على أمتار قليلة من المطلة المحتلة
بنت جبيل ـ
لم يحل العدوان الإسرائيلي المدمر في تموز 2006، والشائعات التي تتناقلها الألسنة عن حرب جديدة مقبلة، دون معاودة الجنوبيين، وخصوصاً في قضاءي بنت جبيل ومرجعيون، بناء منازلهم التي دمّرها العدوان للمرة الثانية، وربما الثالثة أو حتى الرابعة. فيما تشهد أسعار الأراضي في تلك المنطقة ارتفاعاً متزايداً بسبب الطلب الشديد عليها من أهالي المنطقة ومن خارجها.
ويقول الدكتور موسى عجمي، الذي بنى منزله للمرة الثانية بعد التحرير، إن أهالي بنت جبيل يبحثون اليوم عن أراضٍ جديدة، بعدما ضاقت بهم عقارات المدينة، فتوسعوا إلى القرى والبلدات المجاورة، في عيناتا وعين إبل والطيري وغيرها. ويلفت إلى أن زيادة الطلب على الأراضي في تلك المنطقة أسهم في ارتفاع سعر دونم الأرض من 20 ألف دولار قبل عدوان تموز إلى أكثر من 40 ألفاً. ويشير عجمي إلى أن «العمران انتشر بكثافة بعد الحرب في منطقة شلعبون على طريق عين إبل ـ بنت جبيل التي تشهد إقبالاً من مغتربي المدينة الذين يدفعون أسعاراً مرتفعة. وقد أدى الطلب الكبير على الأراضي والإقبال على تشييد المباني والقصور والفيلات والمنازل إلى تداخل المدينة عقارياً مع البلدات المجاورة، كعين إبل التي بنى أبناء بنت جبيل بيوتهم الجديدة على تخومها وداخلها، وكذلك الأمر في بلدة الطيري المجاورة.
وما ينطبق على بنت جبيل، ينطبق أيضاً على بلدة يارون المحاذية للشريط الحدودي الشائك حيث انتشرت فيها الأبنية الفخمة التي بناها مغتربو البلدة. وكذلك تتكاثر في منطقة مرجعيون الأبنية الفخمة، فيما تمكن ملاحظة عشرات الأبنية التي «زرعت» فجأة بعد حرب تموز، على طريق عام بلدة عديسة الحدودية في مواجهة مستعمرة كفرجلعادي.
ويشير مختار البلدة خليل رمال إلى أن «عشرات المنازل الجديدة (نحو 100 منزل) شيّدت في هذه المنطقة، فيما ارتفع سعر دونم الأرض إلى 40 ألف دولار»، وإلى أن «حركة شراء الأراضي ازدادت كثيراً بعد التحرير وتواصلت بعد حرب تموز، وإن كانت خفت نسبياً أخيراً بسبب الوضع الاقتصادي السيئ». واللافت، بحسب رمال، أن كثيرين من الأهالي الذين بنوا منازلهم على الحدود لم يولدوا في البلدة ولم يسكنوا فيها سابقاً، «حتى إن بعضهم من مدينة بيروت، فهناك فيلتان على الحدود بنيتا حديثاً تعود ملكيتهما لآل عيتاني وآل الحص، وهم عشقوا الطبيعة هنا وتعايشوا مع الأهالي».
وعلى طريق عام مركبا ـ حولا، تنتشر عشرات المنازل المبنية حديثاً بمحاذاة الحدود، وبعضها لبّس بالحجر الصخري والقرميد الأحمر. ويقول حسين الأشقر، ابن بلدة مركبا: «بنيت منزلي على الحدود بعد التحرير مباشرة، وقد سكنه الجنود الصهاينة لأيام أثناء حرب تموز ودمروا جزءاً منه، لكنني أعدت ترميمه».
وفي بلدة حولا، ينتشر البناء قبالة موقع العبّاد الشهير، فيما بات حي قصور البلدة وأبنيتها الحجرية ملاصقاً للحدود، فالأغنياء واصحاب الأموال هم من يبنون على الحدود، ومن يُرد موقعاً جذاباً لمنزله فعليه أن يشتري عقاراً قرب تلّة العبّاد، لأن المكان مرتفع ويكشف المنطقة كلها، من دون أي حسابات لمن يسكن وراءهم.
تعليقات: