يدفع اللبناني 100 دولار شهرياً للحصول على كهرباء (لين عبد الرضا)
يعيش اللبنانيون نمطاً فريداً من الدولة واللادولة في آن واحد. متطلبات الحياة اليومية تلزمه الخضوع لاستنزاف اقتصادي مرهق. فنظير الخدمات الأساسية يتوجب عليه تخصيص جزء مهم من مداخيله. إنها الفواتير الإضافية التي يدفعها المواطن اللبناني شهرياً. كهرباء، ماء، إنترنت، وغيرها من الخدمات التي يفترض على الدولة تأمينها، لكنه يجدها في أماكن أخرى بعيدة عن الدولة، وتسيطر عليها "مافيات الظل".
شهرياً، يسدد اللبناني أكثر من 300 دولار ثمن فاتورة كهرباء المولدات الخاصة، ماء للخدمة المنزلية، اشتراك غير شرعي في محطات البث الفضائي، واشتراك للحصول على الإنترنت. وبمعدل وسطي، يدفع اللبناني 100 دولار شهرياً للحصول على كهرباء من أصحاب المولدات الخاصة، ما يعني 1200 دولار سنوياً. طبعاً، السعر يرتفع حسب ساعات التقنين، ويصل في أوقات الذروة إلى 200 دولار.
أيضاً، للحصول على مياه الخدمة المنزلية، على اللبناني تسديد 80 دولاراً شهرياً. كذا عليه تسديد نحو 64 دولاراً لتأمين مياه الشرب، ما يصل المجموع إلى نحو 1728 دولاراً سنوياً.
من ناحية أخرى، يجبر انقطاع الإنترنت المستمر من قبل الدولة، المواطنين، الاشتراك في خدمات الإنترنت المقدمة من الشركات الخاصة. وشهرياً يدفع اللبناني 51.91 دولاراً شهرياً، يضاف إليها 10 دولارات كمعدل وسطي ثمن فاتورة اشتراك في القنوات الفضائية. والجدير ذكره، أن الأسعار تختلف حسب المناطق، ففي بعض الأحياء التي يقطنها الأغنياء في بيروت، يدفع المواطن 20 دولاراً، وفي المتن وجبل لبنان، يسدد المواطن 25 دولاراً، وأكثر. فيصل المجموع سنوياً إلى 732 دولاراً.
تشير هذه الأرقام إلى أن اللبناني، يدفع نظير الحصول على هذه الخدمات، نحو 52 في المئة من أساس الحد الأنى المعمول به شهرياً، ما يوازي 6 رواتب سنوياً تقتطع من مدخوله، لتسديد فواتير "مافيات" تتحكم بعيش اللبناني، على مسمع ومرأى الدولة اللبنانية التي تتغاضى –وتشرّع أحياناً- عملهم.
تعليقات: