المريضة ناديا سرور
تختلط علينا الأمور أحياناً، تسميات كثيرة لأمراض مختلفة، بعضها لم نسمع به من قبل لكننا سرعان ما نضطر إلى التعرف اليها بعد إصابتنا بها. ما جرى مع ناديا سرور يُلخص هذا الواقع، "لم تكن قد سمعت عن هذا المرض من قبل، كما لم ينجح الأطباء الذين عاينوها في الشمال في تشخيص حالتها" على حد قول ابنتها والنتيجة "شلل في أطرافها". اضطرت المريضة للنزول الى بيروت لمعرفة ما يجري بجسدها المنهك، أُدخلت الى المستشفى لتجد نفسها اليوم في معركة مع هذا الفيروس الغريب عنها وفق ما روت ابنتها عايدة لـ"النهار".
لا تعرف عايدة ماذا ينتظرهما، تختلط عليها الأمور في المستشفى، فبعد ان عانت والدتها من مشاكل صحية جدية دفعة واحدة، تستعيد اليوم صحتها رويداً رويداً. وما ان تنتهي من مشكلة حتى تقع بأخرى، تقول عايدة: "بدأ كل شيء عندما مرضت والدتي برشح بسيط سرعان ما تحول الى أكثر من ذلك من دون ان يتمكن الأطباء من تشخيص حالتها الطبية الصحيحة في منطقة الشمال حيث نسكن. وبعد سوء حالتها كثيراً وعدم قدرتها على المشي توجهنا بها الى بيروت لتشخيص حالتها بشكل افضل. هناك في مستشفى بيروت الحكومي حيث اكتشفنا ان والدتي أصيبت بفيروس اسمه "Guillain – Barre" الذي يُصيب مناعة الجسم ويضعف من وظائف العضل والعصب".
لم تكن عايدة على علم بهذا الفيروس من قبل، وكذلك الأمر بالنسبة الى الطباء الذين عاينوا والدتها في الشمال. وحدها المريضة ناديا دفعت ثمن هذا التأخير في التدخل الطبي السريع من خلال خسارة حركة قدميها وعليها ان تخضع لعلاج فيزيائي طويل لاسترجاع حركتها الطبيعية. برأي ابنتها "التشخيص الخاطىء لحالة والدتي والأدوية غير المفيدة لحالتها التي تناولتها زادت من سوء حالتها الصحية، هذا ما أطلعنا عليه طبيبها المعالج. لذلك تحتاج الى علاج فيزيائي طويل ومكثف حتى تسترجع حركتها وتعود للمشي من جديد. برغم هذه المشكلة نحاول قدر المستطاع استيعابها للمضي قدماً".
وفي هذا الصدد، أكد الاختصاصي في الجهاز العصبي في مستشفى بيروت الحكومي الدكتور جعفر وزني والمتابع لحالة المريضة ناديا لـ"النهار" أن "ما جرى معها قد يكون نتيجة الإصابة بالتهاب او رشح لكن تبقى اسبابه غير معروفة ويسمى الفيروس التي تعاني منه اليوم "guilllan barre". عوامل كثيرة لعبت ضدها حيث شُخصت حالتها بطريقة خاطئة ووصلت الى بيروت بعد 30 يوماً على انتكاستها. هذا التأخير تسبب بتطور المرض لديها حتى وصلت الى عدم القدرة على المشي".
ويشرح وزني ان "المريضة عانت من مشاكل صحية أخرى في الوقت نفسه، حيث عانت من التهابات قوية في الرئة وتعرضت لذبحة بالإضافة الى فيروس الـguillan barre. وضعها اليوم مستقر وعليها ان تخضع لعلاج فيزيائي مكثف لتسترجع حركتها الطبيعية". في العادة يتلقى المريض دواء IVIG في الأيام الأولى من إصابته بالفيروس ولكن نحاول اعطاءها اياه علّها تستجيب قليلاً. نقوم بكل ما بوسعنا ولم يعد بمقدورنا القيام بأكثر، لقد عالجنا الالتهابات ووضعها مستقر".
ما هي متلازمة غيان- باريه ( Guillain – Barre Syndrome)؟
هي اضطرابٌ نادرٌ يهاجم فيه الجهاز المناعيّ الأعصاب، وفق ما ذكر موقع مايو كلينك، ويكون أول أعراضها ضعف وخَدر في الساقين، وقد ينتشر الضعف إلى الذراعين والجزء العلوي من الجسم لينتهي أخيراً بشلل الجسم كله.
ما زالت أسباب الإصابة بهذه المتلازمة مجهولة، ولكن غالباً ما كانت تسبقها عدوى. وهذه العدوى يمكن أن تكون جرثومية أو فيروسية. ويمكن أيضاً أن تحدث الإصابة إثر التطعيم أو إجراء عملية جراحية.
ماذا عن الأعراض؟
تبدأ متلازمة غيان- باريه عادةً بالشعور بالوخز والضعف، بدايةً من القدم والساقين وتنتشر إلى الجزء العلوي من الجسم. وأهم هذه العلامات والأعراض:
* ضعف ووخز في الساقين
* ضعف وخدر في اليدين وكافة انحاء الجسم
* عدم القدرة على المشي
* عدم التوازن وصعوبة في صعود السلالم
* صعوبة التنفس
* ألم اسفل الظهر
* ارتفاع او انخفاض ضغط الدم
* تسارع في دقات القلب
* تؤثر على قدرة الكلام والبلع في الحالات الوخيمة من متلازمة غيان – باريه
اما بالنسبة الى التشخيص، فيكون من خلال سحب عينة من سائل النخاع الشوكي وفحصها بالإضافة الى تخطيط العضلات لمعرفة مدى استجابة الأطراف والعضلات وقوتها.
أهمية العلاج السريع
من المهم جداً التدخل سريعاً وتلقي العلاج للحدّ من الأعراض وتفاقم الإصابة . ونظرا لطبيعة هذا المرض المرتبطة بالمناعة الذاتية، فعادة ما يتم علاج المرحلة الحادة منه باستخدام العلاج المناعي، مثل تغيير البلازما لإزالة الأجسام المضادة من الدم أو الغلوبولين المناعي الوريدي. وغالباً ما تكون أكثر فائدة عندما يتم البدء في إعطائها خلال 7 إلى 14 يوماً من ظهور الأعراض.
في الحالات التي يستمر فيها ضعف العضلات بعد المرحلة الحادة من المرض، قد يحتاج المرضى إلى خدمات إعادة التأهيل لتقوية العضلات واستعادة قدرتهم على الحركة.
تعليقات: