الراحل علي
حكم على نفسه بالاعدام شنقاً، علّق حبل المشنقه في غرفته، ونفذ حكمه، منهياً حياته في لحظات... هو الشاب علي الساحلي ابن بلدة رياق - حوش حالا الذي عثرت عليه والدته الاثنين الماضي معلقاً بين السقف والأرض.
لم يخطر ببال الوالدة يوماً أنّ من حملته في أحشائها 9 أشهر، أمسكت بيده في صغره، رافقته على مدى 29 سنة، أن يكتب آخر فصل من عمره بهذه السرعة وبهذا المشهد الدراماتيكي، جاره الذي حضر كما العديد من الجيران لحظة سماع صراخ الأم المصدومة من هول ما رأته تحدّث لـ"النهار" عن تلك الدقائق المفجعة، فقال: "كانت الساعة نحو السادسة والنصف مساء، علا صراخ والدة علي، اسرعتُ كما غيري من الجيران، دخلت الى المنزل حيث يسكن وحيداً، على مقربة من بيت عائلته، وجدته ممداً على الأرض، غائباً عن الوعي، نقلناه الى مستشفى رياق لتتكشف صورة ما حصل معه".
محاولات باءت بالفشل
في البداية، كما قال الجار، "لم تطلعنا والدته وشقيقه انه نفذ حكم الاعدام بنفسه، بل ابلغتنا انه غاب عن وعيه. في المستشفى حاول الاطباء اسعافه باجراء صدمات كهربائية له، من دون ان يتجاوب"، واضاف: "عانى علي انفصاماً في الشخصية، كان يتعالج بتناول ادوية خاصة بحالته، لم يكن يتعاطى مع احد، أحبّ العزلة، رؤيتنا له اقتصرت عند وقوفه على الشرفة حيث كنا نتبادل السلام، حزنّا كثيرا عندما علمنا بوفاته بهذه الطريقة. الاصح اننا فجعنا بعدما اصبح الانتحار خبزاً يومياً في بلدنا، من دون ان نتوقع انه سيصل الى منطقتنا".
جرحى لا يندمل
"مشهد علي وهو ممدٌ أرضاً في غرفته، الى جانبه وعاء غسيل كبير ربما استخدمه للوقوف عليه عندما ربط عنقه بالحبل الذي علّقه على قطعة حديد موجودة في السقف، لم يغب عن بالي حتى اللحظة، فكيف بوالدته وشقيقه اللذين شاهداه متدلياً في الهواء؟ حال عائلته اليوم يرثى لها، مع العلم ان والده يعمل في فنزويلا لتأمين حياة كريمة لهم"، وختم: "ما حصل مصيبة، كان امل والديّ علي وشقيقه وشقيقاته الثلاث ان يشفى ويعود الى ممارسة حياته الطبيعية، واذ به يُخطف من بينهم وهو في عزّ شبابه، انهارت آمالهم فجأة، لبسوا الاسود عليه، ودّعوه إلى مثواه الأخير، ليعودوا حاملين أحزاناً تعجز الجبال عن حملها".
التحقيق لم يختم
فتحت فصيلة رياق تحقيقاً بالقضية، وفي هذا السياق، قال مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار": "تبلّغنا من مستشفى رياق وصول علي اليها جثة. بالمبدأ هو يعاني انفصاماً في الشخصية، كان يتعالج في فنزويلا، وقد عاد الى لبنان قبل ثلاثة اشهر من الآن، مع استمراره في تناول ادوية الاعصاب. تقرير الطبيب الشرعي اشار الى شنقه نفسه قبل ثلاث ساعات من حضوره وكشفه عليه، مع العلم انه كلّف بالكشف على الجثة بعد ساعتين، لذلك قدّرنا انّ علي فارق الحياة قبل نحو عشر دقائق من اكتشاف والدته الامر"، واضاف: "شقيقه هو من قصّ الحبل، التحقيق لا يزال مفتوحاً، حيث ننتظر انتهاء العائلة من مراسم العزاء لأخذ إفادتها".
تعليقات: