الكاتب أحمد حسّان
أعتذر من الخيام إذا كان للإعتذار من فائدة، لكن أعتقد أن الخيام تحتاج إلى معجزة وليس لمجرد إعتذار.
إن ما يحصل فيها من ابتعاد عن روح العمل الجماعي العام من أجل المساهمة في نهضتها والمحافظة على دورها وتاريخها الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والتربوي والوطني، هو خطيئة بحق الخيام.
عادة ما يقال أن المهتمين بالشأن العام قلّة قليلة من أفراد المجتمع، لكن ليس الخيام، فالخيام أعطت للمنطقة والوطن والشأن العام رجالاً ونساءً على قدر كبير من العلم والمعرفة والتاريخ المشرف بنظافة الكف والتفاني. نادراً ما تجد في لبنان حزباً أو جمعيّة أو نادياً أو تجمعاً ليس من بين أعضائه فرداً فاعلاً ومميزاً من الخيام، لكن أين هؤلاء جميعاً من الشأن الخيامي العام؟!
غريبٌ هذا الإستنكاف عن المشاركة في قضايا الخيام الإجتماعيّة والبيئيّة والإقتصاديّة. نسمع كثيراً من الأصدقاء عن تردد في المشاركة نتيجة تجارب وقرارات سابقة اتخذت ولم يجر تنفيذها ومتابعتها، ويجري الحديث عن تجاوزات وهيمنة وتسلط ومناكفات وممارسات تجري في الخفايا والكواليس تجهض كل المحاولات الجديّة للتغيير، وكان جوابي دائماً أن الخيام تستحق المحاولة، وعلينا أن ننتهز فرصة الإستفادة من الدعوات الجديّة والمتكررة التي توجهها البلدية وغيرها من الهيئات الأهليّة، طالما أن عنوانها العريض خدمة الخيام وأهلها وتحقيق مصلحتها العليا.
كل ما يجري من استهتار عام يشير إلى وجود مشكلة حقيقية، والتهاون في حلّها سيساهم في تحولها إلى معضلّة يصعب حلها بالطرق العاديّة، إنما الحل البديهي يكون في الحوار والمشاركة والإستماع إلى الرأي الآخر واحترام وجوده وجهوده، أمّا إدارة الظهر في مواجهة ما يجري من "تجاوزات" والإكتفاء بالنق والإنتقاد من بعيد هو هروب من المسؤولية، وهو إعطاء المزيد من الفرص لأولئك الذين يستفردون بالقرار والإدارة.
كل ما نريده هو أن نرى الخيام جنّة بين أقرانها، وحاضرة من حواضر العلم والمعرفة والشعر والأدب والثقافة الملتزمة والمقاومة، أن تعود أفضل مما كانت، مقصداً للمحتاجين والمرضى والمتسوقين والباحثين عن الأمان والحضن الدافىء، فالخيام كانت خيمة جبل عامل وبوابته وسده المنيع، كانت الشاعر والجندي والمعلم والمحامي والقاضي والمزارع والنائب والوزير والتاجر والطبيب، خزاناً للأحزاب الوطنيّة واليساريّة والإسلامية والقوميّة، مقلعاً للشهادة والشهداء والكاظمين على الوجع والجوع والحزن والنزوح وخراب البيوت العامرة، قلعة التصدي للإحتلال الصهيوني وعملائه وأذنابه ومتأسلميه من الإرهابيين السلفيين البائسشن...
لن تعود الخيام التي نحبها إلا إذا أراد ذلك أبناء الخيام، وأنا أجزم أنهم لو أرادوا كان لهم ما يريدون... وهم سيريدون لأنهم لا يسكنون الخيام بل هي التي تسكنهم...
* موضوع ذات صلة:
رئيس بلدية الخيام: أين فعاليات البلدة؟.. يد واحدة لا تصفق!!..
المطلوب مشاركة كافة الفاعليات الخيامية في قضايا البلدة الإجتماعيّة والبيئيّة والإقتصاديّة والثقافية
تعليقات: