الطبيب النسائي حمزة
أمضى صبحية مع شقيقه في غرفة داخل مزرعته في #رياق، تناول الفطور وإياه، أطعم الدجاجات من منقوشته، قبل ان يقرر التوجّه الى المستشفى اللبناني الفرنسي لإجراء جراحة، إلا أنّه لم يصل، وبعدما فُقد اثره. عاود شقيقه التوجّه الى المزرعة ليجده جثة ممدّدة على الكنبة، مصابة بطلق ناري من جهة القلب... هو الطبيب النسائي حمزة بلوق المعروف بإنسانيته واعماله الخيرية.
صباح طبيعي
"عند الساعة الرابعة من فجر أمس، قصد بلوق (64 سنة) ابن بلدة علي النهري، سكان ماسا، المستشفى اللبناني الفرنسي"، وفق ما قاله قريبه المختار محمد بلوق لـ"النهار"، قبل ان يضيف: "أنقذ امرأة من الموت بإيقاف النزيف الحاد الذي تعرّضت له، توجّه بعدها الى المستشفى الحكومي حيث خضع لتفجير حصى، ثم اتّصل بشقيقه طالباً منه إحضار فطور لتناوله معاً في مزرعته. وبالفعل، أنهى طعامه، كما اطعم الدجاج، ليقرّر عند الساعة الحادية عشرة التوجّه الى المستشفى اللبناني الفرنسي لإجراء جراحة لإحدى السيدات".
اكتشاف الكارثة
"حاولت زوجة حمزة، طبيبة الصيدلة، الاتصال به للاطمئنان إليه، كونه خضع لعملية تفجير حصى من دون أن يجيب. عند الثالثة من بعد الظهر، اتّصلت بشقيقه، أطلعته عن قلقلها عليه، فتوجّه الأخير الى المستشفى اللبناني الفرنسي، حيث جرى إخباره أنّه لم يأتِ، فقصد المزرعة، فتح باب الغرفة حيث كانا يجلسان في الصباح، ليجده جثة ممدّدة وكفه تحت خدّه"، قال المختار، مشيراً إلى أنّه "لا نعلم الى الآن ما حدث معه، لكن ما هو مؤكد أنّه طبيب من الصعب أن يتكرّر بإنسانيته في التعامل مع مرضاه، رحل تاركاً غصّة في قلب زوجته وبناته الثلاث. كلّ ما نتمناه الآن أن يرحمه الله ويلهمنا الصبر والسلوان، وتظهر حقيقة ما جرى معه".
تبدّل المعطيات
فتحت فصيلة رياق تحقيقاً بالقضية، ووفق ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار"، فإنّ "المعلومات الأولية كانت تتجّه إلى كونها عملية انتحار، لكن تقرير الطبيب الشرعي غيّر الاتجاه، إذ أوحى إلى إمكان أن تكون جريمة خلف موت الطبيب، حيث أشار الى أنّ الطلقة اصابته من جهة القلب، أي اليسرى، ولو كانت انتحاراً، فيجب أن تخرج من الجهة المقابلة، لكن بدلاً من ذلك، كانت تميل من أعلى الى اسفل، مع العلم أنّه وفق العلم الجنائي، فإنّ عمليات الانتحار تقع في الغالب إما بإطلاق النار في الحلق أو العنق"، مضيفاً: "تم الاستماع الى شقيق الضحية كونه أول مَن اكتشف مكان الجثة، وأبلغ القوى الامنية. وقد أخذت الأدّلة الجنائية بصمات الضحية والمسدس، ونحن ننتظر تقريرها، وخلال 48 الى 72 ساعة ستنكشف كلّ الملابسات".
تعليقات: