فَرِح بشراء ATV ولم يتوقّع أنها ستكون قاتلته

الشاب فادي جان بو شعر، ابن بلدة طمبوريت - قضاء  صيدا
الشاب فادي جان بو شعر، ابن بلدة طمبوريت - قضاء صيدا


قرر امتلاك دراجة ATV لقضاء بعض الوقت في التنزّه عليها، من دون أن يتوقّع أنها ستكون السبب في وفاته، حيث "طار" منها ليقع على الأرض، مصاباً بثلاث ضربات في مقتله، إحداها في رأسه، والأخرى في عنقه، أمّا الأخيرة، فكانت في رئته، هو الشاب فادي جان بو شعر، ابن بلدة طمبوريت - قضاء صيدا، الذي فارق الحياة مساء أول أمس، في حادث مأسوي صدم كل معارفه.

نزهة قاتلة

"قبل نحو أسبوع فقط امتلك ابن العشرين سنة الـ ATV، كان هدفه من شرائها التسلية، كالكثير من الشبان الذين يهوون ركوبها، لا سيما أنه شاب قليل الاختلاط بالناس، هادئ، خلوق إلى أبعد الحدود"، بحسب ما قاله زوج عمته جبران لـ"النهار"، قبل أن يضيف: "تناولنا أمس الغداء معاً، كان كعادته يضحك ويمزح، وعند المساء أراد القيام بجولة على دراجته الجديدة ضمن البلدة، وبالفعل خرج من المنزل ليصلنا خبر تعرضه لحادث". وأضاف: "لا نعلم ما حدث معه بالتحديد، لكنّ الأكيد أنّ الـ ATV لم ينقلب، بل هو من وقع عنه، ربما لأنه داس الفرامل بقوة".

ضربة ثلاثية

"شاء القدر أن يسقط فادي في مكان خطر، حيث أُصيب بجذع شجرة في رأسه، إذ لم يكن يضع خوذة، وبحجر في عنقه"، و"شلف حديد" اخترق رئته. أُجريت له إسعافات أولية في مكان الحادث، ونُقل الى المستشفى، إلا أنه لم يصمد في وجه الموت أكثر من 10 دقائق، وفارق الحياة تاركاً والديه وشقيقه وشقيقته يبكونه بحسرة، فمن كان معهم قبل ساعات لن يعود إليهم بعد الآن"، قال جبران، قبل أن يضيف: "اليوم سيوارى صغير عائلته الثرى، حيث سيُحتفل بالصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار عبدا الجديدة في بلدته"، مشيراً إلى أن "مخفر مغدوشة فتح تحقيقاً في الحادث، واضعاً ما جرى في خانة القضاء والقدر".

جار فادي تحدث إلى "النهار" عن خسارة "شاب كان قمة في الأخلاق، فالطالب في الصف الثاني الثانوي، معروف عنه أنه لم يؤذِ يوماً إنساناً، اعتاد قضاء معظم أوقاته وحده، فرح بشراء الدراجة، من دون أن يتوقع أنها ستكون قاتلته، وبهذه السرعة". وأضاف: "سقط فادي عن دراجته، ليسقط الحزن على جميع أبناء البلدة، كل ما نتمنّاه الآن الراحة لنفسه، والصبر لعائلته، سنفتقده كثيراً، ولن ننساه ما دمنا على قيد الحياة".

بند غير مطبق

"ينصّ قانون السير الجديد في أحد بنوده على ضرورة الاستحصال على رخصة سير خاصة للدراجات، واستصلاح طرق محدّدة لسيرها، وحيازة رخصة قيادة دراجة، ولكنه بند غير مطبّق حتى الآن"، وفق ما يؤكد مدير الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية الخبير كامل إبرهيم لـ"النهار"، قبل أن يشرح: "يقود الشباب الـATV في المناطق الجبلية عادةً، وعلى الأوتوستراد، وهنا تكمن الخطورة، فلا القانون بدأ تطبيقه، ولا هم يلتزمون معايير السلامة العامة، التي تفرض اعتمار الخوذة، وتوافر دليل لإرشادهم إلى طرقات المنطقة، كما أنّ معظمهم لا خبرة لديهم في قيادة هذه الدراجات".

يشير إبرهيم إلى أنّ قيادة الـATV أخطر من قيادة الدراجات النارية، على عكس ما يظن الناس. ويتابع: "يشتري الشباب الـ ATV أو يستأجرونه من متاجر أو مستثمرين في المناطق الجبلية، من دون التأكد من توافر رخصة لذلك، وخصوصاً أنّ رقابة البلديات غائبة في أحيان كثيرة، لذلك لا يلزمونهم معايير السلامة، ولا يتأكدون من مدى معرفتهم قيادة هذه الدراجات، وهنا تقع المصيبة". وختم مشدّداً على "ضرورة تطبيق القانون، وتوعية المواطنين على اعتمار الخوذة التي تحميهم من الضربات، لكون معظم حالات الموت في حوادث الدراجات، سواء النارية منها، أو الـATV سببها عدم وضعها على رؤوسهم، وعلى القوى الأمنية التشدد في ذلك، كما على السائق ألا يستهتر بحياته بعدم وضعها، مبرراً الأمر بأنه ضمن بلدته او في نزهة قصيرة، فأي خطأ صغير يمكن أن يؤدي إلى وفاته، كما جرى مع فادي".


تعليقات: