رغيف المخيم الفلسطيني ملاذ الفقير اللبناني


الرشيدية ـ

يشهد فرن «القسطل» في مخيم الرشيدية الذي يبيع ربطة الخبر (1 كيلو غرام) بـ 1250 ليرة إقبالاً كثيفاً من المواطنين الجنوبيين علهم بذلك يوفرون بالرغيف الأبيض قرش يومهم الأسود.

ومع امتداد أزمة الرغيف في لبنان وانعكاسها على المخيمات، يشير «أبو رجب»، المسؤول عن فرن «القسطل»، إلى أن «المصيبة تجمع، واليوم مع ارتفاع ثمن الطحين بات الشعبان اللبناني والفلسطيني في الأزمة نفسها».

يتبع فرن «القسطل» لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكنه غير مدعوم منها، لذا يعمل شهرياً بقدرة محدودة ويمد مخيمات الجنوب خصوصاً، يومياً بالخبز والكعك. ويوضح «أبو رجب» أن الفرن قبل أزمة الأسعار كان يستهلك شهرياً 100 طن، وكانت الكمية مدعومة من وزارة الاقتصاد اللبنانية، لكن مع بداية الأزمة راحت الوزارة تدعم 70 في المئة من الكمية، ومع بداية هذا الشهر انخفضت النسبة إلى 50 في المئة، الأمر الذي فرض عليه شراء الكمية الثانية من دون دعم، مما أدى بالتالي إلى رفع سعر ربطة الخبز من 1000 ليرة إلى 1250 ليرة بوزن كيلو كلغ واحد.

ويصف «أبو رجب» الوضع بـ«المأساوي» نظراً إلى كثرة الطلب وقلة القدرة على الإنتاج، لافتاً إلى أن الفرن قبل الأزمة كان يغذّي مخيمات الجنوب، ومع هذه الأزمة يشهد إقبالاً لبنانياً كما في أيام الحرب. ويؤكد «أبو رجب» أن الوضع اليوم أصعب منه في أيام الحرب، وذلك لأن الفرن أثناء الحرب كان مدعوماً بالطحين من منظمة التحرير أولًا ثم من بعض المؤسسات اللبنانية. وأشار إلى أنه رفض طلب أحد المسؤولين الفلسطينيين في بيروت مد باقي مخيمات لبنان بالخبز من دون أن تقدم منظمة التحرير الدعم الذي يساعد الفرن على هذه المهمة، لأن القدرة المالية للفرن لن تخوله الاستمرار في إنتاج الكمية نفسها، نظراً إلى ارتفاع سعر الطحين بشكل أساسي وبقية المواد الأولية للخبز، إضافة إلى الغاز.

الفلسطينية وفاء رمضان التي اعتادت منذ سنوات عدة شراء كيس طحين شهرياً كي تخبز على «يدها» وأمام منزلها ما يلزمها من خبز لعائلتها المؤلفة من خمسة أشخاص، قالت: «كنت أشتري كيس الطحين بعدما أوقفت الأونروا توزيعه بـ12000ليرة، لكنني اليوم لا أستطيع شراءه بسبب ارتفاع أسعاره الجنوني حيث بلغ سعر الـ25 كيلو من الطحين 50 ألف ليرة، إضافة إلى ذلك ارتفاع سعر الغاز، مما دفعني إلى الإقلاع عن صناعة الخبز البيتي وأوقعني في أزمة داخل منزلي لعدم قدرتي على شراء ربطتَي خبز يومياً».

الفلسطيني أبو علي الحلاق يؤكد أن سعر ربطة الخبز «يكسر الظهر»، لأن عائلته المؤلفة من ثمانية أشخاص تحتاج إلى ثلاث ربطات يومياً، وبالتالي أكثر من نصف المعاش شهرياً يذهب إلى الفرن، ويسأل: «هل يشعر المسؤولون الفلسطينيون في لبنان بهذه الأزمة، وهل تذكرهم زوجاتهم بربطة الخبز يومياً؟»، مطالباً الأونروا بالعودة عن «قرارها التعسفي بحق الفقراء وإعادة الطحين إلى الإعاشة الشهرية». ولم تجد اللبنانية عبلة نجدي سوى خبز «القسطل» حلًّا لأزمة عائلتها، وقالت: «أسرتي مؤلفة من خمسة أفراد ونحتاج يومياً إلى ثلاث ربطات خبز، أقصد مخيم البص يومياً لشراء الخبز».

أم شربل صوايا التي تسكن في مشروع الرز وتقصد مخيم البص لشراء ربطة الخبز، حمّلت الحكومة مسؤولية ارتفاع الأسعار، ولفتت إلى أنها لا تطالبها بخفض سعر النبيذ «بل سعر لقمة الفقير. فنحن الفقراء ليس في مقدورنا أن نشرب النبيذ لنتدفأ في هذا الفصل».

تعليقات: