أفلتت أم وولدها من الموت بسبب السلاح المتفلت بعد ظهر أمس، وإن أصيبت في بطنها وقدمها فيما أصيب ابنها بوجهه وبطنه وقدمه، هما اليوم في مستشفى حرار يقاومان من اجل البقاء على قيد الحياة، بعد مشهد الرعب الذي عاشاه، لحظة اطلاق النار من رشاش كلاشنيكوف كان بيد الزوج أحمد عياش... ميساء وصغيرها خالد هما بطلا الحلقة الجديدة من مسلسل "الموت بالمجّان".
مفاجأة دموية
في الأمس انتشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي عن جريمة اتّخذت من بلدة فنيدق - عكار مسرحاً لها، تمثلت بإقدام أحمد عياش على إطلاق النار من سلاح حربي باتجاه زوجته وابنه الذي لم يبلغ الخمس سنوات بعد، قبل ان يفرّ الى جهة مجهولة، لتصادر بعدها دورية من شعبة المعلومات السلاح وتعمل الاجهزة الامنية على ملاحقته. "النهار" تواصلت مع جار العائلة الذي صادف مروره من امام المنزل لحظة نقل الأم وولدها الى المستشفى وقال: "سمعت أزيز الرصاص، فلم أعطِ الأمر أهمية، لأفاجأ بعدها بميساء (25 سنة) وابنها خالد (4 سنوات) امام المنزل ملطخان بالدماء، سارعتُ لأساعد في نقلهما الى المستشفى وبعدها بتأمين وحدات دم للصغير الذي كان وضعه خطراً نتيجة نزيف كبير".
ميساء اكدت بحسب ما قاله الجار أن "إطلاق النار حصل عن طريق الخطأ حيث كان زوجها ينظف البارودة"، لافتاً الى انه "غشيم باستعمال السلاح، أنا أعرفه جيداً، وإن يظن البعض للوهلة الأولى بعد سماع القصة، أن الفقر الذي يعيشه والعصبية التي تظهر على بعض الصائمين هما السبب في ذلك، لكن أستبعد الامر، كوني قريباً منه، أعلم خلفيته وأخلاقه، فهو أب لولدين وطفلة، يعمل نجار باطون، شاب يبلغ السابعة والعشرين من العمر، كل همه تأمين لقمة عيش لعائلته".
لحظات الجحيم
فتحت فصيلة مشمش تحقيقاً بالقضية. وبحسب ما أكد مصدر أمني لـ"النهار" فإن "كل الإفادات بما فيها إفادتا الزوجة وعياش الذي تم توقيفه في الامس، تشير إلى انه وقبل موعد الإفطار كان أحمد ينظف سلاحه من نوع كلاشنيكوف في حين كانت زوجته توضب الغسيل وصغيرها الى جانبها في غرفة النوم، لم يكن مؤمِّناً على سلاحه، وواضعاً يده على الزناد، فخرجت طلقات نارية منه أصابت الأرض، قبل ان تفلت من يده وتصيب الزوجة والابن".
خضع خالد لثلاث عمليات بحسب ما أفاد مصدر في مستشفى حرار "واحدة في وجهه وأخرى في بطنه والثالثة في قدمه، وضعه مستقر نوعا ما بعد ان كان قد وصل الى المستشفى في وضع حرج، أما والدته فخضعت لعملية في بطنها وأخرى في قدمها، واليوم سيجري الأطباء صورة لبطنها للتأكد إن كانت تعاني من نزيف ما وتحتاج إلى عملية أخرى".
لم يعد خطر السلاح المتفلت يقتصر على طلقة قد تصيب المواطنين من غريب، فالموت المتربص خلف كل قطعة سلاح حاضر لزهق أرواح الأقرباء، ينتظر أن تسنح له الفرصة لإراقة الدماء. فأيٌّ منا بات مشروع ضحية على يد قريب أو غريب طالما اقتناء "الموت" من أولويات بعض اللبنانيين وخارج اهتمامات المسؤولين!
تعليقات: