ليس مفاجئا أن يغيب الملوك والرؤساء والامراءالعرب عن قمة بيروت التنموية..بل الغريب أن يحضروا قمة تؤكد مكانة لبنان العربية والاقليمية والدولية بفضل انتصاراته على عدو يهرول أكثرهم للتطبيع العلني والسري معه.. بل قمة تسعى لأن تجد مدخلا عمليا لتحقيق تكامل عربي حقيقي يساعد في خروج دول فقيرة من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية ودول غنية من مأزق تخمتها ولمواجهة مخاطرالتهديدات الأميركية المتواصلة بمصادرة ثرواتها ومواردها..
واذا كان الغائبون اليوم قد نجحوا في تغييب سورية عن القمة وهي الشقيق التوأم للبنان والقلب النابض للامة... ثم غابوا... وهذا معيب...فإن اقل ما يمكن أن يرد به لبنان على هذا التصرف المشين هو الإعلان عن تأجيل القمة الناقصة وعقد قمة ثنائية لبنانية-سورية تفتح أوسع الآفاق الاقتصادية والتجارية والكهربائية والنفطية للبلدين الشقيقين معا....
وبدلا من أن نلعن الظلام..فلنشعل شمعة واحدة على الأقل.. شمعة المشاركة اللبنانية في اعمار سورية وشمعة التنسيق بين بيروت ودمشق لعودة تطوعية وآمنة للنازحين السوريين إلى بلادهم ..وشمعة التعاون الاخوي في استثمار مشترك للنفط والغاز في الساحل اللبناني-السوري...بل قمة ثنائية مفتوحة لكل بلد عربي أو إسلامي متحرر من ذل التبعية للاملاءات الأميركية الإسرائيلية.
القمم الحقيقية
القمة العربية الحقيقية هي التي نشاهدها منذ 43 أسبوعاً على تخوم غزة في مسيرات العودة الكبرى... والقادة العرب الحقيقيون هم 289 شهيداً والأكثر من ٢٥ ألف جريح يقدمهم منذ 30 آذار /مارس 2018 شعب فلسطين العظيم دفاعاً عن أبناء الأمّة كلها... وجدول الأعمال الحقيقي لهذه القمة هو ما يجري على أرض سوريا واليمن وليبيا ومصر والعراق من مواجهات بطولية مع مشروع الفتنة والفوضى الذي أعدت مخططاته في مطابخ الغرب الاستعماري والإرهاب الصهيوني...
أما القمم الأخرى... مهما كان مستوى التمثيل فيها... فهي عابرة... عابرة... عابرة... لا تترك أثراً ولا بصمة... لأنها قمم فاقدي الإرادة... وحتى إرادة الحضور لا يملكونها...
تعليقات: