حمل بندقية الصيد وانطلق، كان في نيته كما قال شقيقه، صيد العصافير، أطلع زوجته انه سيغيب ساعة أو اثنتين على أبعد تقدير، لكن مرّت الساعات وتسلّل الظلام من دون ان يصل. بدأ القلق يتسرب الى قلب عائلته لتبدأ رحلة بحث عنه انتهت بخبر مأسوي بعد العثور عليه جثة في وادٍ مصاباً بطلق ناري في وجهه... هو علي عبد الرحمن عيسى ابن بلدة حلبا- #عكار.
خروج بلا عودة
تفاصيل النهاية المفجعة لأب (55 سنة) رحل تاركاً خلفه 5 أولاد في حال من الصدمة على فراق سند الحياة، رواها شقيقه عبد القادر لـ"النهار"، فقال: "عدت من عملي في الأمس عند الساعة السادسة والعشر دقائق مساء، أطلعتني زوجتي أنّ زوجة علي أخبرتها خروجه الى الصيد من دون عودته، توجّهت مباشرة الى جاري طالباً منه بطارية للإنارة لأبدأ رحلة البحث عنه، وعندما لم أجد مطلبي، سألت قريباً لي فكان جوابه إيجابياً، لأنطلق واياه اضافة الى اشخاص من البلدة للبحث عن شقيقي. انقسمنا الى مجموعتين، توجّهت بداية الى دكان لشراء بطاريات إنارة، فاذا بي أتلقى اتصالاً من احد أفراد المجموعة التي سبقت مجموعتنا، اطلعني خلالها بالعثور على جثة شقيقي".
وأشار عبد القادر إلى أنّه "لم يكن فقيدنا يهوى الصيد، لكن كونه عاملاً يومياً، واحياناً كثيرة يبقى من دون عمل، كان يجد في الصيد متنفساً له. وفي الامس كان قدره أن تكون نهايته بسببه، ومن الواضح انه تعثّر في الوادي واتت يده على الزناد، الأمر الذي أدّى الى خروج طلقة من طريق الخطأ من بندقيته اصابت وجهه من جهة اليمين، انهت حياته على الفور وفق تقرير الطبيب الشرعي".
الغائب الحاضر
حضرت القوى الامنية والأدلة الجنائية الى مكان الحادث، نقلت جثة علي الى مستشفى حلبا الحكومي، وفتح مخفر البلدة تحقيقاً، ووفق ما اكده مصدر في #قوى_الامن_الداخلي لـ"النهار"، فإنّ التحقيق لا يزال مستمراً لمعرفة حيثيات الحادث"، في حين اشار عبد القادر الى انّ "ما حصل قضاء وقدر، هذه مشيئة الله، اليوم ووري جثمانه في الثرى الى مثواه الأخير، ليبقى حاضراً بروحه معنا، نستذكر أفعاله الحسنة، منها مسارعته عند سماعه عن عزاء اي إنسان للقيام بواجبه حتى لو اضطر الى ترك عمله، فقد كان ذلك بالنسبة له من الاولويات".
تعليقات: