فرح بسماع زمّور سيارة والده العائد مع والدته من المستشفى بعد اخراج ابنهما الاصغر منها، سارع الى الشرفة لرؤيته، تدلى من شدة سعادته، فحلّت الكارثة بوقوعه من علو طبقتين. الضربة أتت على رأسه، نقل الى المستشفى لكنه وصل جسدا بلا روح... هو الطفل بكر ميقاتي ابن الخمس سنوات الذي خطف أمام عيون والديه في مشهد مؤلم تعجز عن وصفه الكلمات.
فرحة قاتلة
"في الأمس كان بكر يلعب مع اولاد خاله داخل منزل جده، بعدما وضعه والداه بهدف التوجه للمستشفى من اجل اخراج شقيقه الذي كان يتلقى العلاج" بحسب ما قاله عمه صباح لـ"النهار"، قبل ان يضيف "في تمام الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة وصل شقيقي محمد وزوجته وابنه، اطلق زمّور سيارته، سمعه ابنه بكر، ترك اللعب وسارع لرؤيته من الشرفة، تدلى كثيراً، واذ به يقع من الطبقة الثانية، لينقل الى مستشفى الخير ويفارق الحياة عند وصوله".
الم الفراق
حالة من الصدمة اصابت بلدة القرقف مسقط رأس الضحية، لاسيما والديه اللذين ما ان خرجا من المستشفى بعد علاج ابنهما، حتى وجدا نفسيهما مضطرين الى التوجه اليها من جديد لكن هذه المرة من اجل شقيقه الذي لم تسعفه الحياة بمزيد من السنوات. ولفت صياح الى انه "كم هو صعب فراقه، فقد كان محبوبا من الجميع نظرا الى طيبته ووضعه الخاص، فقد تأخر نطقه وكذلك مشيه، الامر الذي زاد من تعلقنا به وخوفنا عليه، لكن قدّر الله وما شاء فعل، نحتسبه طيرا من طيور الجنة، ونتمنى لوالديه الصبر والسلوان، فقد كان كبير شقيقيه، والده معاون في الجيش اللبناني كرّس حياته من اجلهم، وفي غفلة خطف منه بكر بعد ان كان يعمل لمستقبل زاهر له".
لوعة الاشتياق
لن يستيقظ بكر اليوم لتناول فطوره وحمل حقيبته والتوجه الى مدرسته للدراسة واللعب مع زملائه، سيفتقده مقعده الدراسي ومعلماته واصدقاؤه، لن تنتظر والدته بعد الان عودته، ليزين بيتها بضحكاته ومزاحه، إذ يقول صباح: "مخفر المنية وكذلك برقايل فتحا تحقيقاً بالحادث، وفي الامس ووري صغيرنا الثرى ليرقد لاول مرة بعيداً من حضن والديه". وكانت مدرسة "كولاج عكار" نعت بكر في بيان نشرته في صفحتها على "فايسبوك" بالقول "إنا لله وإنا إليه راجعون، بمزيد من الرضى والتسليم بقضاء الله وقدره، تنعى مدرسة كولاج عكار الطفل بكر محمد ميقاتي، رحمه الله وألهم أهله الصبر والسلوان .لذا تتوقف الدروس يوم السبت الواقع في 15 كانون الأول 2018".
تعليقات: