لاعبو قطر
هي رسالة كتبت في خلال 7 مباريات (630 دقيقة)، عبر أقلام المنتخب القطري ومن خلفه الاتحاد، إلى المنتخبات العربية، لصناعة مجموعة تستطيع إحراز لقب عن جدارة.
19 هدفاً في 7 مباريات فقط، هداف كأس آسيا، أفضل دفاع، معدل أعمار صغير (المنتخب الأصغر سناً من بين المنتخبات الـ24 المشاركة)، فهل يمكن التشكيك في حصد "العنابي" لقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه؟
منتخب يدربه الاسباني فليكس سانشيز، الذي لم يسبق له أن قاد أي فريق، نحت أرقاماً تاريخية ستبقى مسجّلة على جدرانه، لكنها ستضعه أمام مسؤولية كبيرة في الاستحقاقات المقبلة، أبرزها كوبا أميركا، ثم نهائيات كأس العالم 2022.
جيل ذهبي بكل المقاييس. الأداء والاحصائيات كلها تؤكد ذلك. الرؤية والاستراتيجية الموضوعة كانت أكثر من مميزة.
كأس آسيا
منتخب فاز بلقب البطولة القارية من دون أي خسارة أو تعادل. سجل 19 هدفاً وتلقى هدف في المباراة النهائية فقط، فاز على لبنان، كوريا الشمالية، السعودية، العراق، كوريا الجنوبية، الامارات واليابان، ألا يستحق اللقب؟
التجربة القطرية ملهمة، لا يمكن إلا أن نتعلم منها. من حلم صعب المنال إلى حقيقة ترجمها المنتخب القطري والإدارة الحكيمة، التي أثبتت ان الاستقرار من اهم عوامل النجاح.
تجربة قطر لن تنسى. هذا المدرب الذي ترفع له القبعة، تجده حين يسجل "رجاله" لا يفرح، بل يبتسم بصمت ويفكر، يفكر بحاجة المنتخب والمجموعة، لا ينبهر من الإنجاز، لأنّ من "يزرع يحصد".
أصبحنا نعرف عقلية فليكس وكيف يفكّر. لن يتمادى بالاحتفال، سيحضّر من الآن للمرحلة المقبلة. سيفكّر بالاستحقاقات الجديدة، على رأسها كوبا أميركا الـ46 في البرازيل، والتي وضعت "العنابي" (ضيف البطولة) في مجموعة صعبة مع الأرجنتين وكولومبيا وباراغواي.
الاتحاد القطري بدأ يحصد ما زرعه في السنوات السابقة من خلال استراتيجية أوصلت لاعبي "أسباير" إلى المنتخب. أصبح منتخب قطر الحصان الاسود بسبب نتائجه التاريخية. بدأ يكتمل النضج الكروي للاعبين سنة بعد سنة، بعد التألّق في بطولات آسيا للفئات العمرية. هذه المجموعة أعدّت لمونديال 2022.
قطر لعبت من دون جماهيرها وحققت العلامة الكاملة، لعبت من دون لاعبين خبرة وتوّجت، لعبت من دون مدرّب له تاريخ كبير وحصدت، فهل مَن يتعلم من تجربة قطر؟
تعليقات: