..وحفل توقيع «الضّياع في عيني رجل الجبل»
استضافت الجامعة الأردنية في العاصمة الأردنيّة عمان في شعبة تعليم العربيّة للنّاطقين بغيرها في مركز اللّغات الأديبة د.سناء الشعلان في ندوة تكريميّة لها بمناسبة فوزها بجائزة كتارا للرّواية العربيّة للعام 2018عن روايتها المخطوطة للفتيان " أصدقاء ديمة"،وقد اشتمل التّكريم على حفل توقيع لمجموعتها القصصيّة " الضّياع في عيني الرّجل" الصّادرة عن منظمّة كتّاب بلا حدود بدعم من مجلس الأعمال الوطنيّ العراقيّ،والحاصلة على جائزة منظمّة كتّاب بلا حدود فن القصّة القصيرة.
وقد قدّمت د.فاطمة العمري الأديبة الشّعلان لجمهور الحاضرين من طلبة ومتخصّصين في الأدب العربيّ وقضاياها،وعرّفت بمنتجها النّقديّ والإبداعيّ والحقوقيّ متوقّفة عند أهم محطاتها الإبداعيّة وأبرز القضايا التي تطرحها في أدبها،وأهم إصداراتها وأعمالها الإبداعيّة.
كما قدّمت د.العمري بوتقة من القضايا الجدليّة في أدب الشّعلان وأدب غيرها من المبدعين ضمن منظومة المشهد الإبداعيّ العربيّ بما فيه من قضايا وإشكالات وطروحات وتدافعات فكريّة وإبداعيّة،وتعاطت مع أدب الشّعلان وفق هذا المشهد وما هو له وعليه،كما توقّفت طويلاً عند الملامح الخاصّة في الإبداع الذي تكتبه المرأة بما في ذلك الشّعلان،وما يطفو على السّطح من قضايا متعلّقة بهذا الأدب الذي يسمّيه البعض "الأدب النّسويّ"،في حين ترفض الأديبات هذا المصطلح في معظم الأوقات لما فيه من تقزيم لقامة المبدعة العربيّة لصالح حياتها في جلباب المبدع الذّكر.
وتساءلت د.العمري عن حقيقة إبداع المرأة في ظلّ ذكوريّة المجتمع العربيّ واتّجاهات سلطته التي تستخدم التّابوات في سبيل قمع حرّية الإبداع في كثير من الأحيان،كما تساءلتْ عن مدى استثمار المبدع للتّابوات لأجل لفت النّظر إلى أدبه،وجذب جمهور من القرّاء لا يلهث إلاّ وراء التّجاوز والمتجاوزين.فضلاً عن التّوقّف عند قضايا النّشر وهمومه في ظلّ غياب حقوق الملكيّات الإبداعيّة بشكل عمليّ،وعدم انتفاع المبدع ماديّاً بمردود إبداعه في إزاء استفادة النّاشرين وغيرهم من البائعين والمسوّقين من هذا المردود.
في حين طرح الحاضرون الكثير من الأسئلة على الأديبة د.سناء الشعلان حول تجربتها الإبداعيّة بين المقدّس والمدنّس،والمسموح والمحرّم،والمكسب والخسارة،والخلود والسّطوع،الأمر الذي سمح بنقاش غني حول تجربة الشّعلان في ضوء قراءة بعض إبداعها القصصيّ والروّائيّ،والتّوقّف عند أهم ملامح هذا الإبداع .
وتساءلت مريم بومبار الباحثة في معهد الدّراسات الشّرقيّة في فرنسا عن صورة تلقّي أدب الشّعلان في ضوء الصّورة النّمطيّة للمرأة العربيّة،وعن أدواتها الفنّية في التّحايل على ممنوعات الكتابة النّسويّة في ضوء محافظة المجتمع العربيّ وأبويته الذّكوريّة ؟ وهل من الواجب أن ينطلق المبدع من قضية يتبنّها أم يكفيه أن ينحاز إلى الأدب لصالح الأدب؟
وتساءلتْ مارتا فيرونيزه الباحثة في إيطاليا حول السّياسة والاقتصاد في البلدان العربيّة عن شكل التّأثر الدّينيّ في أدب الشّعلان،وإلى أيّ مدى هي تنطلق من أفكارها الدّينيّة بوصفها مسلّمة عن تشكيل منظومتها الفكريّة الهيكل الدّاخليّ لإبداعها السّرديّ أو حتى النّقديّ.
أمّا روزا فقد تساءلتْ عن شكل التّلقيّ الأسريّ والمجتمعيّ لأدب الشّعلان؟ وكيف يتعاملون معها في ضوء هذا التّلقّي؟
كذلك تساءل أنس مغليه الباحث في اللّغة العربيّة في الجامعات الفرنسيّة عن مدى شجاعة الأديبة الشّعلان في عرض أفكارها وقضاياها؟ ومدى حرصها على عدم الاصطدام مع تخوم التّقبّل في المجتمع العربيّ؟ وأثر ذلك في تجويد أدبها في ضوء حرصها على التّلاعب على التّخفّي خلق الأقنعة والإيحاءات والإحالات؟
في حين توقّف كلّ من آكوش بيرو الباحث في جامعات المجر حول الاستشراق،وأوسكار هنزل وماريتا أبو ردان الباحثان في الجامعات البولنديّة حول الأدب العربيّ عن علاقة أدب الشّعلان بالتّرجمة،وأثر ذلك في تقديمها للعالميّة؟ وهل هي ترى أنّ أدبها قادر على أن يقدّم نفسه عالميّاً انطلاقاً من خصوصيته العربيّة وانطلاقه من قضايا المجتمع العربيّ؟
وفي إزاء هذه الأسئلة من الجمهور حول أدبها قدّمت الشّعلان تصوّرها للأدب والإبداع ووظيفتهما في ظلّ تأكيدها على أهميّة وجود قضيّة عند المبدع عندما ينطلق في الانسياح في إبداعه،كما قدّمتْ تصوّرها عن حدود الحريّة في الكتابة والإبداع وفق ما ترى في ظلّ خصوصيّة المجتمعات والأفراد وحساسيّة الإبداع،وذكرت أنّها منتمية لقضاياها الإنسانيّة والعربيّة والفلسطينيّة والإسلاميّة بقدر انتمائها للتجّربة الإنسانيّة الجماليّة رافضة أشكال التّزوّد والتّجاوز التي يحترفها الأقزام من المبدعين لأجل تسليط أضواء الإعلام عليهم،وتسويق أسمائهم.
كما أشارت إلى هموم الكتابة والفكر والحرّيات في خضم قلق المشهد العربيّ وأرق إنسانه، وتغوّل الاستبداد عليه من أكثر من جهة على رأسها قوى الفساد والمفسدين والطّامعين في ثروات الأوطان والإنسان.
وقد تحدّثت الشّعلان في نهاية لقائها عن هموم النّشر والتّوزيع والجسد الإعلاميّ والشّللية والعصابات في المشاهد الإبداعيّة والإعلاميّة العربيّة،إلى جانب هموم الكتابة في ظلّ أغلال الوظيفة والدّفع في اتّجاه انتخاب الأسوأ وظيفيّاً وأخلاقيّاً وكفاءة،وإقصاء المميزين والمصلحين وأصحاب الكفاءات.
تعليقات: