الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال إعلان البرنامج الإنتخابي لحزب الله
سماحة السيّد تحية إسلامية إيمانية وبعد،
لقد قدرنا عالياً دعوتكم الجريئة والصادقة قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة لمحاربة الفساد، واعتبار الفساد عدواً لا يقل خطورة عن العدو الإسرائيلي أو التكفيري، وقد أعلنتم عن خطوات عملية في هذا الاتجاه لن تجامل أو تداري أو تغطي مفسدا..
سماحة السيّد،
أنتم وبلا شك على دراية تامة أن أشد الفساد هو الظلم وأسوأ الظلم سفك الدّم الحرام، وأسوأ منهما معونة الظالم على ظلمه وتأييده ولو بكتمان الشهادة أو شهادة الزور ..
سماحة السيّد،
فجر يوم عيد الفطر السعيد الموافق ل ٦/ ٧ / ٢٠١٦ وفي قسم طوارئ مستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب أقدم المدعو علي خليل لمع (من سكان بلدة الدوير سابقاً) وعلى أثر إشكال عائلي على اقتحام المستشفى - مستغلاً صفته كملازم في الجيش اللبناني و مدججاً بالسلاح الأميري - حيث كان يعالج الجريح أحمد أسعد قانصو ليعمد بقوة السلاح على إخراجه وإطلاق النار عليه من مسافة قصيرة ويعمد إلى ركل جثته مرات عدة .
سماحة السيّد،
لقد حدثت هذه الجريمة اللإنسانية البشعة على مرأى ومسمع من كان حاضراً في المستشفى لحظتها، وقد شاءت العناية الإلهية أن توثق تفاصيل هذا العمل البربري في تسجيلات الكاميرات المركونة في قسم الطوارئ، مما شكل دليلاً قاطعاً على إدانة القاتل وقطع الطريق على كل محاولات التأويل والتخريج والتبرير.
سماحة السيّد،
لقد صدمنا وأذهلنا وآلمنا التعاطي المريب مع الجريمة من قبل إدارة المستشفى والقيمين عليها إذ لم تحرك ساكناً ولم يصدر عنها أي شجب أو استنكار لهذا الفعل الإجرامي المشين الذي ينتهك حرمة مؤسسة محمية بموجب الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية ويضرب بعرض الحائط كل الاعتبارات الدينية والأخلاقية والإنسانية..
وإننا نتساءل لو أن أسيراً إسرائيلياً كان يتلقى العلاج في هذه المستشفى لحظي بكل حقوق الحماية والرعاية ولكانت حياته في مأمن من أي اعتداء أو تفريط ؟! إلا اللهم إذا كان شهيدنا المظلوم أشد عداوة للذين آمنوا من اليهود والذين أشركوا ما يحرمه من أبسط حقوقه كإنسان ؟!..
نعم يا سماحة السيد هذا هو واقع الحال وهذا ما حصل منذ ما يقرب من سنتين فالمستشفى التي تحمل اسم شيخ الشهداء وطليعة المقاومين وكافل الأيتام وجليس الفقراء رفضت أن تكون في موقع الادعاء القانوني على القاتل أقله حفظاً لحرمتها وليس دفاعاً عن حق القتيل، بل التزمت الصمت المعيب لأسباب واعتبارات ما زلنا حتى اللحظة نجهلها ونحيطها بعلامات التعجب والاستفهام ؟!..
سماحة السيّد،
كنا نتمنى أن تقف الأمور عند هذا الحد وتكتفي المستشفى بالصمت والحياد السلبي إلا أننا فوجئنا بما هو أشد وأدهى، وذلك بعد أن بدأت خيوط المؤامرة بالتكشف وتدخلت إرادة الله العزيز الجبار لتفضح الإفك ولتكشف سوء مكر دبر بليل، لتكشف مكيدة اشترك بها عصابة رتباء وأفراد عسكريين، وبعض الحاقدين من المدنيين المحسوبين بالصلة والقرابة على القاتل، وبعض من إعلام إعلاني رخيص يتقمقم أخباره وتقاريره من الكتبة..
الأشد والأدهى يا سماحة السيد أن فريقنا القانوني اكتشف ضلوع موظفين وممرضين من المستشفى معروفين بكامل هوياتهم في تضليل العدالة والإدلاء بشهادات زور وبهتان خلال التحقيق، لبالغ الأسف هؤلاء الملتحين الذين يؤدون صلاتهم اليومية في المسجد المحاذي للمستشفى لم يتورعوا عن شهادة الزور ولم ينثنوا عنها بل أصروا عليها أمام هيئة المحكمة بعد أن أقسموا اليمين الغموس الفاجرة على قول الباطل ومجانية الحق والتنكر الحقيقة التي كانت الآلات الصماء البكماء أحفظ لها وأحرص عليها من ذوي اللحى والسبحات وحملة الألقاب..
سماحة السيّد،
لقد أصبحنا على قاب قوسين من صدور الحكم النهائي بحق المجرم القاتل علي خليل لمع، وإننا نأمل من العهد الجديد أن يكون عهد محاسبة لا محسوبيات كما نأمل من المحكمة أن تحكم بالعدل وتنصف المقتول ولا تحابي القاتل.
اليوم نقف على مفترق تحقيق العدالة ونتطلع بعين الأمل إلى دعوتكم الكريمة لمحاربة الفساد والمفسدين، وهل هناك يا سيدنا أعظم تخريباً وفساداً في الأرض من شهادة الزور والباطل؟!!
إننا اليوم إذ نضع بين أيديكم هذه القضية لثقتنا الكاملة بنيتكم الصادقة في مواجهة أهل الجور والفساد وإن كانوا ذوي قربى أو من المحسوبين على خط شريف وعزيز ومقدر ومحترم من الكثيرين ..
سماحة السيّد،
نحن أولياء المقتول حقداً فجر العيد ندعوكم بحرمة دماء الشهداء إلى محاسبة من يسيئون إلى خطكم ونهجكم ويتسترون بشعاراتكم ويرفعون صوركم ويدعون العصامية والطوباوية ويحاضرون بالعفة والأخلاق ويتشدقون بالمواعظ، أولئك الذين سقطت أوراقهم وبدت عوراتهم وبإيدينا دليل إدانتهم لمقاضاتهم ومحاسبتهم ولو بعد حين ..
سماحة السيّد،
لقد تقدمنا بمطالعة قانونية تفصيلية تفند وتدحض إفك شهود الزور مقارنة مع ما تم توثيقه بواسطة تسجيلات الكاميرات ونحن على اتم الاستعداد لتزويدكم بكآفة الأدلة والمستندات التي تؤكد صدق دعوانا وعدالة قضيتنا، كما أننا جاهزون للتعاون المطلق مع كل من تفوضونه لمتابعة هذا الملف مؤكدين حرصنا على سمعة وكرامة مستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب والعاملين فيها كحرصنا على حرمة دماء شهيدنا وإصرارنا على الانتصاف من قاتله ومن أعان عليه بيد أو لسان..
وتقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير
آل قانصو
الدوير : في ٦ /٦ /٢٠١٨
تعليقات: