توفيق وابنه سهيل
توجهوا الى مكان عملهم يوم الجمعة الماضي كالمعتاد، ساعات قليلة مرت قبل ان يتحول يومهم دموياً، بعدما تعرضوا لعملية سطو مسلح، انتهت بمقتل الشاب راجح عيدي واصابة والده توفيق وشقيقه سهيل... أُدخل الاب الى العناية الفائقة في حالة خطرة، الا انه أبى المقاومة والاستمرار في الحياة من دون رفيق دربه، فسلم الروح، لتصبح خسارة عائلة عيدي مزدوجة ومصابها اكبر من أن يوصف.
تفاصيل اليوم المشؤوم
مدينة جوهانسبرغ في جنوب افريقيا كانت المسرح الذي شهد ابشع الجرائم، حيث وثقت كاميرات المراقبة المزروعة في محل عيدي تفاصيل عملية السطو وتبادل اطلاق النار، ووفق ما قاله محمد ابن عم توفيق لــ"النهار"، فإنّ الأخير "يملك محلاً لبيع الدهان والخرضوات يعمل فيه مع ولديه، وفي ذلك اليوم المشؤوم، تفاجأنا بخبر مقتل راجح نتيجة اصابته بطلقات نارية وادخال والده وشقيقه الى المستشفى للعلاج، لنشاهد بعدها فيديو عملية السطو الذي يُظهر تبادل اطلاق النار داخل المحل وخارجه، ومقاومة توفيق وولديه اللصوص واصابة احد المهاجمين، ويا للاسف، وصلنا اليوم خبر لفظ توفيق أنفاسه الأخيرة بسبب طلقة نارية في بطنه ليلتحق بابنه، في حين لا يزال المجرمون فارين من وجه العدالة".
"كفى"
قبل نحو عشر سنوات، حمل توفيق ابن مدينة صيدا الذي يبلغ من العمر كما قال محمد "39 سنة، حقيبته بعدما اتخذ قرار الهجرة الى جنوب افريقيا بحثاً عن رزقه، أسّس عمله، لتلحق به عائلته. واضاف: "قبل شهرين زار ابن عمي لبنان. عشنا واياه اياما لم نكن نتوقع ان تكون الاخيرة. اطلعني انه سيعود الى جنوب افريقيا لانهاء اعماله هناك، وان نيته الاستقرار في لبنان، لكن بدلاً من ان يعود ويكمل حياته في بلده مع أولاده، ننتظر الان وصول جثمانه وابنه كي يلتحفا بتراب الوطن"، وختم مطالبا بأن تأخذ العدالة مجراها بمحاكمة المجرمين، متوجها الى الدولة اللبنانية بالقول: "كفى دفع الشباب اللبناني إلى الهجرة، حيث يحمل كلٌ منهم دمه على كفه من دون أن يعرف عند وداع أهله إن كان سيعاود لقاءهم".
مسلسل يطول
مسلسل قتل اللبنانيين في الخارج مستمر، ومن الحلقات الدموية التي بُثت مقتل ابن صيدا مصطفى البابا الشهر الماضي، بعدما اغلق المطعم وتوجه لرمي النفايات في المستوعب قبل الانطلاق الى منزله، من دون أن يتوقع أنَ لصّاً ينتظره وسيوجه اليه مسدسه، ليصيبه بثلاث طلقات نارية انهت حياته في جريمة مروعة اتخذت من السويد مسرحاً لها، والإشكال مع سماسرة في الغابون الذي دفع ثمنه ابن النبطية فوزي شميساني حياته في شهر نيسان الماضي، حيث فارق ابن الخامسة والعشرين الحياة وهو بعيد عن عائلته، ومقتل ابن صور احمد صفي الدين في شهر اذار الماضي بعد ان تربصت له عصابة في غانا اثناء خروجه من احد المصارف، امطروا سيارته بوابل من الرصاص قبل سرقة حقيبة الاموال التي كانت بحوزته، وغيرهم الكثير من الضحايا الذين اجبروا على كتب اسمهم بالدماء على لائحة الضحايا في بلاد الاغتراب.
توفيق وابنه راجح
تعليقات: