رعاة في العرقوب يعرضون مواشيهم النافقة
حاصبيا :
انحسرت العاصفة الثلجية التي ضربت حاصبيا ومنطقتها خلال اليومين الاخيرين، لتحل محلها موجة من الصقيع والبرد القارس، تسببت بتكون طبقات سميكة من الجليد خاصة في شبعا وكفرشوبا، وعلى الطرقات التي تربط العرقوب بحاصبيا. ما ادّى الى شل حركة السير صباحا وتعطيل العديد من المدارس الإبتدائية في القرى العرقوبية، التي يزيد ارتفاعها عن الثمانمئة متر وما فوق.
العاصفة والأحوال الجوية القاسية خلفت اضرارا فادحة في الثروة الحيوانية، بحيث نفق اكثر من ثمانمئة رأس من الماعز وخمسة وسبعين رأسا من الغنم يمتلكها خمسة وأربعون راع من قرى حلتا، شانوح، كفرشوبا، شبعا، ميمس وشويا. وقد ناشد هؤلاء الجهات المعنية خاصة الهيئة العليا للإغاثة، العمل سريعا على اجراء الكشوفات اللازمة و دفع التعويضات المستحقة لهم، علما انها ليست المرة الأولى التي تنفق فيها المواشي هذا العام نتيجة للأحوال الجوية العاصفة، كما يشير الراعي هيثم عبد العال من مزرعة شانوح. «لقد نفق 58 رأس من الماعز خلال موجة الشتاء الماضية، يضيف، واجرى عناصر الدرك كشفا عليها. تأملنا خيرا بالتعويض لكن لم يلتفت الينا احد بعد. وبالأمس نفق لي ولأخوتي اكثر من 40 رأس باتت جميعها طعاما للوحوش البرية». شقيقه محمد والذي خسر بدوره 30 رأس ماعز يستغرب هذا التجاهل غير المبرر من الدولة فيلفت الى أنهم على خط التماس مع مزراع شبعا المحتلة «خسرنا في حرب تموز، اكثر من نصف مواشينا بسبب القصف الإسرائيلي، تقدمنا بطلبات تعويض لم نقبض قرشا حتى الآن، واليوم اتت العواصف الثلجية لترفع من خسائرنا من دون ان تبدو في الأفق اي استعدادات لدى الجهات المعنية للتعويض علينا». الراعي غازي نبعة من شبعا يؤكد ان «عائلته كبارا وصغارا تعاونوا وتحت الثلج، على سحب رؤوس الماعز والغنم النافقة من داخل الزريبة ورميها خارجا وعلى مسافة بعيدة، لنتحاشى الروائح الكريهة المنبعثة منها». مضيفا ان «اية جهة مسؤولة لم تكلف نفسها حتى الوقوف على الخسائر التي طاولت هذا القطاع. تقدمنا بطلب لحفظ حقنا يوما ما الى البلدية آملين ان تتغير سياسة تجاهلنا».
رئيس بلدية شبعا عمرالزهيري يلفت الى ان بلديته تلقت عدة طلبات من رعاة الماشية الذين نفقت مواشيهم بسبب الثلوج، تولت في اعقابها البلدية اعداد لوائح اسمية بالخسائر تمهيدا لإرسالها لاحقا الى الجهات المعنية في وزارة الزراعة والهيئة العليا للإغاثة. وهو يدعو الدولة الى التعويض فورا لرعاة الماشية الذين تكبدوا خسائر فادحة بسبب غضب الطبيعة، تضاف الى خسائرهم في حرب تموز الماضي حيث لم تدفع لهم اية تعويضات.
من جهته استغرب عزت القادري رئيس بلدية كفرشوبا هذا التجاهل من قبل الدولة، تجاه حاجيات ومشاكل المواطن العرقوبي، وخاصة رعاة الماشية، من دون ان تبدو في الأفق اية نية للتعويض عنهم. مضيفا «وكأن هذه الشريحة من اهلنا لا تكفيها آلاف القنابل العنقودية، التي خلفها جيش الإحتلال في مراعيهم والتي تتسبب كل فترة بإصابات في صفوفهم، اضافة الى نفق مواشيهم، فتأتيهم الثلوج والصقيع ليزيد من مأساتهم ويرفع من خسائرهم».
------------------------
ومن حاصبيا افاد مراسل "اللواء" حسين حديفة ان العاصفة الثلجية التي ضربت منطقة حاصبيا خلال الـ36 ساعة الماضية انحسرت وحلت محلها موجة من الصقيع والبرد القارس وتدن كبير في درجات الحرارة وصل الى 4 درجات تحت الصفر في القرى والبلدات التي يزيد ارتفاعها عن الـ800 متر وبخاصة في شبعا، كفرشوبا، عين قنيا، وشويا وتحولت الثلوج المتساقطة والمياه المتجمعة الى طبقات سميكة من الجليد تسببت بشل حركة السير على معظم الطرقات الرئيسية والفرعية مما حال دون وصول الطلاب الى مدارسهم، هذا وخلفت العاصفة الثلجية اضراراً جسيمة بالمزروعات وبالاشجار المثمرة التي تحطم قسم كبير من اغصانها، كما كان للثروة الحيوانية نصيب كبير من هذه العاصفة التي تسببت بنفق حوالى 600 رأس ماعز وغنم في بلدات شبعا، كفرشوبا، كفر حمام، شويا، عين قنيا، وميمس وقد ناشد اصحاب المواشي والمزارعين الجهات المعنية وبخاصة الهيئة العليا للاغاثة ضرورة الاسراع في الكشف على الخسائر التي لحقت بهم والتعويض عليهم· الى ذلك واصلت الجرافات المتعاقدة مع وزارة الاشغال ومع بلديات المنطقة عملها لليوم الثاني على التوالي في ازالة الثلوج عن الطرقات الرئيسية والفرعية تسهيلا لحركة المواطنين وتمكينهم من التزود بالمواد التموينية وبالمحروقات وابتداء من الساعة العاشرة من قبل ظهر امس باتت جميع طرقات المنطقة مفتوحة وعادت معها حركة السير شبه طبيعية باستثناء طريق شبعا - راشيا الوادي عبر وادي جنعم التي ما زالت مقطوعة بسبب الثلوج التي وصلت سماكتها الى اكثر من متر·
تعليقات: