خطـر الثلـوج علـى كبـار السـن

إزالة الثلوج ليست من مهام كبار السن
إزالة الثلوج ليست من مهام كبار السن


الدراسات تُحذّر من خطورتها والجرافات لا تقوم بالمهمة..

توقفت العاصفة الثلجية أخيراً، وعادت الرؤية طبيعية بعد غياب قسري... وحــــده البساط الأبيض بقي حاضراً. جرافات وزارة الأشغال فتحت الطــــرقات الرئيسية وتلك الفرعية، لكـــن المعابر المؤدية إلى أبـــواب المواطنين ما تزال تنتـــظر «السواعد». من سيُبـعد الثلج هذا؟

السؤال يستحق التوقف عنده. من سيقوم بالمهمة، التي لا تؤمنها جرافات الوزارة ولا حتى تلك الخاصة في أحيان كثيرة. صور مختلفة انتـــشرت في الصحف وعلى شاشات التلـــفزة، أظهرت في الأمس واليـــوم، وستــظهر غداً، «الأبطال» هؤلاء وبفئاتهم العمرية المختلفة يحاولون «زحزحة» الضيف الأبيض الثـــقيل المستلقي عند مداخل بيوتهم. هاجس مشترك يجمعــــهم: «من يزيل الثلوج من أمام منزلي... إذا لم أقم أنا بذلك؟». لكن اختـــلافاً جوهرياً له مكان أيضاً؛ فكـــبار السن، مثلاً، مُهددون بالخطر أكثر من غيرهم. كيف ذلك؟

تحذر الدراسات والنشرات الصادرة عن «المجمع الأميركي لطب الشيخوخة» و«المؤسسة القومية لصحة كبار السن»، من إجهاد كبار السن في القيام بأعمال كإزالة الثلج أو حمل الحطب أو غيرها من المهمات التي قد يرون أنه من الضروري القيام بها، «لأن تأثر أجسامهم، خاصة القلب والأوعية الدموية، بهذا الإجهاد يفوق ما يحصل فيها عند اعتدال درجة حرارة الجو»، على أساس أن كبار السن، ومرضى القلب والسكري وغيرهم ممن يُعانون من أحد الأمراض المزمنة، تنخفض لديهم معدلات نشاط عمليات التمثيل الغذائي، كما تقل لديهم القدرة على القشعريرة المفيدة في إنتاج الطاقة الحرارية لأجسامهم، وعندها تتأكد ضرورة الحرص على عدم تعريضهم للبرودة الخارجية ما أمكن، والحرص كذلك على تغذيتهم بما يُناسب أجسامهم للتزود بالطـــاقة وإنتـــاجها، وتجنيبهم تالياً السقوط في قبضـة الجلطات الدماغية والقلبية.

وأكّد «المجمع» على أنه من الصحي ارتداء ثلاث طبقات من الملبوسات المريحة والفضفاضة نوعاً ما، إضافة إلى ارتداء قبعة وتغطية الرقبة وأحذية تغطي أجزاء من الســـاق. علـــماً انه من الأفضل في جميع الحالات تجنيب كبار السن الخروج من المنزل في ظل انخفاض درجات الحرارة.

وقال د. جمال الموسى في بحث علمي أجراه (نشرته مواقع الكترونية عدة تحت عنوان «الطقس، درجة الحرارة، والإنســـان») إن للرياح تأثيراً واضحاً على إحساس الإنسان بالبرودة. والرياح السطحية لها أثر تبريدي (chilling effect على الإنسان، كما ان سرعتها، بالإضافة للبرودة، تُفقــــد الجسم الحـــرارة، وتـــؤدي تالياً الى الشــعور بالبرودة، مـــع ما يليها ويواكبها من اخطار.

وأكد على ان أفضل درجة حرارة ملائمة لصحة الإنسان سواء في الداخل أو الخارج هي ما بين 18و22 درجة مئوية، ورطوبة نسبية ما بين 20 في المئة و50 في المئة، مع العلم أنها تختلف إلى حد ما من شخص الى آخر. وأشار إلى أنه كلما كانت درجة حرارة الهواء قريبة من «الدرجة المثالية» كلما كان بالإمكان إنجاز عمل أكثر بجهد أقل، فالحالة العقلية والعاطفية للإنسان تتأثر بالطقس والمناخ... ويوفر العامل في ازالة الثلوج مجهوداً كبيراً عن نفسه، واضطرابات قد تكون مميتة، اذا تجنب اجهاد نفسه في ظل درجات الحرارة المنخفضة، والرياح.

ومن الضروري التمييز بين مقدار حرارة الجو (الذي نسمع أرقامه في نشرات الأحوال الجوية)، وما يتعرض له الجسم من برودة في درجة الحرارة؛ فجسم الانسان يتأثر سلبياً بشكل أكبر مما هو متوقع من درجة الحرارة المنخفضة تلك... لذا فإن نشرات الأحوال الجوية الجيدة تشتمل على ذكر ما يُعرف بدرجة حرارة/ برودة قشعريرة الرياح Windchill Temperature، أو بعامل قشعريرة الرياح Windchill Factor، وهي ما يعني مقدار البرودة التي يتعرض لها الجسم فعلياً جراء التعرض للرياح الباردة، التي تزداد تأثيراتها السلبية وبرودتها كلما ازدادت سرعتها.

للغذاء دور إيجابي...

وتؤكد مواقع الكترونية عدة تعنى بأمور التغذية والصحة العامة ان للغذاء دوراً اساسياً في الحفاظ على صحة الإنسان عموماً، وصحته خلال فصل الشتاء خصوصاً. فمن أهم العوامل التي تساهم في حماية الشرايين والأوعية الدمويـــة تــناول كميات جيدة من مصادر مضادات الأكسدة والتي تـــتواجد بشـــكل جيد في الفاكهة والخضار بشكل عام. لذلك يجب تفقد ما يتناوله كبار السن في هـــذه المرحلة وإدخال هذه الأطعمة والعنـــاصر الغذائية المفيدة الى نظـــامهم الغذائي. ولأنها مهمة خلال فصل الشتاء، تشدد الدراســات على ضرورة تناول السوائل (ماء، عصير، مشـــروبات ساخنة)، كما يجب عدم إهمال بعض المشروبات العالية في تركيز مضادات الأكسدة مثل الشاي الأخضر والذي يساهم في إمداد الجسم بالعناصر الحيوية المهمة. وينصــــح كذلك بتناول الزنجبيل الذي يلـــعب دوراً في زيادة ســـرعة الدورة الدموية والذي عن طريقه تتم تدفئة الشخص. كما ان «السمـــعة» التي يحـــظى بها الزنجبيل ترتكز على دوره الفعال ـ اضافة الى التدفئة ـ في طرد السموم من جسم الانسان.

ولوحظ وجود رابط بين انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء واحتمالات إصابة كبار السن بمشاكل القلب، وتغيرات في مكونات الدم، التي تزيد امكانية حدوثها اكثر واكثر اذا كانت درجات الحرارة منخفضة داخل المنزل ايضاً، لذلك يجب الحرص على التدفئة الجيدة وعدم إهمال كبار السن في ذلك.

تعليقات: