.. المهندس علي التحق برفيقه رائد بعد رحلة عذاب.
رحلة من العذاب والألم قطعها ابنا بلدة فنيدق رائد زكريا والمهندس علي خلف، قاوما خلالها الموت وكلهما أمل ان يستعيدا عافيتهما... ايام طويلة مرّت وهما على سرير مستشفى السلام يعانيان حروقاً التهمت جسدهما بعدما انفجر خزان وقود كان يعمل علي على تلحيمه والى جانبه رائد. مَن يعرفهما صلّى لشفائهما، الى أن أطبق الأخير عينيه للأبد قبل أيام ليلحقه علي في الأمس.
فرحة لم تكتمل
بلدة فنيدق اتّشحت بالسواد، بعدما وصل خبر وفاة علي (29 سنة) عند السابعة والنصف من صباح أمس. فهو الشاب الثاني الذي ودّعته البلدة بسبب حادث وقع، كما قال والده المختار محمد خلف لـ"النهار"، "قبل 50 يوماً، حينها كان علي يعمل في محل التلحيم الذي امتلكه، وعلى الرغم من أنّ خزان الوقود كان فارغاً، الا انه انفجر نتيجة الضغط. اصيب فلذة كبدي الذي ربيتّه بدموع العين وفرحت بتخرّجه من الجامعة حاملاً شهادة في هندسة الميكانيك، ليُعيّن بعدها استاذاً في احدى المهنيات، الا أنّ ذلك لم يحل دون عمله في تلحيم الخزانات"، في حين قال قريبه عبد اللطيف زكريا: "خسرنا رائد ابن الرابعة والعشرين ربيعاً، الوالد لصبي وفتاة، كما انه زوجته حامل، تيتّم أولاده منذ صغرهم، لكنهم سيكبرون ويعلمون كم كان انساناً عصامياً، مقداماً وحنوناً".
"مشيئة الله"
في ذلك اليوم المشؤوم، "كان علي يُلحم الخزان والى جانبه رائد وشاب آخر. حصل الانفجار ليتسبب بحرق 55 في المئة من جسده. سارعنا لنقله الى مستشفى السلام. كان وضعه حرجاً، ومع هذا كان يستطيع الكلام، الى أن أُصيب بجلطة أدت الى نزيف في الدماغ. أُخضع لجراحات عدّة، من بعدها دخل في غيبوبة الى ان فارق الحياة"، قال المختار قبل ان يضيف: "قبل دخوله الى غرفة العمليات، تحدثت واياه، اطمأن إلى الجميع، لأُحرم بعدها من صوته وابتسامته، ومع هذا كان املي كبير بشفائه لأُصدم في الامس بأنّه سلّم الروح". وختم: "هذه مشيئة الله، كل ما نتمناه الآن الرحمة له".
ذكرى طيبة
النائب وليد البعريني غرّد في صفحته عبر "تويتر"، معزيّاً بوفاة علي، إذ قال: "رحمك الله أيها الشاب الطيب.. الأستاذ علي خلف ابن بلدتي فنيدق.. ابتساماتك الطيبة وبصماتك في درب العمل لخدمة الناس ستبقى في الذاكرة، غفر الله لك وأسكنك الفردوس الأعلى وألهم أهلك الصبر والسلوان". كما نعى اتحاد روابط مخاتير عكار "الشاب المهندس علي خلف، بالقول: "رحمك الله شيخ الشباب وفي جنان الخلد باذن الله"... وفي الأمس ووري علي في الثرى في مأتم مهيب، زف إلى مثواه الاخير وسط حزن شديد. اما اليوم فأقامت ادارة مجمع البراءة التربوي في فنيدق عكار احتفالاً رمزياً لمناسبة عيد #الاستقلال بمشاركة عدد كبير من التلامذة الذين رسموا بأجسادهم خريطة لبنان واسم علي تقديراً لعطاءاته.
المهندس علي خلف التحق برفيقه رائد بعد رحلة عذاب
رائد زكريا
تعليقات: