إذا كان ال21 من آذار قد مرّ ولم أستطع أن أرسل هذه الرسالة فإنني أعتبر أن كل يوم هو عيد للأم وهو موعد لتجديد الوفاء والإمتنان.
فها هو الربيع السابع عشر يعود وأنا في غربتي، فلا ورود تتفتح ولا دماء أدونيس تزهر أقحواناً من جديد.
إنه العيد السابع عشر يعود وأنا بعيد عنك يا أماه.
فكيف لي أن أهنأ بالعيد هنا وأنت العيد هناك؛ فكل الفصول خريف، وكل الورود هباء، فمتى اللقاء .
لقد حملت همّ أبنائك السبعة في أصعب الظروف ككل أمهات الجنوب؛ ومنذ الستينات حينما كانت الخيام تتعرض للقصف الصهيوني كنتِ أنت الملجأ والأمان حيث لا ملاجئ ولا أمان ولا من يرد العدوان.
لقد كنت أعرف مدى خوفك علينا من مخاطر الحرب التي أدخلت الحزن إلى كل دار، لذلك كانت غربتي عن كل الذين أحبهم ولذلك (بتُ أعشق عمري لأني إذا متّ أخجل من دمع أمي).
فإليكِ في هذا العيد كل الوفاء والعرفان وكل ورود الربيع التي انتثرت فوق ثرى الوطن الغالي .
بطاقة معايدة ثانية أبعثها إلى أجمل الأمهات التي انتظرت إبنها أسعد وعاد مستشهداً، فبكت دمعتين ووردة ولم تنزوِ في ثياب الحداد؛ فإليك يا جدة أطفالي كل العيد فأنت قدمت فلذة كبدك شهيداً فداءً للبنان العربي ونحن مدينون لك على هذا العطاء الغالي .
بطاقة أخرى أبعثها في هذا العيد إلى الأم المقاومة التي قدمت الزوج والإبناء والدار في معركة الأمة وساهمت في صنع هذا النصر الإلهي الذي زلزل الكيان الصهيوني الغاصب وفضح عملاء الداخل وعرّى أنظمة الردة والهوان فلك الفخر يا لبنان .
وفي هذه المناسبة ألف تحية للأم الشهيدة وللأم التي قدمت الشهداء ولكل أم في هذه الأمة العربية والإسلامية وخاصة الأم الفلسطينية والعراقية.
فيا أمهاتنا لكنّ زهو العيد والجنة تحت أقدامكن.
تعليقات: