(رويترز)
العالم يحتاج إلى #العلم والعلم يحتاج إلى النساء. اليوم، أقل من 30 في المئة من الباحثين هم من النساء و 3 في المئة فقط من جوائز "نوبل" العلمية تمنح لهن. ولهذا السبب، كان لا بد من تمكين العالمات من مناطق مختلفة من العالم: إفريقيا والدول العربية، آسيا والمحيط الهادئ ، أوروبا، أميركا اللاتينية وأميركا الشمالية، قدمن بالفعل مساهمات كبيرة للبحث في تخصصات متنوعة للغاية، والاعتراف بدورهّن الحاسم في التنمية. وانطلاقا من ذلك وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، التزمت مؤسسة "لوريال واليونسكو" بزيادة عدد السيدات العاملات في البحث العلمي، من خلال منح الجوائز والزمالات في المحافل الدولية والإقليمية والوطنية. ليلى الموسوي ومايا عطية عالمتان من أصل 3 كرمتهما اليوم مؤسستا "لوريال" و"اليونسكو" ويتحدثّن الى "النهار" عن تجربتهن.
برنامج دعم
تكرّس الزمالات الوطنية والإقليمية لتكريم العالمات المتميزات ودعم الباحثات اليافعات الواعدات خلال مسيرتهن المهنية، حيث تمنح جائزة "لوريال - اليونسكو من أجل #المرأة في العلم" أكثر من 275 زمالة لطالبات
الدكتوراه وطالبات ما بعد الدكتوراه في 117 دولة، في وقت تبرز فيه عقبات متعددة لتهدد حياتهن المهنية. أما في المشرق الاقليمي فيعدّ البرنامج الذي أطلق عام 2014 بالشراكة مع المجلس الوطني للبحوث العلمية (CNRS) في لبنان، فصلا جديدا في البرنامج الدولي. ويهدف إلى تمكين العالمات العربيات من الأردن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين. وفي كل عام، يكرّم البرنامج ستة من النساء العربيات الشابات الموهوبات، ثلاث طالبات في مرحلة الدكتوراه وثلاث باحثات في مرحلة ما بعد الدكتوراه، لجودة أعمالهن البحثية ولتشجيعهن على تحقيق مهنة رائعة في العلوم في المشرق العربي. في حين أنه على المستوى الدولي، في كل عام يتم تحديد 15 باحثة شابة بارزة من بين الفائزات بـ275 منحة دراسية في جميع أنحاء العالم. هذه المواهب الصاعدة تتلقى منحة إضافية، مما يعطيها فرصة أكبر للبروز في المجتمع العلمي الدولي. تأتي الباحثات الشابات من مناطق مختلفة من العالم: إفريقيا والدول العربية، آسيا والمحيط الهادئ، أوروبا، أميركا اللاتينية وأميركا الشمالية. تحتفل "لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم" وتسلط الضوء على الباحثات من القارات الخمس. يتم تكريم خمس من العالمات البارزات ذوات الخبرة، من اللواتي تم الاعتراف بعملهن على أعلى مستوى دولي، لمساهمتهن المتميّزة في تقدم الأبحاث في حفل توزيع الجوائز السنوي في باريس. وتم تكريم 102 من الفائزات اللواتي تميّزن بعملهن العلمي، ثلاث منهن حصلن على جائزة "نوبل" للعلوم.
"نجمة" في سماء العلم
تحمل الآنسة ليلى الموسوي شهادة البكالوريوس والماجيستير بتقدير امتياز في علم الأحياء، وهي حاليًا مرشحة لنيل شهادة الدكتوراة في برنامج البيولوجيا الخلوّية والجزيئيّة في الجامعة الأميركية في بيروت. وتشمل مساهماتها العلميّة العديد من المقالات والدراسات في المجلات العلميّة المرموقة والمشاركة في المؤتمرات وحلقات العمل الوطنية والدولية. في تشرين الأوّل ٢٠١٦، وتقديرًا لأدائها الأكاديمي المتميّز ونتاجها البحثي، حصلت الموسوي على منحة لمدّة ثلاث سنوات من المجلس الوطني اللبناني للبحث العلمي. يتمحور اهتمامها البحثي حول دراسة تفاعلات بعوضة الملاريا الأفريقية gambiae Anopheles مع العديد من العوامل المعدية، بما في ذلك طفيليات الملاريا والبكتيريا والفطريات التي تصيب الحشرات، مع التركيز بشكل خاص على الآليات التي يطوّرها جهاز المناعة لدى البعوضة، وكيفية تنظيمها ومساهمتها في القضاء على الميكروبات .ولأنّ البعوض جزء لا يتجزأ من دورة حياة طفيلي الملاريا، فإنّ دراسة التفاعلات المناعية الحاصلة في ما بينهما تزيد القدرة على التحكّم فيها والسيطرة عليها وتعديلها جينيًا إذا استدعت الحاجة، بما يساعد على تصميم استراتيجيات جديدة لمكافحة الملاريا من خلال إضعاف انتقال المرض إلى المضيف البشري عبر إجهاض تطوّر الطفيليّ داخل البعوض.
ليلى الموسوي.
في حديثها الى "النهار"، تلفت ليلى الى أن "العلوم، كانت تثير فضولها منذ أيام الدراسة، "تجعلنا نفهم الظواهر الطبيعية والعالم من حولنا، وفي الدراسة الجامعية اختارت البيولوجيا لأنها تركز على دراسة الكائنات الحية، وتتقاطع مع علوم أخرى"، مؤكدة أن "لا شيء يمنع المرأة من خوض المجال العلمي ما دامت القدرات الذهنية والعقلية متوافرة لديها. ليست اقل قدرة من الرجل، في حال امتلاكها المؤهلات الكافية للنجاح". ممتنة ليلى لأسرتها، "لعبوا دورا مهماً في تشجيعي، لم يميزوا بيني وبين اخوتي الذكور الاربعة"، للمحيط الأكبر فضل أيضاً في مسيرة ليلى "العائلة الكبرى دعمتني ودائماً ما كنت اسمع "العلم سلاحك".
المرأة جمال وعقل
أما الدكتورة مايا عطية فقد حازت درجة الدكتوراه عام 2017 في مجال هندسة الموارد المائية من جامعة Guelph في كندا. حصلت على منحة العلوم الطبيعية والهندسية التابعة لمجلس كندا (NSERC) لعملها في استكشاف أدوات هندسية جديدة للتنبؤ بدقة أكبر بتدفق المجاري والرواسب في المواقع البعيدة والتي تعتبر مواقع محتملة لتوليد الطاقة الكهرومائية الصغيرة. يتم تطبيق المعرفة والتقنية المستفادة من هذه المشاريع البحثية في الصناعات الحالية، وقد تم اعتمادها من وزارة الموارد الطبيعية في أونتاريو. كما عملت الدكتور عطية في مشاريع تحليل التباين الزماني والمكاني للأمطار ونشر أثره على بيانات التدفق، وتخصيص الموارد المائية لتلبية الطلب على مياه الري في لبنان. تقوم أبحاثها الحالية بتقييم كمية المياه في الأحواض غير المقاسة باستخدام الشبكات العصبية الاصطناعية ونماذج برمجة التعبير الجيني ونظام المعلومات الجغرافية. وقد نشرت العديد من الأوراق العلمية في المجلات ذات التأثير الكبير وقدمت النتائج التي توصلت إليها في المؤتمرات الدولية. خلال العام الماضي في لبنان، عملت عطية كمحاضر في جامعة سيدة اللويزة والجامعة اللبنانية الأميركية. تأمل عطية أن تشعر الأجيال القادمة بالإلحاح في منع الأضرار التي لحقت بأرضنا وعكس مسارها.
مايا عطية.
تشدد عطية على الدور المهم للنساء في بناء المجتمع، "عندما أطور نفسي، يكون ذلك في سبيل الافادة الشخصية وافادة المجتمع ككل"، لافة في حديثها الى "النهار" الى أن "على المرأة ألا تخاف من خوض أي معترك، فلا تخصصات محتكرة على الرجال ولا أخرى محصورة بالنساء. وهنا على المرأة أن تضع في الحسبان عدد السنوات التي عليها ان تضحي بها في سبيل النجاح والتميز في المجال العلمي القائم على الأبحاث التي قد تمتد لسنوات طوال، فهو ليس مجرد اختصاص ينتهي بـ 3 سنوات، ليكن الحلم كبير لا يختصره فستان ابيض فقط". التحدي الأساسي برأيها هو "التوجيه الصحيح لأهمية المجال العلمي من قبل العائلة الصغيرة، وهذا ما حظيت به، فكان لعائلتي الدور الأساسي في رسم المسار بترداد عبارات تحفزّ على الاستمرار واسئلة منذ الصغر جعلتني افكر بالصورة التي احب ان اكون عليها. أكمل زوجي المهمة، بمشاعر الفخر التي يكنها تجاهي وتفهمه لظروف عملي وتقاسمنا المهام سوية. اما دوري فهو أن اكون مثالاً لأطفالي، أريهم ان الحياة هي طموح ونجاح وعمل وكل ذلك لا تمييز فيه بين رجل ومرأة".
"المرأة جمال وعقل" عبارة رغبت عطية ان تصل الى كل امرأة، مشددة على ان "ما من سيدة أُعطيت فرصتها ولم تكن فعّالة".
تعليقات: