المنطقة التي حدث فيها الخرق الإسرائيلي
الوزاني ـ
في خرق هو الأوسع من نوعه منذ عدوان تموز 2006، دفع جيش الاحتلال عند التاسعة والنصف من صباح أمس، بمجموعة مشاة ضمت نحو 15 جندياً تسللوا عبر الشريط الحدودي الشائك إلى منطقة المتنزهات الخالية جنوبي نبع الوزاني، خارقين بذلك الخط الأزرق، الأمر الذي استدعى استنفاراً في صفوف قوات اليونيفيل والجيش اللبناني التي نفذت انتشاراً واسعاً على امتداد مجرى النهر.
وفي التفاصيل أن دورية مؤللة تابعة للاحتلال تمركزت صباحاً خلف الشريط بمحاذاة الطريق العام، ترجّل منها مجموعة جنود مشاة، قال شهود عيان إنهم نحو 15 جندياً مدجّجين بالسلاح، عبروا الشريط الشائك من خلال ثغرة واتجهوا نزولاً حتى مجرى النهر بمسافة نحو 200 متر هي المسافة الفاصلة بين الشريط ومتنزهات الوزاني. وبعد عملية تفتيش، اتجهت القوة الراجلة جنوباً بمحاذاة المجرى، فيما رابطت دبابة ميركافا خلف الشريط الذي شهد تسيير دوريات ذهاباً وإياباً.
عملية الخرق امتدت جنوباً بمحاذاة النهر، وصولاً حتى وادي الرملة على مقربة من جسر الغجر الفاصل بين الأراضي اللبنانية والفلسطينية، بمسافة نحو خمسة كيلو مترات.
وفي الجانب اللبناني من الحدود، نفذ جنود الكتيبة الإسبانية العاملة في قوات اليونيفيل انتشاراً واسعاً، طال محاور متقدمة عند الجزء الجنوبي من منطقة الوزاني، فيما استقدم الجيش اللبناني قوات إضافية انتشرت عند الأطراف الجنوبية من سهل الوزاني المشرفة على مجرى النهر.
وتخلو منطقة حوض الوزاني في مثل هذا الوقت من كل عام من الزوار وأصحاب المتنزهات، ويبقى رعاة المواشي وبعض المزارعين. وتأتي عملية الخرق في إطار جس النبض للتأكد من عدم وجود مقاومة، كما أن طبيعة المنطقة وجغرافيتها تسمحان بتنفيذ مثل هذه الخروقات وإقامة الكمائن. وشهدت الحدود الدولية على امتداد الخط الأزرق من مستعمرة المطلة حتى أطراف مزارع شبعا، نشاطات عسكرية على جانبي الحدود يمكن وصفها بالأوسع منذ عدوان تموز.
وكان لافتاً إعلان الناطقة الرسمية باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان أن«القوات الدولية تثبتت من أن قوات الجيش الإسرائيلي لم تعبر الخط الأزرق ولم يكن هناك أي توغل أو خرق له».
كما نفت بوزيان خبر سقوط قذيف اسرائيلية داخل الاراضي اللبناني مشيرة الى ان ما حصل ناتج عن «تفجير فريق لنزع الألغام والقذائف غير المنفجرة التابع «لليونيفيل» قذيفة غير منفجرة في تلك المنطقة»، مؤكدة «أن «اليونيفيل» على اتصال مع جميع الأطراف، وتحتم ضرورة الامتناع عن القيام بأي عمل أو أي تصريحات غير مؤكدة من شأنها زيادة حدة التوتر وتعقيد الوضع على الأرض».
وكانت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني أعلنت في بيان عن سقوط قذيفة مدفعية ظهر أمس، مصدرها قوات العدو الإسرائيلي، في المنطقة الواقعة جنوبي شرقي بلدة كفرشوبا داخل الأراضي اللبنانية بعمق 250 متراً، ثم عادت وطلبت سحب البيان.
تجدر الإشارة إلى أن الخرق الإسرائيلي البري ترافق مع خروق جوية مكثفة، حيث نفّذت طائرات استطلاع إسرائيلية معادية الأجواء اللبنانية فوق بلدة يارون، واتجهت شمالاً منفّذةً طيراناً دائرياً فوق المناطق الجنوبية والدامور، ثم غادرت باتجاه الأراضي المحتلة. كما حلّقت الطائرات الحربية والمروحية الإسرائيلية فوق مناطق: الناقورة، بنت جبيل، تبنين، صور، وفوق المياه الإقليمية اللبنانية مقابل الناقورة».
تعليقات: