رنده حسن عبدالله خلال أحد الأنشطة في الخيام
مع قدوم يوم المرأة العالمي وعيد الأمهات عادت بي الذاكرة إلى مشهد لا يُنسى، هو مشهد مريم البسّام...
شعرت حينها وكأن الرضيع يصرخ: "لا تبككِ يا مريم سأبكي أنا"...
لكنه لم ينطق لأنه لا يعرف الكلام، فهو لم يتجاوز بضعة أيام من عمره، أتى إلى هذا العالم الظالم المظلم بعد عملية قيصرية وبعد أن كان في رحم أمه المنير...
شعرت وكأنه يتساءل إلى أين أخذوني، إلى النيابة العامة؟
لا يعلم ما السبب ولكن عندما وصل علم من الأصوات التي تعالت أمامه. دُهش، أمّه مذنبة!
تساءل مذنبة بحق من؟
يا للجرأة، يا للوقاحة، بحق وزير العدل؟
أمي تفعل هذا؟
تهين الدولة؟
تهين العدالة؟
إفعلوا ما تشاؤون، ولكن مهلاً وبالله عليكم ماذا قالت؟
هل قالت أشياء ليست صحيحة؟
هل تجنّت على الوزير واتهمته زوراً؟
هل افترت على العدل؟
هل وهل شتمت الدولة بغير سبب؟
إذا كان الأمر كذلك إسجنوها أيها السادة... ولكن إنتبهوا إني أعرف جيداً أمي، أكثر مما تعرفوها... لقد عشت في بطنها ورحمها تسعة أشهر، شربت الصدق من دمها وتشبّعت بالحب والإخلاص من حليبها الطاهر، تغذيت على الحقيقة والصدق الذي لا يعرفه كثيرون في هذا العالم.
إنها الصِدق، إنها الحبّ الكبير لهذا الوطن الصغير.
أسألكم وأسأل العدالة هل هذه هي الديموقراطية التي تدّعون والتي خرقتها أمي أم هي السلطة التي تتزعمون؟
بالله عليكم لقد اختلط عليّ الأمر ولم أعد أعرف أمي.
أجيبوني هل هي مجرمة وتستحق السجن؟
هل يجب أن يكذب الصادق ليعجبكم؟
إذا كان الأمر كذلك فإني أريد أن أعود إلى المكان الذي كنت فيه.
إنها الحبّ الكبير لهذا الوطن الصغير
أريد أن أعود إلى المكان الذي كنت فيه
تعليقات: