وجد مستشفى بنت جبيل الحكومي طريقه أخيرا نحو التجهيز، بعد أكثر من أربع سنوات على إنهاء مجلس الجنوب عملية بنائه، بتقديمات مالية من أهالي المدينة ووقفها الذي يملك المبنى ويؤجره للدولة بقيمة 30 مليون ليرة سنويا. وعدت دولة قطر بتجهيز المستشفى بعد سلسلة وعود اطلقتها جهات حكومية عدة، لكنها لم تنفذ على الرغم من تمويل البنك الإسلامي عملية التجهيز بقيمة خمسة ملايين دولار أميركي.
وبحسب مصادر معنية فإن مراحل التجهيز ستبدأ فور الانتهاء من ترميم الاضرار التي أصابت المبنى جراء عدوان تموز، وستجري شركة متخصصة دراسة لمستلزمات المستشفى يلي ذلك إعداد دفتر الشروط تمهيدا لطرح مناقصة التجهيز، وعلى الرغم من أن هذه المراحل لا ترتبط حاليا بجدول زمني محدد إلا أن الأهالي يجدون في تبني دولة قطر للمشروع فرصة حقيقية كي يبصر المستشفى النور.
ويوضح المهندس الاستشاري للمشروع القطري في لبنان كريستيان قمير أن مشروع تجهيز المستشفى انطلق، متوقعا انتهاء الترميم والدراسات خلال الصيف المقبل، يصار بعد ذلك الى طرح مناقصة التجهيز، ثم يبدأ المستشفى بالعمل نهاية العام الجاري.
يذكر أن هناك مجلس إدارة للمستشفى، كما أجريت في وقت سابق مباريات لإشغال الملاك الوظيفي فيها، في حين تم بعد الحرب ونظرا لحاجة المنطقة الاتفاق مع بعض الاطباء على تقديم خدمات طبية في عياداتها بعد أن أمنت وزارة الصحة كميات من الأدوية توزع مجانا على المرضى.
وقد أظهرت دراسة أجريت لصالح منظمتي الصحة العالمية واليونيسف، وجود 32 مركزاً صحياً ومستوصفاً في قضاء بنت جبيل، منها ثمانية مراكز مقفلة كان ضمنها مستشفى تبنين الحكومي قبل أن يعاد افتتاحه مجددا كمركز صحي أقرب من كونه مستشفى، كما بلغ عدد المراكز الحكومية ثمانية مراكز، والباقي يعود إلى مؤسسات وجمعيات غير حكومية، في حين يعتبر مستشفى الهيئة الصحية في بنت جبيل الوحيد الذي يستقبل المرضى 7 أيام في الأسبوع على مدار 24 ساعة.
يعيش في منطقة بنت جبيل، حسب دراسة أجراها مجلس الإنماء والإعمار (2004)، ما يقارب 78 ألف نسمة شتاءً، ويرتفع ذلك العدد صيفا إلى حوالى 120 الفاً من اصل حوالى 200 ألف نسمة مسجلين على سجلات النفوس. وإذا ما جرى تطبيق المعايير العالمية للاستشفاء فيجب توافر ما لا يقل عن 120 سريراً للمقيمين و 200 سرير لمجموع السكان، وما لا يقل عن 10 أخرى مخصصة للقلب المفتوح، بينما المتوافر الآن 44 سريراً فقط في مستشفى الشهيد صلاح غندور التابع للهيئة الصحية الاسلامية بحسب مراجع صحية فيها، يقوم على كاهله الاستشفاء المنطقة فيما ليس هنا سوى مركزين للقلب المفتوح في 32 مستشفى في محافظتي الجنوب والنبطية، ومن المنتظر أن يقدم المستشفى الحكومي العناية اللازمة لبعض الأمراض مثل أمراض القلب وغسيل الكلى.
وكان تجهيز المستشفى قد شهد تنافسا بين المشروعين الإماراتي والقطري أدى إلى تدخل بعض المراجع النيابية وفاعليات أخرى من المنطقة، وانتهى «حبيا» كما يشير قمير بالاتفاق على تولي قطر هذه المهمة باعتبارها التزمت إعادة إعمار بنت جبيل وبعض المرافق العامة فيها، وجرى تحويل الاعتماد الاماراتي الى مشروع آخر في الجنوب.
تعليقات: