جانب من الاعتصام
أدّى تلكّؤ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان «الأونروا» في دفع مبلغ مليوني ليرة لبنانية كتعويض مالي للعائلات المتضرّرة من أحداث مخيّم نهر البارد، إلى قيام مجموعة منهم، أمس، باقتحام مكتب مدير الأونروا في مخيّم البدّاوي، فوزي طليس، والاعتصام داخله نحو ساعتين بعد إخلائه من موظفيه، إثر إخلال الوكالة الدولية مجدّداً بالوعد الذي قطعته لهم بقبضهم تعويضاتهم، الذي كان محدّداً الاثنين الماضي.
فعلى وقع الهتافات المندّدة بالتعاطي معهم بلامبالاة، ووسط مظاهر الغضب، اندفع عدد من المعتصمين إلى داخل المكتب، بعدما كانوا قد تجمّعوا في باحته بعضاً من الوقت، وكاد الأمر يؤدّي إلى احتكاكات ومشاكل لو لم يجر احتواؤه بسرعة، وقبل أن يوضح لهم طليس أنّ «التأخير في الدفع عائد إلى تأخّر السفير الإماراتي في لبنان بالتوقيع على الشيكات المحدّدة للمتضرّرين، على اعتبار أنّ الأموال العائدة لهم هي من ضمن الهبة الإماراتية المخصّصة لهذه الغاية، وأنّ الأمر سينجز في غضون الأيّام القليلة المقبلة، وبالتالي لا ضرورة لكلّ هذه التصرّفات».
وحمّل المعتصمون رئيس لجنة الحوار اللبناني ــــ الفلسطيني السفير خليل مكاوي، ومسؤولي الأونروا في لبنان، «المسؤولية الكاملة عن المماطلة والتأجيل في دفع المستحقات لهم من موعد إلى آخر، شاكين حالة الذلّ التي يعانونها»، ومؤكّدين أنّ «كلّ الوعود التي أعطيت لهم منذ أشهر كاذبة».
وفي موازاة تأكيدهم أنّ اعتصامهم سلمي من أجل الحصول على حقوقهم التي وعدوا بها، أشاروا إلى أنّهم ليسوا «هواة مشاكل»، وأنّ كلّ ما يقومون به، الآن ولاحقاً، هو «من أجل الحصول على حقنا المسلوب، وإعطاء العائلات المبالغ المالية التي صُرفت لها».
وأوضح المعتصمون أنّ العائلات التي لم تقبض تعويضاتها تبلغ 560 عائلة: 206 عائلات من مخيّم نهر البارد، و194 عائلة من مخيّم البدّاوي، و160 عائلة لبنانية مقيمة في مخيّم البدّاوي وجواره، وأنّه «منذ أشهر نراجع الأونروا دون نتيجة».
مسؤول حركة «فتح الانتفاضة» في الشّمال، خليل ديب، قال لـ«الأخبار» إنّ هذه العائلات «لم تقبض البدل المالي المستحق لها في الدفعات الأولى، نتيجة عدم ورود أسمائها في اللوائح حينها، ولأخطاء في الأسماء. لذلك رفعنا الصوت منذ فترة، وطالبنا الأونروا بأن تدفع لهم تعويضاتهم، باعتبار ذلك حقاً مشروعاً لهم، وعدم الإخلال بالمواعيد والتلاعب بأعصابهم، وخصوصاً أنّهم يعانون أوضاعاً اقتصادية صعبة للغاية».
بدوره، إمام مسجد القدس، الشيخ حمزة قاسم، أكّد أنّه اتصل بالسفارتين السعودية والإماراتية، وتبلّغ منهما أنّ «أسماء العائلات الـ560 موجودة على اللوائح، إلا أنّ ما حدث أنّ هناك 70 اسماً وهمياً وُضعت»، مشدّداً على «أنّنا نريد أن نعرف من وضع تلك الأسماء، ومن قبض تلك الشيكات، وأين ذهبت أموالنا؟»، ومؤكّداً أنّ «لصبرنا حدوداً، وهناك خطوات تصعيدية ستبدأ في المرحلة المقبلة إذا لم نحصل على حقوقنا».
إلى ذلك، قام وفد من قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان بزيارة إلى منطقة الشّمال، حيث التقى برفقة قيادة تحالف القوى الفلسطينية في الشّمال نائب مدير الطوارئ وإعادة إعمار مخيّم نهر البارد في «الأونروا»، وبحثوا معه «معاناة أبناء المخيّم النّازحين الذين عادوا إلى المخيّم»، وطالبوه بزيادة تقديم المساعدات الإغاثية والاهتمام بالأوضاع الصحّية، وإنجاز البنى التحتية للجزء الجديد من المخيّم، كما استمعوا منه إلى شرح عن مخطط إعادة إعمار المخيّم القديم، على المساحة الأساسية نفسها للمخيّم، البالغة 192 ألف متر مربع، مع ملاحظة توسيع الشوارع واستحداث طرقات داخلية.
كذلك زار الوفد مدير مخابرات الجيش اللبناني في منطقة الشّمال، ونقلوا إليه مطالب أبناء المخيّم بتسهيل الحركة من المخيّم وإليه، وتخفيف الإجراءات المتخذة، وقد وعد بالعمل لتسهيل ذلك بالسرعة الممكنة.
وزار الوفد مفتي طرابلس والشمال المنتخب حديثاً الشيخ مالك الشعّار، وقدّموا له التهنئة لمناسبة انتخابه، وتمنّوا عليه «العمل الجاد لإزالة ما اعترى العلاقة بين أبناء المخيّم والمناطق اللبنانية المجاورة، لما في ذلك من مصلحة مشتركة للشعبين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات أخوية وتاريخية».
تعليقات: