ودّع الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني والأصدقاء والعائلة وأهالي الشمال ظهر اليوم الرفيق المناضل د. غسان الأشقر في مأتمٍ حاشد ظهر اليوم.
و ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق حنا غريب في التشييع كلمة ومما جاء فيها:
المناضلون لا يموتون، غسان الأشقر لا يموت.
المناضلون لا يموتون، فهم أبناء الحياة التي لا معنى لها بدونهم. يتركون بصمة لا تمحى في تاريخ شعبهم ووطنهم، ولو رحلوا.
المناضلون لا يموتون، يحفرون في الصخور كما في القلوب وسهر العيون، من دمائهم وتضحياتهم، يولد الحلم هدية العيد لبني البشر ليصبح حقيقة: في الحرية والمساواة والتحرر الوطني والاجتماعي.
شجعان، أنقياء مخلصون وثائرون على القهر والظلم والطغيان وعلى كل احتلال.
وغسان الاشقر عَلَم ٌ من هؤلاء، وصنف من الرجال، ولا كل الرجال؛ قدوة ومثال ومدرسة ملؤها العطر المضرج بعرق الجبين وتعب السنين وحكايات الذاكرة، نرويها جيلاً بعد جيل.
على خطاه مشينا، قطعنا الطرقات، السهول والحقول، الجبال والوديان سنوات وسنوات، ونحن نزف اسمه إلى أهلنا في عكار، مكللاً بالغار خياراً جامعاً في كل المعارك وعلى رؤوس الأشهاد.
غسان الاشقر: اسم به سمعنا منذ كان الزمان، يلوذ إليه الفقراء طبيباً ومن كل عكار.
غسان الاشقر: اسم به تشرفنا، تعلمنا، تقدمنا، واحتمينا.
رأس حربة كنت أيها الرفيق، رغم كل تقلبات أطوار الزمان، لم تهادن، ولم تتلون، بقيت كما أنت، بالأحمر تدثرت وبالأحمر واجهت.
حاربت "الأخضرَ" رمزَ فسادهم وشرائهم للضمائر منّة وحسنة.
خافوك، فلم تخف لا من تهديد ولا من وعيد.
جرح رحيلك لا يداويه كلام، ولك مع الكلام ألف حساب وحساب. بوصلتك العمل مع الناس، ومع الفقراء والمظلومين.
ها انت تجمعنا اليوم حولك لتقول لنا:
غداً هو يوم يشبه وطني وهوية حزبي.
غداً هو يومي، يوم من يوميات كفاحي ونضالي.
فإلى الشارع ... كونوا معاً واهتفوا في كل لبنان، هتافاً واحداً يوّحد كل المتضررين: في حلبا وطرابلس وجونيه، وفي عاليه والشوف وصيدا والنبطية، وصولاً الى زحلة واللبوة.
هذا هو يومي للإنقاذ في مواجهة الانهيار المالي والاقتصادي، هو منصة انطلاق لتكونوا معاً في التظاهرة الشعبية المركزية في العشرين من هذا الشهر.
يومٌ لرفع الصوت عالياً مع كل المتضررين في مواجهة الأزمات السياسية الناتجة عن أزمة هذا النظام السياسي الطائفي، ومن أركانه العاجزين عن تشكيل حكومة بإنتظار كلمة الاوصياء عليهم، والذين يريدون تحميل نتائج انهيار نمط إقتصادهم الريعي للفئات الشعبية بمزيدٍ من الإفقار والتهجير والبطالة وعدم المساواة.
غداً هو يومي، أجد نفسي وأسكن فرحي: ذاك هو العهد والوفاء لكل من سقط على درب الوطن الحر والشعب السعيد.أنا معكم وسأبقى معكم في كل أحلامي.
فإليك نقول أيها الرفيق في وداعك: إسمح لنا أن ننحني في يوم رحيلك وأمام خصالك الشخصية والمميزة التي قلّ نظيرها، فلا شيء يعوض خسارتك إلا تعزيز وحدة حزبك وبلورة مشروعه السياسي وتجديده باستمرار وتنفيذ وصيتك لإيجاد مرجعية وطنية لإنقاذ لبنان.
العزاء مشترك لنا جميعاً، لرفيقة العمر كارولين ولإبنتك نيللي ... وعائلتك لما قدمته للحزب منذ تأسيسه من مآثر وتضحيات، ولأهلنا في عكار وفي حلبا وفي منظمة الحزب فيها وإلى كل الأحبة.
تعليقات: