الكاتبة وفاء أبوعبّاس: لا أنزعج من تكرار لبس الثياب لأني أدركت أن الجمال هو جمال الروح وأناقة الأخلاق

سألتني سنين عمري.. هل تغيرت ؟؟؟

نظرت بأستغراب وقلت ..نعم تغيرت

عند مرورك أيتها السنين نعم… تغيرت

وكبرت وفهمت !

تغيرت نظرتي للامور والاشخاص وللايام

في كل يوم كانت هناك تجربة جديدة .

في كل يوم كان هناك شخص غالي يرحل عني .

في كل يوم ابدء نظرة جديدة ولحظات جديدة .بأفكار جديدة وأمل جديد .

نعم، أنا تغيرت

لقد توقفتُ منذ مدّة عن مساومة بائع الفواكه والخضار، الذي على حافة الرصيف فبالنهاية، لن تزيدني بعض النقود غنىً، لكنها قد تساعد ذلك البائع المسكين على توفير مستلزمات المدرسة لأبنائه !

نعم، أنا تغيّرت

صرتُ أدفع لسائق سيارة الأجرة من دون انتظار الباقي. وأسامحه من قلبي فقد تضع المبالغ الإضافية ابتسامة على وجهه. على أيّ حال إنه يكدّ من أجل لقمة العيش أكثر مما أفعل أنا اليوم !

نعم، أنا تغيّرت

لقد توقفتُ عن القول لكبار السن بأنهم قد رَوَوا ذات القصة عدّة مرات. فبالتالي، لعل تلك القصة تجعلهم يستعيدون الماضي بالمرور في رواق الذاكرة الضرورية لديهم !

نعم، أنا تغيّرت

لقد تعلمتُ عدم انتقاد الناس حتى عندما أدرك أنهم على خطأ. فبالتالي إن لم يعد يهمّني إصلاح الناس وجعل الجميع مثاليين. إن السلام مع الكل أفضل من الكمال الوهمي !

نعم، أنا تغيرت

صرتُ أمارس فن المجاملات بسخاء وحرية. إذ تعلمت بالخبرة أن ذلك يُحسّن المزاجَ ليس فقط لمن يتلقى المجاملة، ولكن خصوصا بالنسبة لي أيضا !

نعم، أنا تغيرت

تعلمتُ ألا أنزعج عن تكرار لبس الثياب القديمة وعدم اقتناء الثياب المجوهرات لأني أدركت أن الجمال هو جمال الروح وأناقة الأخلاق و إن قوة الشخصية أهم بكثير من المظاهر !

نعم، أنا تغيرت

صرتُ أبتعد بهدوء من الناس الذين لا يقدرون أفكاري ولا معتقادتي الثابتة فبالتالي قد لا يعرفون قيمتي، لكنني أنا أعرف من أنا وماقيمتي !

نعم، أنا تغيّرت.

إذ تعلمتُ أن أعيش كل يوم كما لو كان الأخير من حياتي. وبالتالي فعلا قد يكون هو اليوم الأخير!

نعم، لقد تغيرتُ.

تعلمت أن أعمل كل ما يجعلني أشعر بالسعادة. وبالتالي فهمتُ بأني أنا المسؤولة عن سعادتي، وأنا مدينة لها بذلك لنفسي !

وكل السعادة هي أن تكون بطاعة الله.

(منقول)