بدعوة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأصدقاء المناضل كوزو أوكاموتو، وُضع إكليل من الزّهرعلى ضريح شهداء عملية اللد البطولية، وذلك يوم الأربعاء في 30-5-2018، إحياء للذكرى الـ 46 لمرورها، بحضور مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال، ومسؤول العلاقات السياسية للجبهة في لبنان أبو جابر، وبطل عملية اللد المناضل الأممي كوزو أوكاموتو، والمحامية فداء عبد الفتاح، والسفير الكوبي في لبنان، وعدد من قيادات، وكوادر، وأعضاء الجبهة في بيروت.
بداية، كانت كلمة ترحيبية بالحضور، لعضو اللجنة المركزية لفرع لبنان فتحي أبو علي، ثم ألقى مسؤول الجبهة في لبنان مروان عبد العال، كلمة، قال فيها: فيها: يطيب لنا في هذا اليوم المجيد أن نحتفي معًا بذكرى عملية اللد الخالدة. ننحني أمام رمزية البطولة للمعنى المُثُل والقيم التي الذي صارت مناسبة أممية، سنوية، عزيزة. نصع زهرة حمراء تخليدًا، وتكريمًا لشهدائنا الأبرار البواسل الذين كانوا قمة الشجاعة والإخلاص. لم يبخلوا بأرواحهم في سبيل قضية آمنوا بها، وشقوا الطريق نحوها، وعانقت أرواحهم فلسطين، مجسدين قيم التضامن الأممي ضد الإمبريالية، والصهيونية، وأدواتها. رمز الكفاح المصيري، من أجل الحياة والإنسانية والتقدم.
وتابع، يا أبطال عملية اللد، أنتم فخرٌ لنا، ونبراسٌ مضيئٌ، ودرسٌ عميقٌ، نكتبه بأسمى المعاني.
كوزو الفلسطيني، أو أحمد الياباني لا فرق بينهما، وكل رفاقه الأبطال الشهداء، صلاح، وباسم، ونزار، ويوسف. كل واحد منهم هو وسام على صدر كل مقاوم فلسطيني وعربي. هؤلاء هم فعلًا لا قولًا، رفاق الدرب والسلاح. صاروا أبناء فلسطين حتى لو لم يولدوا من رحمها. حملوا هويتها النضالية عندما صار القريب بعيداً، فقد جاءوا من البعيد، ليكون الأقرب من ذوي القربى.
وختم قائلًا: الوفاء لهم، والعهد أن نستمر، وأن تظل راية الفداء خفاقة، وقضية الحرية جديرة بكل أسمائهم الحركية والحقيقية، لتظل فخرًا لنا، ولنضالنا المشترك. كم أنتم أحرارًا!، لأنّكم عشقتم فلسطين حتّى الدّم.
ثم توجه المناضل جورج عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية، بكلمة، ألقتها المحامية فداء أحمد عبد الفتاح.
قال فيها: الصديقات والأصدقاء،
الأخوات والأخوة،
أيها الرفاق الأعزاء،
تحية الصمود والنضال المستمر من خلف الأسوار البغيضة،
تحية إجلال وتقدير لأبطال عملية مطار اللد: المناضل الأممي الرفيق كوزو أوكاموتو Kozo Okamoto والرفيقان الشهيدان ياسويوكي ياسي ودا Yasuyuki Yasuda و تسيويوشي أوكيوديرا Tsuyoshi Okudaira .
تحل الذكرى الـ 46 لهذه العملية الفدائية وجماهير الشعب الفلسطيني تسطر أروع ملحمة بطولية عبر "مسيرات العودة ". ففي خضم مواجهة المشاريع الإمبريالية في المنطقة تتصدر المشهد النضالي فلسطين والجماهير التي ترسم بدماء خيرة أبنائها خيارات الشعب الفلسطيني، وتتصدى بكل ما أوتيت من قوة وعزم وخبرة للهجمة الأمريكية الصهيونية المشفوعة بالتواطؤ المخزي لحكام السعودية، وسائر محميات الخليج، وتخاذل غالبية الأنظمة العربية.
أكثرمن أي وقت مضى شهر جماهير فلسطين بوجه كل قوى العدوان والتآمر وسائر المستسلمين تمسكها بالثوابت التاريخية، واستعداد ها لتقديم المزيد من التضحيات، في مواجهة كل المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. ها هي بشيبها وشبابها تقف في المقدمة، تدافع عن القضية العربية المركزية لأكثرمن سبب، تشكل إحدى الروافع الأساسية لمسارات الثورة العربية. بمواجهة وحشية البطش الصهيوني، وكل محا ولات الإحباط وتداعيات الحصار والتجويع، ها هي تزاوج بين مختلف أشكال النضال والفعاليات. لها من مسار كفاحها التاريخي، لا سيما منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي ما يكفي من الخبرة للتصدي لتداعيات تواطؤ مختلف النظم الرجعية العربية مع الهجمة الإمبريالية ا لصهيونية الراهنة.
فتصفية الثورة الفلسطينية كانت مطروحة على رأس جداول أعمال القوى الإمبريالية وموجوداتها الرجعية في المنطقة منذ اندلاعها. تتالت المجازر والمؤامرات وترافق ذلك دوماً مع الطروحات والمبادرات الاستسلامية؛ لكن جماهير شعبنا تصدت لها بكل ما توفر من إمكانيات وفعاليات، وها هي اليوم بما راكمت من خبرة وفعاليات ستواصل المسار التاريخي الذي صاغه ورعاه ثوار فلسطين، وحموه بدماء الشهداء الأبرار، وعزز فعله الثوري مشاعل الحرية في قلاع الكرامة أسرانا الصامد,ن الأبطال.
طبعا لا يكفي أن يقف المناضلون في بيروت، ودمشق، وعمان ويحتفلوا بذكرى العمليات الفدائية، فقد بات من الملح والضروري أن يتحمل الجميع قسطه من المسؤولية، في مخيمات اللجوء، في بلدان الجوار القريب فالقضية لا الثورة، فحسب، هي المستهدفة بشكل مباشر. الخروج من متاهات أوسلو يستلزم ذلك، تحرير الأسرى يستلزم ذلك.
وقف التنسيق الأمني يستلزم ذلك، إنهاء الانقسام الفضيحة يستلزم ذلك.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار!
النصر للجماهير والشعوب المناضلة
العار للخونة وسائر المستسلمين
لتسقط الإمبريالية وكلاب حراستها الصهاينة والرجعيون العرب!
مع خالص تحياتي لكم جميعًا رفيقكم جورج عبدالله
الأربعاء، 03 أيار،2018.
وفي الختام تم وضع إكليل من الزهر على ضريح شهداء عملية اللد.
---------- ---------- ----------
عملية اللّد البطولية:
في الثلاثين من أيار العام 1972 ترجل ثلاثة يابانيين من طائرة تعود لشركة الطيران الفرنسية (اير فرانس) في مطار اللد وانتظروا كما سائر المسافرين جلب حقائب سفرهم في الساعة 22.20 ليلاً، وكان من بينهم الاسم الياباني الشهير كوزو أوكوموتو، القادم من باريس.
وعندما وصلت الحقائب لأيادي المسافرين اخرج الثلاثة أسلحتهم الأوتوماتيكية من حقائبهم وباشروا بإطلاق النار في كل اتجاه وإلقاء القنابل اليدوية على أرض المطار، حيث قتل في هذه العملية (٢٦) إسرائيلياً وجرح نحو ثمانين.
أما المهاجمين الثلاثة، فقتل واحد منهم بعدما نفذت ذخيرته فيما قام الثاني بتفجير نفسه من خلال قنبلة يدوية، وألقي القبض على كوزو كوموتو بعد إصابته، والذي تحول في أوساط ما سُمي بالثورة اليسارية العالمية إلى أكثر المناضلين والسجناء شهرة بعد أن أمضى (13 عاماً) في الأسر في سجون الاحتلال الصهيوني، أمضاها بالعزل الانفرادي بعدما حكمت عليه محكمة تابعة للاحتلال بـ٣ مؤبدات.
وعرف أن "كوزو" فقد خلالها ذاكرته وسلوكه السويّ تحت التعذيب والعزل كما نقل عن الأسرى الذين عايشوا فترته في السجون قولهم "إن صحته النفسية والعقلية تدهورت بشكل كبير، إلى درجة أنه كان يطلق أصواتًا غريبة تقليداً لطرزان".
وتم تحرير "كوزو" في صفقة التبادل التي أبرمت في العام 1985 بين الاحتلال الصهيوني و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بقيادة أحمد جبريل.
وكان "كوزو" قد قال في التحقيق معه إنه من الجيش الأحمر الياباني وأنّ العملية تمت في إطار ما عرف بالثورة العالمية ضد الصهيونية والإمبريالية العالمية، وتمت في إطار التعاون وتخطيط الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الدكتور جورج حبش.
ولا تزال شخصيات اليابانيين الثلاثة مثيرة للفضول فيما المعلومات عنهم قليلة جداً، وكل ما عرف عنهم هو أنهم أعضاء في الجيش الأحمر الياباني، تدربوا في لبنان على تنفيذ العملية وأنهم كانوا طلاباً جامعيين، أحدهم درس التصميم المعماري والثاني هندسة الكهرباء، ودرس "كوزو" علم النبات.
بعد تحرره من الأسر انتقل كوزو إلى ليبيا وخضع للعلاجات، وأقر معالجوه إنه فقد ذاكرته وقدرته على التواصل مع محيطه ويردد فقط كلمات ذات صلة بالعملية، وبعد مكوثه فترة قصيرة في ليبيا انتقل إلى سوريا وبواسطة بطاقات مزيفة انتقل مع رفاق من منظمة الجيش الأحمر إلى لبنان، وفي 15 شباط عام 1997 اعتقل مع أربعة نشطاء من التنظيم في لبنان بتهمة استخدام بطاقات مزورة، وبعد فترة قصيرة صدر حكم عليهم بالسجن مدة ثلاث سنوات. بعد انتهاء محكومياتهم تم طرد رفاقه إلى اليابان حيث خضعوا للمحاكمة هناك بتهمة "الإرهاب" الدولي باستثناء "كوزو"، الذي حظي باللجوء السياسي في لبنان بسبب مشاركته بالمقاومة ضد الاحتلال "الإسرائيلي" وتعذيبه على أيادي الاحتلال.
وفي العام 2003 وفي مقابلة صحافية لوسيلة إعلام يابانية قال إنه توقع بأن يقتل خلال العملية في مطار اللد أو أن يتم إعدامه في حال نجا من العملية. ورداً على سؤال إذا كان نادمًا على تنفيذ العملية، أجاب في حينه: "لم يكن أمامي في حينه من مناص إلا وأن افتح النار في سبيل الكفاح المسلح".
تعليقات: