شبان ضحية محامٍ وشيخ: الجنسية الأوسترالية مقابل الزواج المثلي


نوع جديد من عمليات الاحتيال وقع ضحيته العشرات من شباب الشمال، الذين ضاقت بهم سبل العيش في وطنهم وغُرّر بهم لمغادرته، من خلال تقديم طلب هجرة، بعضهم يعلم ماهيّته، من خلال الادعاء بأنهم مثليون جنسياً ويحتاجون الى حماية. والآخرون يعتقدون ان طلب الهجرة هو بذريعة إكمال دراستهم... يوافقون على أمل الوصول إلى "بلد الأحلام"، آملين متابعة حياتهم بشكل طبيعي. لكن ما إن يصلوا الى هناك حتى يجدوا أنفسهم مخيّرين بين الزواج من شاب أوسترالي أو العودة الى وطنهم... منهم من رفض الدخول في هكذا متاهات وعاد أدراجه إلى لبنان، في حين تقدم البعض الآخر بشكوى على من أوقع بهم. ومن تبقى منهم قَبِل الزواج وما يستتبع ذلك من حرمانه قانونيا من الارتباط بفتاة.

"فكرة شيطانية"

إنها "فكرة شيطانية" لجأ اليها لبنانيان يحملان الجنسية الأوسترالية، أحدهما يدّعي انه "شيخ" يدعى ب. د.، صاحب حملة للحج والعمرة، والآخر محامٍ يدعى ع. ع.، عملا منذ سنوات في مجال إنجاز معاملات لبنانيين يرغبون في الهجرة إلى ذلك البلد، وعندما سمح القانون الأوسترالي بزواج المثليين في كانون الاول من السنة الماضية، اتخذ هذان الشخصان منه باباً لإغراء الشباب في لبنان عبر مكتب سفريات يتعاملان معه، بالحصول على الجنسية مقابل الزواج من شاب، وفق ما قال سامر (اسم مستعار)، وهو لبناني حاول "الشيخ" ايقاعه في مصيدته، لكنه تمكّن من الإفلات وتقدّم بشكوى ضده.

سامر حصل على تأشيرة سفر إلى أوستراليا قبل سنوات بناء على طلب دراسة، وشرح: "في طريقي للحصول على الجنسية تعرّفت إلى الشيخ المزعوم، وبعدما دفعتُ له آلاف الدولارات، أبلغني أنّ الحل الأسرع والأنجع هو الزواج من شاب اوسترالي. رفضت وطلبت استعادة المال الذي دفعته، وبعدما حاول التهرّب تقدّمت بشكوى، فأجبرته محكمة أوسترالية على إعادة المبلغ". وأضاف: "عدد كبير من الشباب وقعوا في مصيدته، قدموا من لبنان ليجدوا أنفسهم ضحايا أمام خيارين لا يقلّان مرارة عن بعضهما البعض، وإلى الآن أكثر من 20 شاباً ثبّتوا زواجهم المثلي".

شاهد من أهله

قريبة "الشيخ" نهاد (اسم مستعار) أكدت لـ"النهار" أنه "مقيم في أوستراليا منذ عشرات السنوات، يقصد لبنان نحو 3 مرات في السنة بحثاً عن زبائن، وهو من سكان ابي سمراء". وأضافت: "عمله الأساسي منذ 16 عاماً استغلال حاجة الشباب للهروب من الواقع المزري في الشمال تحديداً"، لافتةً الى أنه "يُطلع الشباب على أن تقديم طلب الحصول على تأشيرة لهم سيكون بناء على إكمال دراستهم، وعند وصولهم الى أوستراليا يفاجؤون بأن طلبهم كان على اساس أنهم مثليون، عندها يُحارون بين البقاء في أوستراليا أو العودة إلى بلدهم مع خسارة آلاف الدولارات التي دفعوها له".

تحرك قضائي

"مُنع المحامي شريك الشيخ من العمل كوكيل للهجرة لمدة خمس سنوات، بناء على حكم صادر عن هيئة تسجيل وكلاء الهجرة التي اتهمته بأنه شخص غير نزيه، نصح عملاءه بالقول إنهم مثليون جنسياً للحصول على تأشيرة الحماية، وذلك بعد تلقي ﺛﻣﺎﻧﻲ ﺷﮐﺎوى ﺣول ﺳﻟوك اﻟوﮐﯾل"، وفق ما ذكره موقع "دايلي ميل" الاوسترالي مضيفاً: "تسمح تأشيرات الحماية للمهاجرين بالعيش والعمل في أوستراليا كمقيمين دائمين إذا كانوا لاجئين يواجهون الاضطهاد". ولفت الموقع إلى أن "المحامي نفى هذه المزاعم وتقدم بطلب استئناف أمام محكمة الاستئناف الإدارية".

بين البحث عن حياة كريمة والوقوع في فخ "تجّار" لا يرحمون، همّهم الوحيد جني المزيد من الملايين على حساب الفقراء الحالمين، ضاع العديد من الشبان في سرداب الهجرة إلى المجهول.

تعليقات: