من ابنائهم.

ولفت بلحص الى أن صديقين استفادت من مشروع اوتستراد قانا ـ بنت جبيل الذي تنفذه الهيئة الايرانية لاعادة اعمار لبنان ويمر في البلدة، لكن الشارع الرئيسي القديم الذي يشكل الشريان الحيوي للبلدة لا يزال مغزوا بالحفر، مستغربا عدم اعادة القسم الاكبر من شبكة الهاتف، على الرغم من مرور سنة ونصف على وقف العدوان وكل المناشدات لهيئة أوجيرو.

تعليقات: