علي غصن لم يكن يملك المال فقطعوا عن مولوده الأوكسيجين


«قطعوا عنه الأوكسيجين لأنّ والده لا يملك المال لتسديد فاتورة المستشفى... قتلوا الصغير بدم بارد، لم يرأفوا بحاله وحال والده الذي كان يفعل كل ما في وسعه لجمع المال من أجل ضمان حياته، لكن يا للأسف نفّذوا فيه حكم الإعدام قبل ان يتمكن الاب من إنقاذه».

بهذه الكلمات بدأ جد الطفل حسين غصن الحديث عن مأساة عائلة ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي في الأمس.

تفاصيل خاطئة

على عكس ما تم تداوله من رواد "فايسبوك" من ان "الحادثة حصلت في أحد المستشفيات بعدما نقل الوالد علي فؤاد غصن زوجته فجر العشرين من هذا الشهر في حالة ولادة مبكرة إلى المستشفى. وفي تمام الساعة السادسة صباحا، انجبت الزوجة طفلاً وهي في الشهر السابع من حملها. وتبين ان الطفل بحاجة ضرورية إلى حاضنة، لكن لم يتم إدخاله اليها لأنه لم يتم دفع 500$، ووالد الطفل لا يملك هذا المبلغ، فطلب منهم ان يدخلوه إلى الحاضنة وهو سيذهب مباشرة للاستدانة، لكنهم رفضوا. فخرج لتأمين المبلغ المطلوب لينقذ ابنه. وعند عودته إلى المستشفى نحو الساعة 12 ظهراً، أبلغوه أن طفله فارق الحياة"، فإن الحقيقة كما شرحها جد الطفل فؤاد لـ"النهار" مغايرة في تفاصيلها، وإن كانت تصبّ في الاتجاه ذاته، ألا وهو وفاة طفل بسبب حفنة من الدولارات.

رواية العائلة

الحادثة حصلت في مستشفى المرتضى في بعلبك. وفي التفاصيل التي شرحها الجد فؤاد، فإنه في "الخامس عشر من الشهر الجاري أُدخلت زوجة ابني الى المستشفى وهي في أواخر شهرها الثامن لتضع مولودها، أنجبت حسين الذي كان بحاجة الى حاضنة، وضع فيها وطلب مليونا ليرة من والده، مليون للمولود وآخر لوالدته. حاول تأمين المبلغ، لكنه تلقى في السابع عشر من الشهر اتصالاً من المستشفى أُبلغ خلاله ان من انتظره كل هذه الأشهر فارق الحياة، سارعنا الى هناك، أخذنا الطفل وكان لونه ازرق وقمنا بدفنه، ليتبين لنا بعدها انه جرى وقف الأوكسيجين عنه وسُحب من الحاضنة، فاتصلت بي مسؤولة من المستشفى وبدأت بتبرير ما جرى، بأن حسين لم يكن بحاجة الى حاضنة، محاولة إلقاء المسؤولية على والدته بالقول إنها رفضت إرضاعه".

علامات استفهام

لا كلمات تعبر عن وضع علي ابن شمسطار، الأب الذي حلم على مدى اشهر بقدوم ابنه حسين، ليزيّن منزله مع شقيقته فاطمة، لكن كما قال فؤاد "قُتل حلمه على أيدي أناس لا يرحمون، أرواح الناس أمر ثانوي بالنسبة إليهم. وفي محاولة لطمس فعلتهم، خفّضوا المبلغ المطلوب منّا الى 200 الف ليرة، لإيصال فكرة ان المال لا يعنيهم". وتساءل: "لو كان حسين ابن وزير او نائب او زعيم، هل كان سيلقى المصير ذاته؟ لكنه يا للأسف ابن شاب فقير عامل يومي في النجارة أو أي عمل يعثر عليه"، مضيفاً: "لن نسكت، نضع هذه القضية برسم وزارة الصحة، وسنرفع دعوى على المستشفى كي لا يلقى بريء آخر حتفه على أيديهم".

رفض وإنكار

كل كلام فؤاد أنكره مصدر في مستشفى المرتضى الذي قال: "ما يتم تداوله غير صحيح، ولد حسين بصحة جيدة، وضعناه بناء على طلب الطبيب في الحاضنة لمدة 24 ساعة، وفي اليوم التالي عاينه قائلا ان وضعه جيد وبإمكانه الخروج من المستشفى، أخذناه إلى والدته كي ترضعه، لكنها رفضت كونها كانت لا تزال متعبة، فوضعناه في غرفة الأطفال واعتنينا به، لكنه فارق الحياة بسبب ما يعرف بالموت المفاجئ". وتابع: "لو أن المال كان يعني المستشفى لما خفّضنا الفاتورة الى 200 الف ليرة".

بين اتهام عائلة غصن المستشفى وإنكار الأخير، يبقى التحقيق العادل والنزيه في القضية هو الحكم، لكشف حقيقة وفاة مولود لفظ أنفاسه في بداية حياته.

ردّ وزارة الصحة

من جهتها، ردّت وزارة الصحة لاحقاً في بيان بالقول: "تتداول وسائل التواصل الاجتماعي حالات مرضى وتنشر اخباراً دون التأكد من صحتها، وتكون هذه الحلات موضوع متابعة من الوزارة قبل التداول بها. الا ان طرح هذه الحالات بشكل مغلوط يشوه صورة لبنان الصحية والانسانية ويخلق ضغطاً نفسيا على المواطنين. فعلى سبيل المثال، جرى التداول بوفاة طفل حديث الولادة في مستشفى "المرتضى" في بعلبك والحديث انه لم يوضع في الحاضنة بسبب عدم توفر الاموال، وهذا الامر غير صحيح اذ ان الطفل توفي داخل الحاضنة ولم يوضع خارجها بسبب عدم دفع الاموال، وفي جميع الأحوال فقد باشرت الوزارة التحقيق في الامر وطلبت ملف الطفل وستستمع لادارة المستشفى".

وقد طلبت الوزارة التقارير اللازمة للاطلاع على الملف وفتحت تحقيقا في الامر وستستمع لادارة المستشفى.



تعليقات: