الكاتب فوّاز حسين
يحكى ان شيخا من مشايخ القبائل كان له أربعة أبناء.
فلما احس بدنو اجله امر احد خدمه باحضار أربعة صناديق ذات اقفال .
فقام الشيخ خفية بدون علم احد ووضع بداخلها أشياء , ثم كتب على كل منها اسم واحد من ابنائه
وبعد ذلك جمعهم وقال :
يا ابنائي ان الدنيا فانية زائلة ...
واني قد قسمت بينكم قسمة عادلة .
وقسمتي موجودة في هذا الصندوق ,فلتفتحوه ان اتى علي الموت وليرض كل منكم بما قسمت له. وان اختلفتم فيما بينكم فارجعوا الى فلان ...
وسمى لهم رجلا مشهورا بالحكمة من قضاة العرف .
واسال لكم الهداية والسداد .
وبعد أيام توفي الشيخ فاجتمع الأبناء الأربعة
وقال كبيرهم :
هيا بنا نفتح الصناديق المقفلةوليرض كل منا بقسمته...
فلما اجتمعوا وفتحوها ...
وجد اكبرهم في الصندوق السيف وخاتم الرئاسة والراية.
ووجد اخوه الثاني الرمل والحجارة .
ووجد اخوه الثالث العظام .
ووجد الرابع الذهب والفضة .
عند ذلك اختلفوا فيما بينهم ...
لانهم طمعوا في نصيب اصغرهم فتذكروا وصية ابيهم الرجوع الى الحاكم المشار الية ,
فقالوا : لا بد ان نتحاكم الى القاضي اللذي ذكرة والدنا .
وكان بعيدا عنهم فاعدوا العدة للسفر اليه.
وخرجوا من قريتهم وقطعوا المسافات والتقوا باناس حدثوهم عن خبرة ذلك الانسان ووصلوا الى منزلة وقصوا علية قصتهم .
نحن أبناء شيخ قبيلتنا وسموا له قبيلتهم .
وقالوا له: لما توفي والدنا ,قسم حظوظه من الأموال بيننا ووضعها في صناديق لا تفتح الا بعد وفاتة .
فلما مات فتحناها فوجدنا في كل صندوق اسم واحد منا .
في الأول السيف وختم الرئاسة والراية .
في الثاني الرمل والحجارة .
في الثالث العظام .
في الرابع الذهب والفضة .
فاختلفنا فيما بيننا واوصانا الوالد ان نرجع اليك .
وها نحن بين ايديك وجئنا لتحكم بيننا .
ونحن مستعدون بقبول ما تحكمة .
فقال القاضي :
لقد كان ابوكم حكيما يا ابنائي .
فلقد اعطى كل واحد ما يستحقة .
فمن كان نصيبة السيف والختم والراية فهو شيخ القبيلة وعليكم الانصياع والطاعة اليه.
ومن كان نصيبة الرمل والحجارة فله العقار والبيوت والأراضي .
ومن كان نصيبة العضام فلة المواشي من خيل وابل .
ومن كان نصيبة الذهب والفضة فهو اضعفكم فلا تنسوة عند انتهاء ما لدية من مال.
واوصيكم يا ابنائي بالاتفاق وجمع الكلمة .
ثم انصرفوا من عندة راضين بما حكم لهم وما فرض لهم والدهم ويسالون لابيهم المغفرة والرحمة والرضوان .
*جمع فواز حسين حرفيش - (عيد الفطر السعيد 2018)
تعليقات: