سلطان الأخبار
«سلطان سليمان فوّتنا بالحيط»... هكذا علّق أحد المسؤولين القوّاتيين يوم نزل مراسل LBC إلى الشارع، لتغطية أحداث مار مخايل. تلك الليلة، سألت مذيعة الاستوديو سلطان عن مصدر الرصاص المجهول؟ فأجاب: «عين الرمانة»... قال كلمته، قُطعت رسالته فجأة، واختفى بعدها عن شاشة المؤسسة اللبنانيّة للإرسال.
مصادر في المحطّة تقول إنّه أخذ إجازة من دون راتب لمدّة عام. ومقرّبون منه يشيرون إلى أنّه استقال من عمله. وبين هذا وذاك، يلوذ سلطان بالصمت، مفضلاً عدم الإجابة عن أي سؤال لأنّه يعمل حالياً مع الـ«يونيفل» ضابط ارتباط مدنياً في القطاع الشرقي. لذا، لا يحقّ له التصريح لوسائل الإعلام. لكن أزمة سلطان مع LBC ليست جديدة. كلنا يتذكر كيف غرّد خارج سرب المؤسسة أيام تغطية حرب تموز، وجملته الشهيرة عن المقاومين («إني لا أراهم لكني أستطيع أن أشمّ رائحة عرقهم»)، ما زالت محفورة في الذاكرة.
وفي كواليس المحطة، يتردد أن عدداً من المسؤولين القوّاتيين كانوا غير مرتاحين لعمل سليمان، حتى إن بعضهم كان يسميه «مراسل المنار ـ LBC» أو «مراسل حزب الله في LBC». بينما بيار الضاهر كان يجد عمله مهنياً، على اعتبار أنه يستقطب جمهور المقاومة إلى شاشته.
بعد العداون الإسرائيلي الأخير، طُلب من سليمان التفرّغ للإشراف على عمل المراسلين في الخارج. وكان كلّما قدّم مشروع رحلة، يفاجأ بالموافقة السريعة عليه. هكذا زار كوريا الشماليّة، والصومال، وتونس ثم إيران حيث عمل لمدّة شهر على افتتاح مكتب «للحياة ـ أل بي سي»، ودرّب طاقمه. بعدها، عاد إلى لبنان، فوجد أنّ بيار الضاهر أجرى تغييرات جوهرية في قسم أخبار «الفضائية اللبنانية» (تعيين مروان المتني نائباً لرئيس تحرير نشرة الأخبار، وكان يشغله إيلي حرب منذ عام 2003). حتى موقع سلطان نفسه تغيّر في المؤسسة، وبعدما كان News Editor (محرّر أخبار)، أصبح Super Senior International Correspondant. ولا ترجمة عربيّة أو عمليّة لهذا المنصب. إذ حدّدت مهمّته بتغطية أحداث خارجية، إضافة إلى النزول إلى الأرض محلياً إذا شهد لبنان حدثاً طارئاً وهاماً، وهو ما رفضه سليمان، لكونه ضاق ذرعاً باحتجاجات بعضهم على تغطيته المحلية، وخصوصاً بعد تجربة حرب تمّوز. وخلال الأشهر الأربعة الأخيرة التي تبوّأ فيها هذا المنصب، لم يُوافَق على أي مشروع خارجي قدّمه. وكانت إجابة النفي تُرفَق كل مرة بعذر جديد.
ثم جاءت أحداث مار مخايل، وطلب متني من سليمان النزول إلى الشارع. قدّم تقريره الشهير، وقُطع البث. وهنا، يروي المقربون من سليمان كيف انهالت عليه الاتصالات من كل حدب وصوب. جاءه اتصالٌ من «أل بي سي»، قائلاً: «لم يكن ضرورياً أن تقول إن مصدر الرصاص هو عين الرمّانة... هل تريد أن تندلع حرب أهليّة؟». كذلك اتصلت به مسؤولة إعلاميّة في القوّات اللبنانيّة، لتسأله: «لماذا تتّهمنا بإطلاق النار؟ ألا يوجد غيرنا في عين الرمانة؟». ثم أرسل له أحد المقربين من جهة رسمية محلية رفيعة المستوى: «لماذا تسمّي منطقة ما، هل تريد أن تُستَدعى إلى النيابة العامّة؟». أمّا بيار الضاهر، فقال له: «أليس ضميرك المهني مرتاحاً؟». فأجابه سليمان بنعم، ثم طرح عليه الشيخ بيار فكرة أخذ إجازة عام من دون راتب.
أخيراً، لا أحد يعلم إذا ما كان سلطان سليمان سيعود إلى المؤسسة اللبنانيّة للإرسال، لكن أصدقاءه يؤكدون أن «رجل المهمات الصعبة»، لا يستطيع الابتعاد كثيراً عن الشاشة!
تعليقات: