سجن زحلة أمس (سامر الحسيني)

أنباء عن توقيف مسؤولين... والبلدية تستعجل نقل المبنى..

زحلة:

لم يكن اهالي منطقة البقاع الاوسط بحاجة الى حادثة فرار بعض المساجين من سجن زحلة المركزي، ليشهدوا فصلا جديدا من فصول الخلل الامني الذي تعيشه هذه المنطقة منذ اكثر من سنة، وخصوصا مدينة زحلة التي تشهد بين الفترة والاخرى حوادث سلب بقوة السلاح يتعرض لها مدنيون وسياراتهم التي تسرق من امام اعينهم وامام مراكز عملهم في المدينة.

وكشفت حادثة فرار المساجين الناجحة ضعف الاجراءات الامنية المتخذة في منطقة البقاع الاوسط، حيث عجز عناصر سرية درك زحلة عن توقيف الهاربين الذين سرقوا سيارة من نوع مرسيدس وفروا بواسطتها، وبالرغم من تعميم مواصفات السيارة، فقد تمكن السجناء من اجتياز كل الحواجز الامنية التي وضعت اثر حادثة الهروب، ما يدل على تأخير كبير في تعميم مواصفات السيارة، وخصوصا ان بعض المصادر الامنية التي باشرت تحقيقاتها في الموضوع قد اشارت الى ان السجناء الفارين قد وصلوا الى مناطقهم في قضاء بعلبك.

وأوكلت قيادة منطقة البقاع الاقليمية الى سرية درك زحلة المباشرة في التحقيقات بإشراف النيابة العامة العسكرية، وأشارت بعض المصادر الى توقيف آمر السجن وهو ضابط، اضافة إلى عنصرين من قوى الامن الداخلي من الحراس الداخليين للسجن.

وأكدت رواية بعض عمال البلدية الذين تواجدوا داخل حرم السجن ان بعض المساجين كانوا خارج السجن ومتواجدين في احدى غرف الحرس. كما دلت بعض المعلومات على وجود اربعة ابواب لمغادرة السجن كانت كلها مفتوحة، امام المساجين.

وفي ظل ترتيبات امنية مشددة ومتابعة لموضوع السجناء الاربعة الهاربين زار امس قائد الدرك العميد انطوان شكور سرايا زحلة وعقد اجتماعا مطولا في قيادة المنطقة بحضور قائد المنطقة العميد سهيل داغر، ثم زار سجن زحلة ولم يجد العميد شكور اي كلام او توضيحات حول الحادثة للاعلاميين الذين منعوا بالقوة من تغطية الزيارة، وصبت سرية درك زحلة جام غضبها على الاعلاميين، كأنهم مسؤولون عن الخلل الامني في المنطقة من خلال الاضاءة اعلاميا على حادثة الهروب وغيرها من المشاكل الامنية التي تعيشها مدينة زحلة.

يذكر ان حادثة الفرار ليست الاولى في سجن زحلة وقد سبقتها محاولة جرى ضبطها وأعيد احد الفارين الى السجن.

ودخلت بلدية زحلة ـ المعلقة على خط حادثة سجن زحلة الذي يقع ضمن مبناها، فاعتبر رئيس البلدية المهندس أسعد زغيب أنه «آن الأوان لوضع حد لبعض المشاكل المزمنة التي تعاني منها مدينة زحلة وأبرزها مشكلة السجن المركزي الموجود في الطبقة السفلى من مبنى البلدية، بالإضافة إلى مشكلة الاستيلاء على مياه زحلة في بلدة قاع الريم، وهما قضيتان لم تنجح كل الجهود التي وظفت في هذا المجال في إيجاد الحلول لهما، بالرغم من تخلصنا كبلدية من مشكلة مكب النفايات الذي كان شبه موجود داخل المدينة، وأمكننا حل مشكلته بإقامة مطمر صحي حديث بفضل جهود البلدية».

أضاف زغيب: «منذ عشر سنوات ونحن ننبه إلى مشكلة السجن، وتبرعنا بالمال ودفعنا مبلغ 100 مليون ليرة من البلدية عام 2000 وأخذنا وعدا أنه سيتم نقل السجن في غضون سنتين، وهذا ما لم يحصل ونحن على يقين أن مشكلة السجن خطيرة. وتكمن خطورتها أولا على موظفي البلدية، وعلى قوى الأمن الموجودة في مبنى البلدية، لأنه لو حاول أحد السجناء الفرار، كما حصل بالأمس، وقامت قوى الأمن بإطلاق النار باتجاهه، فإنه يخشى ان يصاب أحد الموظفين البلديين أو أحد المواطنين من أصحاب المعاملات الذين يقصدون البلدية. هذه مشكلة تضعنا تحت الخطر الدائم. بالإضافة إلى كون البلدية مؤسسة يؤمها أبناء مدينة زحلة كافة لإتمام معاملاتهم في شكل دائم. ولو حصلت هذه الحادثة، أحد أيام العمل والدوام الرسمي، لا في يوم الأحد، وقد علمت أن قوى الأمن اضطرت إلى إطلاق النار على الفارين وأصيب إثنان منهم، حتى تمكنت من إلقاء القبض عليهم. يعني أنه قد يصاب أي شخص برصاصة طائشة عن طريق الخطأ. وهذا أمر خطير على السلامة الجسدية والشخصية للأفراد وعلى السلامة العامة ككل. لقد عملنا على مدى عشر سنوات كي نصل يوما إلى إنشاء سجن جديد ونقل السجن الحالي من مقر البلدية».

وقال زغيب: «اليوم بتضافر الجهود ما بين قوى الأمن الداخلي بقيادة اللواء أشرف ريفي، الذي نتوسم فيه الأمل المشرق لدى اللبنانيين بشخصه، تعاونا معا. لكن المسألة اليوم هي موضوع مقاولات، أي أن هناك مبنى وتغييرات تحتاج إلى وقت لإنجازها. والسجن لا يمكنه الانتظار، ويقتضي الإسراع في الانتهاء منه. وإذا كان لا بد من أي تغييرات يتعين إجراؤها سريعا كي لا يتأخر العمل. نحن على موعد في نيسان القادم لاستلام السجن الحالي بعد إخلائه والانتقال منه إلى السجن الجديد في آخر المدينة الصناعية، ثم عادوا وقالوا لنا إن الموعد تأجل إلى تموز وبعده طرأ تأجيل آخر إلى تشرين الثاني القادم. ولا يجوز التأجيل من وقت إلى آخر فيما المدينة اليوم تحت الخطر الدائم بوجود السجن الحالي. وأتمنى أن تحزم قوى الأمن الداخلي أمرها بسرعة».