لماذا غاب عرب وادي خالد عن ذكرى الحريري؟

زي ما هي
زي ما هي


تعدّ وادي خالد أكبر تجمّع سكاني «سنيّ» في عكار، تضم نحو 20 قرية تمتد على مساحة واسعة من سهل البقيعة غرباً إلى قريتي كنيسة وقرحا شرقاً، لذا فهي مقصد المرشحين الى الانتخابات النيابية، لكونها «خزّاناً بشرياً» و«بلوكاً واحداً».

في الانتخابات الأخيرة، خيّبت وادي خالد توقّعات بعض المرشحين، وفأجات البعض الآخر منهم. فمرشحو تيار المستقبل السنة نالوا أدنى نسبة من أصوات الناخبين البالغ عددهم عشرة آلاف ناخب، وخالفت وادي خالد قاعدة «زي ما هيي» على قاعدة «زوان بلدي ولا حنطة الغريب» وصوّتت بكثافة لمصلحة «ابنيها» المرشحين جمال اسماعيل ومحمد يحيى، اللذين أخفقا معاً في الوصول الى الندوة النيابية، بعدما ذاقا حلاوتها لمرة واحدة فقط في انتخابات عام 2000.

بعد سنتين ونصف سنة تقريباً من الانتخابات النيابية ووعود نواب «المستقبل» بتحويل عكار إلى «سويسرا لبنان» يتساءل أبناء الوادي أين أصبحت هذه الوعود ؟ ولماذا استثناء وادي خالد من المشاريع التربوية والصحية والخدمية لمؤسسة الحريري التي أنشأت عدة مراكز طبية في مناطق مختلفة من عكار ليست بحاجة إلى مثل هذه المراكز.

وظهر هذا الامتعاض في المشاركة الخفيفة لوادي خالد في الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الحريري. ونقل هذا الشعور منسّق تيار المستقبل في المنطقة الى النائب سعد الحريري خلال زيارته الى طرابلس لتعبئة جمهور ومناصري تيار المستقبل للمشاركة في 14 شباط، حيث فوجئ برفض وجهاء عشائر وادي خالد الحضور إلى فندق «كواليتي إن» بسبب مضايقات القوة الأمنية المشتركة لأهالي وادي خالد، فوعد الحريري بتسوية الأمر مع السلطات، إلى أن صدر التعميم الذي يسمح بالتهريب من سوريا («الأخبار» 20 شباط).

النائب السابق يحيى قال إن المشاركة كانت ضعيفة ليس في وادي خالد فقط بل في أكروم وبعض القرى العكارية، مضيفاً إن «النائب سعد الحريري لم يكن موفّقاً بالرقم مليون ونصف» لأن الحضور أقل من ذلك بكثير، وأكثره من الجبل والقوات اللبنانية.

ووصف عملية المشاركة في 14 شباط بالابتزاز واستغلال مشاعر الناس التي شاركت بسبب المال (100 دولار للسيارة)، متسائلاً ماذا قدّم تيار المستقبل إلى وادي خالد سوى بعض التنفيعات لبعض الأشخاص؟.

وتابع يحيى أن وادي خالد ستبقى محافظة على انتمائها العروبي والوطني ودعم المقاومة، ولا يمكن أن تشتم سوريا التي تعيش من خيراتها، لأن لوادي خالد مفاهيم وقيماً عشائرية ثابتة لا تتغير أبداً. ورغم الشكاوى من أداء منسقي تيار المستقبل في وادي خالد التي وصلت إلى قريطم سواء بالفاكسات أو بزيارة بعض الوفود، فإن الأداء بقي على حاله باستثناء التغييرات التي طالت بعض الأشخاص، الذين استُبدلوا بآخرين لا يتمتعون بالثقة، كونهم تعاملوا سابقاً مع أجهزة المخابرات السورية وكانوا من زوّارها أسبوعياً.

ويعمل التيار على تعويم نفسه في وادي خالد من خلال الهبات العينية والنقدية التي أثارت خلافات بين الأهالي في قرى عديدة بشأن وجهة استخدامها. وفي قرية رجم عيسى رفض الأهالي تسلّم الإعاشات خلال شهر رمضان الماضي بسبب سوء التوزيع والاعتراض على سلوك ممثلي التيار في الوادي.

أما في قرية رجم حسين المجاورة، فحصل خلاف بين سكانها على طريقة صرف 13 ألف دولار من التيار، بين فريق يطالب بإنشاء قاعتين للمناسبات في القرية وفريق آخر يطالب بقاعة واحدة خوفاً من أن تنقسم «الجرية» (القرية) فطارت الأموال والقاعة معها وبقيت الخلافات.

عضو مجلس عكار في التيار خير الله الأسعد قال إن الناس شاركوا عن قناعة ومحبة بالحريري وليس بسبب المال كما يحاول البعض أن يوحي بذلك. وأضاف إن هناك مبلغ 2 مليون دولار قدّم إلى وادي خالد لبناء مدرستين، منتقداً من سمّاهم «بعض المستزلمين في قوى المعارضة لجهات خارجية».

تعليقات: