وثلاثون عاماً في الاسر لم تكسره فأنهى حياته شهيداً
..
سمير القنطار، ظل هذا الإسم يرنّ في أذن الجميع طويلاً، صاحب الوجه المشرق الذي أطل عام 2008 بعد صفقة التبادل التي جرت بين المقاومة والعدو الإسرائيلي.
عام 1962 كانت ولادته في بلدة عبية في كنف عائلةٍ درزيةٍ، بدأ مسيرته النضالية منذ سنواته الأولى فالتحق بجبهة التحرير الفلسطينية واعتُقل للمرة الأولى عام 1978 على يد جهاز المخابرات الأردنية عندما حاول تجاوز الحدود باتجاه الأراضي الفلسينية المحتلّة، قضى بضعة أشهر ومن ثمّ تم الإفراج عنه بعدها.
وفي السنة التي تلتها وتحديداً بعد عملية نهاريا الساحلية شمال فلسطين المحتلة، حينها قررت محكمة العدو سجنه خمس مؤبدات مضافاً إليها 47 عاماً.
بقي قيد الأسر 30 عاماً، سنوات طويلة قضاها في زواريب السجون القاسية، لم يعلم أحد كم هي العذابات التي قضاها هناك، ولا الصعوبات التي مرّ بها..لُقّب حينها ب"عميد الأسرى اللبنانيين والعرب في إسرائيل".. ومن منا ينسى الطريقة التي خرج بها أمام سيد المقاومة ومن كان بانتظاره، في مشهدية مميزة ليس لها مثيل، بعنفوانٍ وصبرٍ وامتنان...
بعد خروجه من السجن بقي القنطار نقطة ضعفٍ يعاني منها العدو في جسده، فهو قد كان كالخنجر في خاصرته الذي سبب له الألم بعد خروجه من السجن أكثر من فترة تواجده فيه.
ووضع العدو القنطار على خارطة أهدافه الحتمية التي يريد القضاء عليها، وبعد انخراطه في المعارك السورية استغلّ العدو هذه الفرصة، لتنطلق يومها البيانات التي تؤكد استشهاد القائد سمير القنطار في غارة إسرائيلية على مبنى سكني في جرمانا في ريف دمشق.
حينما انطلقت هذه الأخبار المدوّية عبر الوسائل كافة، نعاه الجميع بكلماتٍ مؤثرةٍ، ففي هذا اليوم التحق القنطار بالركب المقدّس من الشهداء.
لم تقدر السنوات على التخفيف من حدّة مقاومته، فهي انطلقت من قلب لبنان وشقّت قلب العدو وأضعفته فما كان منه إلا أن اغتاله غدراً لأنه يعلم مسبقاً أن أيّ مواجهةٍ مع هذا البطل ستكون حتماً في ميزان الخسارة القاسية!!
فتحية إجلالٍ لروح من كان دمه وسيلة البقاء لنا على قيد الكرامة!
تعليقات: