ضجت قصة سمر المغيّر، ابنة الـ27 عاماً، التي توفيت بطريقة مفاجئة بعد أسبوع من ولادة ابنتها سارة. علامات استفهام كثيرة ترافق قصتها، يشك الأهل واقاربها بحدوث خطأ طبي أودى بحياتها، في حين فتحت ادارة المستشفى تحقيقاً في الحادثة ليُبنى على الشيء مقتضاه.
كانت دموع أقارب سمر وكلماتهم كفيلة بنقل حالة الصدمة التي يعيشونها، فليس سهلاً عليهم أن يتقبلوا هذه الحقيقة المرة. أول من أمس كانت سمر معهم وبالأمس توفيت تاركةً ابنتها الرضيعة وحيدة. انتشرت صور سمر في مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة مرفقة ببعض العبارات التي تروي ما جرى، غضب وحزن وأسى، الكل يترحم عليها دون ان يصدق او يستوعب ما جصل مع هذه الشابة.
يروي عمّها لـ"النهار" ان "سمر توجهت الى المستشفى بعد ان شعرت بآلام المخاض، وبعد فحصها تبين انفتاح عنق الرحم (3 سنتمترات) الأمر الذي دفع بطبيبتها الى إعطائها طلقاً اصطناعياً لتسهيل الولادة. لكنها لم تنتظر كثيراً وقررت ان تُجري لها جراحة قيصرية. ولدت سمر ابنتها سارة في مستشفى المقاصد في بيروت وعادت الى منزلها إلا ان وضعها لم يكن كباقي الأمهات اللواتي يلدن، كانت تتألم وغير مرتاحة. وبعد مرور 6 أيام ارتفعت حرارتها كثيراً حتى وصلت الى 40 دون ان تنخفض".
نتيجة كل هذه التغييرات، يقول عمها: "اتصل زوج سمر بالطبيبة ليطلعها على حالة سمر حيث طلبت نقلها الى المستشفى لإجراء ما يلزم. وفعلاً توجها الى هناك وتلقت الأدوية وغادرت المستشفى من جديد، ولكنها ما لبثت أن عادت الى المستشفى وأدخلت الى العناية الفائقة بعد يوم من مكوثها في المستشفى. ساءت حالتها كثيراً إلا ان الطبيبة كانت تقول لنا دائماً: "ما في شي، كل شي منيح".
يصعب على عمها أن يُعيد ما جرى، دموعه تخونه، ويؤكد ان "جسدها أصبح منتفخاً، ولم تعد قادرة على تصريف الماء من جسدها "صارت متل البالون". كنتُ معها في الغرفة قبل ليلة من وفاتها، نادتني قائلة: "عمو ما عم بقدر آخد نفس"، وصلت الطبيبة وبدأت تقول لها: "سمر خليكي قوية وخدي نفس".
في اليوم التالي، توفيت سمر تاركةً ابنتها الرضيعة وعائلتها في حالة صدمة وحزن. وفق عمها "طلبت حضور قسم التحريات وفتح تحقيق بالحادثة وحضر الطبيب الشرعي ونحن في انتظار النتائج، وعندها لكل حادث حديث".
في حين أكدت ادارة المستشفى انها "فتحت تحقيقاً بالحادث وهي ستستدعي الطبيبة للاستماع الى افادتها، وسيصدر المدير الطبي والفريق الطبي التقرير النهائي في هذا الموضوع".
من جهتها، أوضحت الإختصاصية في الجراحة النسائية والتوليد والتقنيات المساعدة على الحمل الدكتورة رنا التل لـ"النهار" ان "سمر خضعت لجراحة قيصرية بسبب استحالة فتح عنق الرحم وخرجت من المستشفى بصحة جيّدة. وبعد 10 أيام على الولادة، عاينتُ سمر للإطمئنان على الجرح ولم تكن تعاني من اي مشكلة صحية. وبعد يومين من زيارتها، بدأت تعاني من حرارة 38 درجة، ومن الطبيعي في هذه الحالة طلب الفحوصات للتأكد من عدم وجود مشكلة. أجرَت المريضة فحص دم وبول وتبين انها تعاني من التهابات بولية. وبناء عليه تمّ اعطاؤها دواء مضادا للإلتهاب، لكن بقيت حرارتها مرتفعة واتصلت والدتها لتبلغني ان ابنتها ليست على ما يرام، فطلبتُ منها التوجه فوراً الى المستشفى."
وتؤكد التل انه "عند دخول المريضة الى المستشفى أجرى الإختصاصي في الأمراض الجرثومية كل الفحوصات والزرع اللازم لمعرفة نوع التهاب وباشرنا علاجاً مضاداً لكل الجراثيم. لكن المريضة بدأت تعاني من مضاعفات نتيجة تطور الإلتهابات وحدتها، ما أدى الى نقلها الى العناية الفائقة. وفي اليوم التالي عانت من دقات قلب سريعة وما لبثت ان فارقت الحياة. لقد أجرينا كل الفحوصات والبرتوكولات الطبية اللازمة في مثل هذه الحالة كما نحن في انتظار نتائج الزرع التي تكشف حقيقة ما حصل."
تعليقات: