تحت عنوان «حزب الله: الرابح الحقيقي من الحرب السورية؟»، نشر (موقع ميدل إيست آي) مقالاً أعدّه الكاتب كريستوفر فيليبس، أستاذ العلاقات الدولية في الشرق الأوسط في جامعة كوين ماري اللندنية، ومؤلّف "معركة السيطرة على سوريا: الصراع الدولي في الشرق الأوسط الجديد".
فقد رأى فيليبس أنّ الحزب حقّق مكاسب كثيرة من خلال تدخّله في سوريا منذ 6 سنوات، بما في ذلك تعزيز معدّاته العسكرية وتوسيع نفوذه الإقليمي، مشيرًا الى أنّه مع مرور الزمن، باتَ واضحًا لماذا كان تدخّل الحزب الذي ساعد الرئيس السوري بشار الأسد، مهمّا بالنسبة إلى الحزب. فبحسب الكاتب تمكّن الحزب من تحقيق عدد كبير من المكاسب في سوريا، بينها 3 بارزة وهي: تحسين خبرته العسكرية، تعزيز ترسانته وتوسيع نفوذه في المنطقة.
وأوضح الكاتب أنّه بالنسبة الى الخبرة العسكرية التي اكتسبها المقاتلون، فقد اختلف شكل الصراع عن الحروب التي كانوا يخوضونها مع إسرائيل، ما ألزم الحزب باعتماد وتعلّم مهارات جديدة، ولا سيما في الحرب التي تجري في المدن، والقتال في أرض العدو، والعمل بدعم جويّ، والتنسيق مع مجموعات ومقاتلين ليسوا من الحزب، بمن فيهم قوات عسكرية تابعة لجيوش منظّمة مثل الروس، ومتحدثين بغير اللغة العربية، مثل المجموعات الأفغانية والباكستانية.
من حيث المعدّات العسكرية، استخدمت إيران الحرب لزيادة مخزونات الحزب من الأسلحة بشكل كبير، والتي تشمل صواريخ موجّهة، وطائرات بدون طيار، وصواريخ بالستية قصيرة المدى وصواريخ مضادة للدبابات. من حيث الأعداد، يملك الحزب الآن ما يقارب الـ130 ألف صاروخ، مقارنة مع 15000 كان يملكها خلال حرب 2006.
أمّا بالنسبة إلى الأفراد، فقد عمل الحزب على زيادة التجنيد بشكل كبير، موسّعًا ذلك من خلال التخفيف من المتطلبات الإيديولوجية والعمرية، ما أعطاه "جيشًا" يضمّ 20 ألف مقاتل.
وأضاف الكاتب أنّ الحزب تمكّن من تعزيز نفوذه الإقليمي، حيثُ أصبح له وجود في العراق واليمن، فضلاً عن سوريا. وتم إرسال ما يصل إلى 500 متخصص من الحزب إلى العراق منذ العام 2014 لتدريب "الحشد الشعبي"، في حين يلعب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله دور الوساطة بين الفصائل الشيعية العراقية.
كما تم إرسال عدد من عناصر "حزب الله" إلى اليمن لتدريب المقاتلين الحوثيين، بينما يملك الآن علاقات مباشرة مع روسيا، على المستوى العملي والسياسي. والنتيجة هي تحوّل الحزب، إذ دخل سوريا كحزب لبناني محلي، لكنه أصبح الآن لاعبًا إقليميًا مسلحًا ومهمًا.
وعلى الرغم من المكاسب السابقة، إلا أنّ التكاليف المحلية والبشرية كانت عالية، إذ قدّر الكاتب أن تكون أعداد المقاتلين الذين خسرهم الحزب في سوريا ما بين 1000 و2000 مقاتل، وذلك نقلاً عن محللين، أي ما يعادل الـ10% من مقاتليه، والذين يضمّون قادة ومحاربين سابقين قاتلوا في الحروب التي نشبت مع إسرائيل. مع ذلك، يبدو أن "حزب الله" ينشئ وجودًا دائمًا في أماكن استراتيجية رئيسية مثل القصير والقلمون ومنطقة السيدة زينب.
وعلى المستوى المحلّي أيضًا، فقد تأثّرت المناطق الشيعية بالهجمات التي شنّها "جهاديون"، بحسب الكاتب الذي قال إنّه رغم كلّ ما جرى، فالحزب قويّ الآن. وأوضح أنّ حلفاءه باتوا في الحكم، أمّا تحالف 14 آذار فقد انقسم، ووصف الكاتب الرئيس سعد الحريري، قائد ذلك الفريق بأنّه في موقف الضعف والإذعان.
وتطرّق الكاتب أيضًا الى النتائج الأخرى للحرب السورية المتمثّلة بالعقوبات الأميركية الجديدة على إيران، والتي جعلت الحزب يكافح الآن لدفع الرواتب والمعاشات المتزايدة للمجنّدين. وقد اضطر الحزب أن يقلّص بعض الخدمات الأساسية التي كان يوفرها، وهذا الأمر قد يؤثّر عليه على المدى الطويل.
وأضاف أنّ الضغط الأكبر آتٍ من مخاوف من أن تشنّ إسرائيل هجومًا كبيرًا لمواجهة قوة "حزب الله" المتنامية، ما يعني أنّ أي حرب مستقبلية ستكون أكثر تدميرًا بالنسبة إلى إسرائيل ولبنان من العام 2006.
* ترجمة: سارة عبد الله
تعليقات: