من أجل مباراة منتخبي ألمانيا والبرازيل طعن بسكين. سقط ابن الخامسة والعشرين ربيعاً في عزّ فرحه وحماسه، على يد انسان لا يعرف قاموسه عبارة الروح الرياضية... رحل محمد زهر مرغماً وكل ذنبه أنه كان يحاول نسيان هموم الحياة والاحتفال مع مشجعي البرازيل.
انزعاج وإشكال
على عكس الدول الاجنبية حيث الرياضة فن وابداع، تحولت في لبنان إلى تفنن وابداع "بالتزريكات"، الفرح لدينا بات سعره دماً وفي الامس دفع الثمن ابن بلدة حاريص الجنوبية، حيث كان يعمل في المقهى الذي يمتلكه شقيقه في منطقة حي السلم شارع الجامعة، وبحسب ما شرحه ابن عمته حسين زهر لـ"النهار"، "بعد تسجيل الهدف الأول للمنتخب البرازيلي قام بعض الشبان الموجودين في المقهى حيث يعمل محمد بإطلاق المفرقعات الناريه ابتهاجاً، الامر الذي اثار حفيظة أحد الجيران مطالباً بالتوقف عن ذلك متذرعاً بانزعاج الاطفال، قال له محمد (تكرم عينك)، وعند تسجيل الهدف الثاني سارع شاب وبدأ بإطلاق المفرقعات، عندها جنّ جنون الجار وبدأ باطلاق الشتائم، حصل تلاسن بينه وبين محمد، فما كان منه الا ان اطلق النار من الشرفة، ليسارع بعدها شقيقه الى الشارع حاملاً سكيناً".
اصرار على القتل
"ادخل محمد الاولاد الى المقهى واقفل الباب الزجاجي كي لا يتأذى احد منهم، لكن ذلك لم يحل دون كسر الشاب له، ومسارعته بطعن محمد في قلبه، سقط ارضاً غارقاً بدمه، نقل الى مستشفى الزهراء حيث فارق الحياة". وعمن ارتكب هذه الجريمة، اجاب حسين "شاب وشقيقه من عائلة بريطع، احدهما وهو الذي يسكن في الشقة القريبة من المقهى اطلق النار والآخر الذي كان يزوره طعن محمد. وعلى عكس مما تناوله بعض وسائل الاعلام لا علاقة لابن شمص الذي يمتلك المبنى بالحادث، وان كان المتورط بالاشكال نسيبه، ولو كان شمص موجودا حينها لما حصلت الكارثة".
من جانبه قال ابن عم الضحية نادر لـ"النهار": "حتى الان لا نعلم من طعن محمد، ابن بريطع ام ابن شمص، وهما من مشجعي المنتخب الالماني، لا نقول سوى نترك الامر الى الله، حرمنا منه لاتفه الاسباب، ونحن عائلة لا تبادل القتل بالقتل"، مشيراً "لو يعلم القاتل انه لم يطعن محمد فقط بل والدته ووالده المريض وشقيقته وشقيقيه، غرز سكينه في قلب كل من عرفه وعلم كم انه شاب هادئ وخلوق، اليوم سيوارى الثرى في بلدته عند الساعة الخامسة، سنزفه عريساً إلى مثواه الأخير".
في قبضة الأمن
وصدر عن عائلة بريطع بياناً استنكرت خلاله الحادثة الأليمة، ومما جاء فيه "نستنكر وندين ما قام به حسين خضر بريطع عن غير قصد وإدراك"، متوجهة بأحرّ التعازي لعائلة الفقيد، مؤكدة أنّها تحت سقف القانون وانها قامت" بتسليم ولدنا حقنًا للدماء وتعبيرًا منّا على رفض ما حدث". وكانت فصيلة المريجة فتحت تحقيقاً بالقضية، وبحسب ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" " التحقيق مفتوح، حسين بريطع هو من طعن محمد زهر"، كما صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: "بتاريخه، أوقفت مديرية المخابرات المدعو حسين خضر بريطع، الذي أقدم بتاريخ 27/6/2018 على قتل المواطن محمد زهر، إثر خلاف بينهما نتيجة تشجيع فرق رياضية في منطقة حي السلم. بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".
كي لا نقول" ليت"
مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بخبر موت محمد، استنكر الناشطون ان تصل المنافسة الى هذه الدرجة من العصبية، معلنين تفهمهم بعد الفاجعة لقرار محافظ بيروت القاضي زياد شبيب بمنع رفع اي علم غير العلم اللبناني، "عندما يكون الهدف منها الاستفزاز وإثارة المشاكل، ويؤدي إلى تشويه منظر واجهات الأبنية والمنظر العام، وإذا استعمل خارج إطار الرياضة"، منهم من كتب "عذرا محافظ بيروت فأنت على حق... حاليا المطلوب من وزير الاعلام وبقرار من رئيس الحكومة قطع بث قنوات bein sport الناقلة لكأس العالم، و منع تلفزيون لبنان من بثها ايضاً، لاننا شعب جاهل والرياضة وجدت للعقول الراقية".
أظهرت حادثة الامس ان البعض لا يليق به أجواء المنافسة الرياضية، و واضحى لزاماً اتخاذ بعض الاجراءات الوقائية، فلماذا علينا ان ننتظر حتى تسقط ضحية وتفجع عائلته كي تتحرك السلطة المختصة وتضبط الوضع؟
تعليقات: