كريستيان نقولا
لتكن مشيئتك، لسان حال والدي كريستيان نقولا، التلميذ الضابط في المدرسة الحربية الذي لفظ أنفاسه الأخيرة اليوم بـ #حادث_سير على الطريق البحرية في شكّا، وبالتحديد في منطقة الهري، وفق ما قاله مختار شكا سابقاً أرز فدعوس، جار الضحية، الذي تحدّث لـ"النهار" عن تفاصيل الليلة المشؤومة التي خسرت فيها البلدة واحد من خيرة شبابها وفخره.
لحظات كارثية
عند الثانية من بعد منتصف الليل، تغيرت حياة عائلة نقولا، بعدما فقدت وحيدها على ابنة، هي التي فرحت قبل ثلاث سنوات بدخوله الى المدرسة الحربية، وانتظرت تخرّجه بفارغ الصبر، حيث كان والده الذي يعمل- كما قال المختار- سائق تاكسي، في حين تعمل والدته بائعة ملابس- وهما يخطّطان للاحتفال به.
وبضيف: "أصرّ على أن يقيم الاحتفال في مطعم. كان حلم عمره الذي كرّس حياته من أجله، لكن في لحظة حلّت الفاجعة، فخطفت كريس من حضن والديه وبلدة شكا بأكملها"، شارحاً أنّ "الشاب العشريني كان في طريقه الى منزله، حين اصطدم بشاحنة تعود الى إحدى شركات الترابة الموجودة في المكان، بينما كانت تقطع الطريق من ناحية الى أخرى"، معتبراً أنّه "من الطبيعي الا يراها كونه لا توجد إضاءه على جانبيها"، وتابع: "الصدمة القوية ادت الى وفاته على الفور. صدف في هذه الاثناء مرور دورية لشعبة المعلومات في المكان، فسارعت الى خلع باب المركبة وسحبه منها، حيث كانت قد بدأت بالاحتراق، وذلك قبل ان تشتعل بالكامل".
فرحة لم تكتمل
نقل كريستيان، كما قال المختار، "جسداً بلا روح الى مستشفى البترون. وقد تلقيت اتصالاً على الفور اطلعت خلاله انّه مصاب بكسر في قدمه، فسارعت الى المستشفى لأصطدم بخبر خسارته". واضاف: "لا كلمات تعبّر عن حال والديه. ففي غفلة انتهى حلمهما. من كان بالنسبة إليهما الحياة، رحل فجأة من دون أي مقدمات"، عائداً بالذاكرة الى اليوم الذي أعلن فيه" عن نجاح كريس وقبوله في المدرسة الحربية، فالفرحة لم تقتصر على عائلته، بل عمّت بلدة شكا بأكملها، حيث وُلد وترعرع، مع العلم انه من بلدة كفور العربي"، وتابع: "كريستيان محبوب من جميع من عرفه، فهو شاب خلوق، حسن المعشر، مجتهد في دراسته، كان طموحه كبيراً، لكن يا للأسف، لم يتمكن من تحقيق أهدافه بعدما انتهت مسيرته على الأرض وهي في بدايتها"، وختم: "تم توقيف سائق الشاحنة، وفتحت الشرطة العسكرية تحقيقاً بالحادث".
وفاة نقولا ذكّرت بالحادث المرّوع الذي راح ضحيته الشهر الماضي وبالتحديد يوم عيد الاستقلال، زميله التلميذ الضابط أسامة حبلص على الطريق البحرية في منطقة الدورة.
رحل كريستيان قبل ان يُفرح والديه برؤية النجوم على كتفيه، ليصبح هو نجمة في السماء.
رحل كريستيان قبل ان يُفرح والديه برؤية النجوم على كتفيه، ليصبح هو نجمة في السماء
تعليقات: