النائب أنور الخليل يكرّم السفير حمد الشامسي


حاصبيا:

أقام النائب انور الخليل مأدبة غداء تكريمية لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد سعيد الشامسي وذلك في دار حاصبيا بحضور النائب الخليل ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب بكري الحجيري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بمفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن ممثلا بالشيخ سليمان جمال الدين شجاع، نواب وممثلين عن نواب ووزارء وعن القادة المدنيين والعسكريين ورجال دين وفعاليات وحشد.

بداية النشيدين الوطنيين اللبناني والإماراتي، وترحيب بالحضور، تلاه كلمة النائب انور الخليل الذي نقل تحيات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ثم قال: "يطيب لي أن نستقبل وإياكم اليوم ، في حاصبيا معالي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور حمد سعيد الشامسي ضيفاً عزيزاً كريماً بين أهله ومحبيه، وهو الذي يمثل دولة شقيقة صديقة قريبة لقلوب جميع اللبنانيين، الذين يرون في دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة الخير العميم، والضيافة العربية الكريمة، دولة السلام والإعتدال، دولة الحداثة والرقي وفي الوقت نفسه دولة القيم العربية السمحاء. ونستذكر بالخير والامتنان الكبير مؤسس الاماراتِ العربية المتحدة سموّ الشيخ زايد بن نهيان ، ودوره الكبير في دعم لبنان ومساعدته ووقوفه الى جانب قضايا أمته الكبرى في كافة المجالات، حيث أسست الإمارات ثاني سفاراتها في العالم في بيروت."

اضاف: "منذ نصف قرن إلى اليوم والإمارات شقيقة حنونة للبنان واللبنانيين، ناصرتهم في مختلف قضاياهم المحقة، ووقفت الى جانب لبنان في المحافل الدولية، وكانت شريكة في تعزيز عناصر الاستقرار الداخلي وعودة الدولة لممارسة دورها بعد توقف الإقتتال الداخلي وإقرار وثيقة الوفاق الوطني " الطائف"، وناصرتهم في الصمود بوجه الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة، حيث كان لها أكثر من إسهام لتضميد جراح الأعمال العدوانية – التدميرية للعدو الإسرائيلي وإعادة البناء، فقامت في قضاء مرجعيون بإعادة بناء أجزاءٍ كبيرة من الخيام، بلد السجن الشهير للعدو الإسرائيلي خلال الإحتلال حيث مارس العدو أبشع عمليات التعذيب والإذلال والتنكيل بكل من وطأه، وقامت ببناء مستشفى ضخم في شبعا مع تقديم عون سنوي له لمدّة عشر سنوات بمليون دولار أميركي، ولا زالت تعمل من خلال البرامج الإنمائية لتعزيز صمود الناس من خلال عمليات مباشرة وأخرى منسقة مع الإدارات المركزية الرسمية والإدارات المحلية، إذ خلال ثلاثة مراحل (4 تشرين الثاني 2017، 14 أيلول، و18 أيار 2018) قام معاليه بتدشين ما يقارب 34 مشروعاً إنمائياً في منطقة العرقوب إقليم الخروب والضنّية، إن تكريم معالي السفير الدكتور حمد بن سعيد الشامسي إنما هو تكريم لكل هذا التاريخ الحافل بأشكال التعاون والعطاء والمواقف النبيلة لدولة الإمارات، هو تكريم للدبلوماسية الإيجابية والذكية التي تؤسس لمساحات واسعة من الثقة والإحترام".

وأكد الخليل "نحن في منطقة حاصبيا ومرجعيون لم نعرف التفرقة ولا التمييز على مدى مئات من السنين. ولطالما شكلت هذه البقعة من لبنان نموذجا للتعايش الوطني. فلم تلوّثِ أخلاقَنا ولا أدبياتِنا ملوّثاتُ الحربِ البغيضة".

ولفت الخليل الى انه "ومنذ مدة، نلحظ تصعيدا متعمدا للعدو الإسرائيلي، وهو يختلق الحجج ليبرر عدوانا جديداً ما، بدأ يتحدث عنه بالعلن، فبعد منصات الصورايخ الوهمية الى جانب مطار رفيق الحريري الدولي، ها نحن نعيش فصول رواية جديدة من الإدعاءات ومن الأنفاق والنِفَاق، وبحجة نفق مزعوم، يثير كل هذه الزوبعة، فيما يتناسى العدو والعالم معه الخروقات الإسرائلية اليومية، علماً بأن وثائق الأمم المتحدة تؤكد أن معدّل الإعتداءات الشهرية وصلت إلى 150 إعتداءً على سماءنا وارضنا ومياهنا، وفي هذا المجال، نؤكد على التمسك بحقنا المشروع في التصدي لأي عدوان محتمل، محصنين بوحدتنا الوطنية وبجيش وطني يحتضن صمود أبناء القرى ومقاومتهم المتيقّظة دائما لأي محاولة إعتداء".

وفي الملف الحكومي، قال الخليل:" اننا نقول بان الحراك القائم اليوم، على صعيد موضوع تشكيل الحكومة ، وخاصة ما بدأ به فخامة رئيس الجمهورية من محاولة لاعادة بلورة تصور قد يسهم في انتاج توافق نأمله جميعاً وذلك بالتعاون مع الرئيس المكلف دولة الرئيس سعد الحريري ودولة الرئيس نبيه برّي والاتصالات التي تجري مع المعنيين والفاعلين وفي مقدمتهم معالي الاستاذ وليد جنبلاط نأمل بأن يصل الى خواتيمه المرجوة في اقرب وقت ممكن .وهو موضوع، يُطلب فيه من الجميع القيام بالخطوات الضرورية والملحة في هذا المجال، نظراً لدقة الوضع الإقتصادي والمالي ، والمخاطر الكبيرة التي تمر بلبنان على الحدود الجنوبية، نتيجةً عدوانية العدو الاسرائيلي ، ومخاطر ما يقوم به على الحدود وتهديداته المستمرة للبنان ولجيشه ومقاومته الباسلة".

أخيراً،

ثم القى الشامسي كلمة حيا فيها الجميع ، شاكرا النائب انور الخليل على هذا التكريم، وقال: "كلما آتي الى الجنوب اتذكر الرئيس نبيه بري الذي تحدث بأخوة ومصداقية مع الشيخ زايد رحمه الله، بعد تحرير الجنوب، وقال تم تحرير الأرض ولكن لم تحرر من الألغام والذي أمر الشيخ زايد مع الشيخ خليفة بن زايد آنذاك مشروع نزع الألغام في الجنوب، وهذا بفضل حكمة الشيخ زايد والرئيس نبيه بري، كذلك بعد حرب تموز طلب دولة الرئيس سعد الحريري من الشيخ خليفة بن زايد لإعادة الإعمار، وقد تم تشكيل فريق باسم المشروع الإماراتي الذي وجه به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بان يكون متواجد في لبنان وهذا اتى بناء على طلب دولة الرئيس سعد الحريري".

اضاف، "تواجدي اليوم هو تواجد محبة ونقل رسالة من السفارة الإماراتية والحكومة الإماراتية والشعب الإماراتي الى هذا البلد العزيز لأن الإمارات متواجدة في لبنان وفي العمل الخيري والإنساني، ومتواجدة لإيصال الرسالة الإيجابية التوافقية لكل السياسيين، فمنذ ثلاث سنوات ونصف اعدنا هيكلة المساعدات الإنسانية في لبنان وانشأنا ملحقية للشؤون الإنسانية والتنموية وهذا دليل على استمرارية المساعدات الأخوية لهذا البلد وهو واجب انساني واخلاقي من دولة الإمارات لدولة لبنان الحبيب، وانا عندي قناعة بان هذا البلد الذي مرت عليه اصعب الظروف، اليوم هو باحسن حال من بلدان أخرى، ولا يمكن لا لأخلاقي ولا لقناعتي إلا ان أكون مخلصا لكل منطقة في لبنان، وأطمئن الجميع بان السنة القادمة ستكون افضل من كل السنوات، فالسياسة الإمارانية في لبنان سياسة للتنمية والإنسان والعيش المشترك، فالإمارات احتلت المركز الأول عالميا في جواز السفر الإماراتي، والإمارات ستستضيف قمة عالمية في شباط المقبل وهي زيارة بابا الفاتيكان لدولة خليجية وهي دولة الإمارات، وهذه الثقة للمجتمع الدولي تؤسس للإمارات بان تلعب دور عاصمة التعايش والعيش المشترك".

وأكد الشامسي "اتمنى من قلبي ان ينعم هذا البلد بالإستقرار وباقتصاد قادر على ان يضع لبنان في موقعه الحقيقي، ونصيحتنا، ونحن مقبلون على قمة اقتصادية عربية في 20 من الشهر القادم، وهذه القمة مع الدعم الدولي تغيّر الكفة السلبية الى ايجابية، ثقة الدول العربية والمجتمع الدولي بهذا البلد، وثقة الإقتصاديين والسياسيين في هذا البلد اذا كان هناك حكومة في القريب العاجل، وانشاء الله يكون هناك حكومة تكون متواجدة ومشاركة بقوة في القمة الإقتصادية العربية التي لها معاني كبيرة".

بعدها تسلّم الشامسي درعا تكريمية من الخليل.

وكان الشامسي، والنائب الخليل والوفد المرافق قد زارا معبد خلوات البياضة الشريف في حاصبيا حيث كان في استقبالهم كبير مشايخ خلوات البياضة الشيخ سليمان جمال الدين شجاع وحشد من المشايخ الجلاء.

بعدها انتقل الشامسي والخليل والوفد المرافق الى دار افتاء حاصبيا ومرجعيون في حاصبيا حيث كان في استقبالهم مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي، رئيس دائرة أوقاف حاصبيا ومرجعيون الشيخ جهاد حمد، قاضي شرع حاصبيا الشيخ اسماعيل دلي، رئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب وحشد من المشايخ ورؤساء البلديات والمخاتير.

بعد ترحيبه بالحضور، قال المفتي دلي: "ان دولة الإمارات رئيسا وحكومة وشعبا تمد يد المساعدة لكل الشعب اللبناني دون استثناء، ونحن نعتبر ان الإمارات هي الأب والأم لهذه المنطقة، ونحن نرى أياديكم البيضاء والمشاريع التي تقومون بها في هذه المنطقة بدأ تظهر، ولكن هذا لا يكفي، فهذه المنطقة عطشى الى مد يد العون والمساعدة من هذه الدولة التي لها كل الإحترام والتقدير في نفوسنا، وايضا العلماء في هذه المنطقة يقدرون تقديماتكم لهذه المنطقة ويتمنون اعادتها الى سابق عهدها".

من جهته الشامسي اكد "ان سماحة المفتي دلي معروف عنه بالإعتدال والصدق والأب لهذه المنطقة وهو يوصل الرسالة الطيبة، ورسالتنا اليوم لهذه المنطقة هي رسالة محبة وتسامح، ومشاريعنا لن تتوقف ومستمرة ودراستناللمناطق حسب ظروفها الفعلية، ولدينا خطة لهذه المنطقة وللمناطق الكثر فقرا، ووننسق مع الجميع لرؤية المشروع المناسب لكل منطقة، وتأكدوا الإمارات والقيادة افماراتية محبة لهذا البلد، وان افمارات لن تترك هذا البلد، ورئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد أطلق على العام 2019 "عام التسامح" ونعني بذلك وذلك من خلال برامج فعلية، وتوقعوا كل خير من دولة افمارات وما يصب في وحدة هذا البلد، ورسالتنا دائما لهذا البلد هي رسالة توافقية وليست رسالة مبطنة او تخريبية كما يفعل البعض، رسالتنا رسالة خير لهذا البلد، والإمارات لم تترك لبنان ونحن نقف مع لبنان ونتمنى لكم حكومة قادرة على النهوض بهذا البلد الذي لا يستحق الا كل خير".





تعليقات: