التفاح اللبناني
حتى الساعة لم يتم تصدير أكثر من عشرين بالمئة من إجمالي موسم التفاح لهذا العام ، ولايزال الباقي أي ثمانين بالمئة منه في مستودعات التبريد، التي عادة تكون في مثل الايام قد افرغت غالب مستودعاتها تسفيراً و بيعاً في الأسواق الداخلية، لكن "الآية"مقلوبة هذا العام كما كل شيء في البلد.
أسباب عدم البيع في السوق المحلية أو التصدير إلى الخارج عديدة، يلخصها بدوي ديب وهو تاجر وصاحب مستودعات تبريد في مجدليا ومزارع بنفس الوقت بالآتي:
بالنسبة للأسواق المحلية: فإن "المزاحمة الخارجية عبر التهريب للتفاح الأميركي والتركي والسوري، وكذلك الإجاص الأميركي والتركي، أغرقت الأسواق اللبنانية بنوعيات جيدة جداً، فأقبل على شرائها المستلهك اللبناني رغم ارتفاع سعرها، فالكيلو الواحد من هذه الأصناف يباع بأربعة آلاف ليرة لبنانية واكثر، بينما التفاح اللبناني الذي له نفس مواصفات التفاح المهرب لا بل هو أفضل منه طعماً وألذ منه بكثير، لايتجاوز سعر الكيلو منه ألف وخمسماية ليرة لبنانية، ولكن اللبناني يحب بطبيعته المستورد من باب "كل فرنجي برنجي". وهنا مشكلة كبرى تحتاج إلى توعية وإلى تعريف إلى أهمية الانتاج اللبناني ".
بالنسبة للأسواق الخارجية "فإننا ورغم فتح معبر نصيب غير قادرين على التسفير عبره، بسبب الضرائب المفروضة على البضائع الداخلة أو الخارجة، ولهذا لم يبقّ أمامنا إلا التسفير البحري إلى مصر. وهنا الكارثة. الرديات تأتي أقل من سعر الكلفة، وفي أحسن الأحوال معادلاً له، فلا أرباح ولا من يحزنون، فنصبح وكأننا نشتغل بالسخرة".
الصديق نبيل يوسف التقى بواحد من كبار تجار التفاح فسأله: بعدك عم تبعت تفاح على مصر؟
فاجابه : "يصل التفاح التركي إلى مصر بكلفة ما بين 2$ وربع و 2$ ونص للكيلو ونحن لا نستطيع ايصاله تحت 3$ وأحياناً 3 $ وربع، لا نستطع أن نقف في وجههم".
اسكندر بطرس مزارع من اهدن سأل: "لماذا أولاً لا تضبط الحدود ويمنع التهريب إلى لبنان، ولماذا لا تلاحق وزارة الاقتصاد ووزارة الزراعة والجمارك اللبنانية المهربين الذين يدخلون المواسم الاجنبية إلى بلادنا ويقتلون مواسمنا وبالتالي يقتلون عائلاتنا وحياتنا ويكفروننا بارضنا؟".
ويضيف: "ثم لماذا لا تدعم ايدال، او الهيئة العليا لللاغاثة، المزارعين في تصدير انتاجهم بكلفة اقل إلى الأسواق الخارجية؟ ولماذا يتركون المزارع لقدره السيئ يصارع ويقاتل وحده، ولا من يلتفت اليه؟ اين الروزنامة الزراعية؟ اين حماية الانتاج اللبناني الزراعي من المنافسة والتهريب؟".
ويخلص: "الشكوى لغير الله مذلّة، ولكن لم نعد قادرين على البقاء على قيد الحياة إنه إعدام للمزارع وللزراعة في لبنان".
المزارع حنا فخري قال: "الإجاص عوض الله بسلامتنا، التفاح على الطريق، المعزوفة عمرها سنين وكل سنة نزداد فقراً عن الأخرى فالى أين سنصل مع هكذا وضع؟".
ويتابع :"أناشد المستهلك اللبناني أن يشتري من الأسواق الانتاج اللبناني تفاحاً وإجاصاً ورماناً والرمان يتعرض اليوم أيضا للمضاربة من الرمان التركي والكستناء وصلتنا من الصين ومن تركيا، أسواقنا مفتوحة، أسواق غيرنا مقفلة بوجه انتاجنا عاملوهم بالمثل، ساعدونا بالشراء من مواسمنا تفاحنا أطيب، اجاصنا ألذّ، رماننا افضل، بدأنا ننتج كستناء فاين الأخوة؟ اين الدولة؟ اذا لم تساعدونا فالزراعة إلى زوال ونحن معها، إنها مصدر رزقنا الوحيد وإلا عوض الله بسلامتكم ".
وبعد يبقى السؤال هل من يرأف بحالة المزارعين الذين حتى الساعة لا حول لهم ولا قوة؟
تعليقات: