رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري
كتاب مفتوح من آل قانصو في الدوير إلى دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري..
دولة رئيس مجلس النواب..
رئيس حركة أمل الأستاذ نبيه بري المحترم ..
تحية جنوبية عابقة بعطر التبغ والزيتون وبعد ..
دولة الرئيس..
لطالما كنتم المؤتمنين على حقوق المحرومين، المدافعين عنهم، الساعين لرفع الحيف والظلم الواقع عليهم، لطالما حملتم لواء الدفاع عن لقمة عيشهم، والانتصار لحريتهم، والذود عن كرامتهم، لم تأخذكم في الحق لومة لائم، ولم تتأخروا عن إغاثة الملهوف، والانتصاف للمظلوم من ظلامه..
دولة الرئيس ..
بين يديكم اليوم نضع قضيتنا، ونأتمنكم على حرمة دمنا، مقدرين عالياً موقفكم الكبير وموقف القيادة الكريمة لحركة أمل بضرورة تحقيق العدالة والانتصاف لشهيد أفواج المقاومة اللبنانية وشقيق شهيدها صريع الغدر والحقد أحمد أسعد قانصو..
دولة الرئيس ..
بعد انتظار سنتين من المحاكمة، وقد انجلت الحقيقة ساطعة كالشمس في رابعة النهار، وتكشّفت خيوط المؤامرة وتهاوت كل محاولات التستر على مجرم آثم ارتكب جريمته المنكرة فجر يوم العيد، مجرم توسل سلاح الجيش الوطني الشريف وتستر بالصفة العسكرية ليقدم على تصفية تعسفية تنكرها كل الأعراف والقوانين وتحرمها كل الشرائع والأديان في مكان مفترض أن تصان فيها الحياة وتحفظ فيه النفس البشرية من الأذية والهلاك ..
بعد سنتين من الانتظار الطويل نتطلع إلى الحكم العادل الذي ينصف القتيل وينتصف من المجرم القاتل ..
بعد سنتين نتطلع إلى قوص القضاء العسكري بملء الثقة التي أوليناه ليكون الحاكم والحكم وينطق بما يثلج صدورنا ويهدأ خواطرنا ويبلسم جراحنا ..
دولة الرئيس..
لقد حاول ذوي القاتل جاهدين متوسلين لدى كافة المرجعيات الدينية والحزبية وأهل الحل والعقد أن يبرأوا ساحة مجرمهم من تبعات ما اقترفته يداه، ويستنقذوه من العقاب المستحق في الدنيا قبل الآخرة بشتى الطرق والأساليب حتى الوضيعة والخسيسة منها، ويقيننا أنهم لم يلقوا الأذن الصاغية لدى من تأبى نفوسهم الكبيرة الخضوع بالقول أو الفعل لمنتهكي حرمة الدّم الذي حرّم الله، أو الإستجابة لمستحلي القتل بأعذار واهية وحجج كاذبة ..
دولة الرئيس ..
اليوم نتطلع إلى مقام أبوتكم مؤمنين واثقين بأن دماء ابن حركة أمل لن تذهب هدراً، وأنكم لن تكونوا إلا في الموقع المعهود الذي لطالما كنتم وما زلتم رأس حربته ألا وهو موقع إحقاق الحق ودفع الظلم وإعطاء كل ذي حق حقه ..
دولة الرئيس ..
نخاطبكم باسم الوطن التي سعيتم رغم كل التحديات لتشييد بنيانه، وباسم القانون الذي ناضلتم في سبيل صونه، وباسم المؤسسات التي أردتموها ملجأ للضعيف وكهفاً للهيف..
وانتم تعرفون يا دولة الرئيس حق المعرفة أنه لا قيامة للوطن ولا للقانون ولا للمؤسسات دون إرساء مبدأ المساءلة والمحاسبة، وأن سيف القصاص يجب أن يحرر من كل محاباة أو وساطة أو انحياز لأي دافع من الدوافع أو عنوان من العناوين..
دولة الرئيس ..
إنّ المجرم القاتل علي خليل لمع أقدم على جريمته لأسباب شخصية بحتة وبدافع من الحقد والتشفي والانتقام، لقد نصب هذا القاتل نفسه قاضياً ومنفذاً وأطلق رصاص حقده مدفوعاً بجنون العظمة متنكراً لأخلاقيات المؤسسة العسكرية، متناسياً كلّ دروس الشرف والوفاء التي تلقاها في المدرسة الحربية، متحولاً إلى وحش آدمي، محتكماً إلى شريعة الغاب، مستقوياً بالرصاص الغاشم على جريح أعزل في حرم مستشفى، متوهماً أن نجمة مستعارة على كتفه تعفيه من الحساب أو تحميه من العقاب..
دولة الرئيس ..
إنّ أدلة إدانة القاتل عصية على الإخفاء أو التمييع أو التأويل، ولئن توسل المجرم ومعه بعض الحاقدين ببعض الأكاذيب، واستعانوا بعصابة من شهود الزور ومنافقي هذا الزمان وبعض خوارجه ليحرروا المدان من قبضة العدالة فإن في حوزتنا وحوزة المحكمة العسكرية ما يكفي من الأدلة الدامغة وليس أقلها تسجيلات الكاميرات الموثقة لتفاصيل الجريمة الدقيقة والتي لا يمكن بحال الشك في مصداقيتها أو التنكر لحقيقتها..
دولة الرئيس ..
على مسافة قصيرة من صدور الحكم النهائي في جريمة قتل الشهيد أحمد أسعد قانصو نرفع الصوت مطالبين بالعدالة التي لن نرضى بدونها ولن نقبل بسواها، ولن نهدأ أو نستكين دون تحقيقها، وسنبقى كموج البحر الهادر حتى بلوغ مراسيها، مطمئنين جازمين يا دولة الحبيب أنكم أهل لأمانة الدّم كما كنتم وما زلتم أهلاً لحمل أمانة القائد المغيب الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله ورفيقيه..
وتقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير
* آل قانصو في الدوير
٢٠١٨/٦/١٧
تعليقات: