صباح الجزائري وعباس النوري في «باب الحارة» الجزء الأول

دمشق:

يبدو أن إحدى أولويات قناة «أم بي سي» هذه الأيام، هو الترويج للجزء الثالث من مسلسل «باب الحارة» الذي تنتجه والذي يبدأ تصويره كما علمت «السفير» في الخامس عشر من الجاري. فمع الإعلان عن البدء بإنتاج ثلاثة أعمال درامية، هي «اهل الراية» و«الحصرم الشامي 2» و«أولاد القيمرية» تستقي موضوعاتها من البيئة الدمشقية، كما هو الحال مع مسلسل باب الحارة، لم تعد نجاحات الجزء الثاني من المسلسل الجماهيري، وحدها قادرة على ضمان نسبة مشاهدة عالية للجزء الثالث. وصار من المجدي أن تترافق تلك السمعة الطيبة بحملة ترويج واسعة، تحولت مع الأيام إلى ما يشبه الهاجس الأول لكل إعلاميي «إم بي سي».

في مقال سابق (السفير 26/1/2008 ) أشرنا إلى مدلولات الإعلان الذي بثته قناة «أم بي سي» على نحو مكثف، حيث تدعو فيه مشاهديها لإرسال كلمة «باب» أو«BaB» عبر الـ«الرسائل النصية القصيرة، من اجل دخول مسابقة. هذه المسابقة ستكون جائزة الفائزين بها قضاء أسبوعين مع نجوم المسلسل الشهير «باب الحارة» في سوريا، مع منحهم فرصة الظهور في الجزء الثالث المزمع تصويره وعرضه حصرياً على شاشتها رمضان المقبل.

إلا أن هذا الترويج المباشر للجزء الثالث من المسلسل، يبدو إنه لم يعد كافياً! هكذا، اخذت ترافقه، حالة ترويج أخرى غير مباشرة، في برامج القناة الشهيرة.

ففي حلقة سابقة استضاف برنامج «العراب» نجمي باب الحارة الفنان عباس النوري «أبو عصام» والفنان سامر المصري «العقيد أبو شهاب» في حلقة وصفت بأنها شامية بامتياز، حرصت على التقاط أجواء المسلسل بدءاً من أغنية شارته «يا أهل المروة» بصوت الفنانة رويدا عطية، مروراً بالعراضة الشامية التي استقبلت الضيوف.

استضافة نجمي «باب الحارة» كان من الممكن أن تمر بسلام دون شبهة الترويج للجزء الثالث من المسلسل، إلا أن إعلانا ثانيا عن استضافة نجمين آخرين من نجوم «باب الحارة» هما: «ميلاد يوسف» و«ليلى سمّور» في برنامج «كلام نواعم» في حلقة سابقة، وضع البرنامجين في دائرة الترويج وليس تقديم مضمون مختلف. خصوصا ان القناة اعلنت أن ضيفَي «كلام نواعم» سيقومان بالحديث «عن نجاح الجزءين الأول والثاني، ويكشفان بعض التفاصيل الخاصة بالجزء الثالث للمسلسل»، وهو الأمر ذاته الذي قيل إنه سيتم في برنامج «العراب» باستضافة الفنانين النوري والمصري.

الثلاثاء الماضي جاء برنامج «آدم» بـ«ثالثة الاثافي»، حين استضاف الممثلة أناهيد فياض على انها تلك التي أدت دور «دلال» في مسلسل «باب الحارة»: فقد قدمت على اساس انها، وهي لم تبلغ بعد العشرين من عمرها، جاءت لتتكلم عن «أسباب خوف الرجل من المرأة ذات الشخصية القوية!!». وكأن نجاحها في دور «دلال» في مسلسل «باب الحارة» وهو لا علاقة له بالموضوع، يؤهلها للتكلم بمواضيع عادة يتحدث فيها المختصون او اصحاب التجربة!

هل نتوجس خيفة، إذاً، من أن استضافة محتملة في برنامج «ستايل» على «إم بي سي» الفنان عباس النوري «الحلاق أبو عصام» في باب الحارة لكي يتكلم عن آخر صيحات موضة الشعر؟ أو ربما يفعلها البرنامج الطبي «التفاح الأخضر»، أليس الرجل هو «الطبيب/الحلاق» في «باب الحارة»؟!

يحق لقناة «إم بي سي» أن تروج لعملها الدرامي المقبل بالطريقة التي تراها مناسبة. إلا أنه ليس من حقها أن تجعل من نجوم المسلسل مروجين لها بالإكراه تحت عنوان استضافتهم وحصرهم بهذا الدور الوحيد في حين ان بعضهم له تاريخ فني طويل. وليس من حقها أن تمرر لنا هذا الترويج بالإكراه أيضاً حتى لو اقتضى الأمر استضافة نجوم المسلسل في مواقع ليست لهم. ثم مَن منا، حتى كاتب المسلسل نفسه، يستطيع أن يجزم بملامح كاملة للجزء الثالث، وهو ما زال في طور الكتابة بعد...؟!

بكل الأحوال نجحت «إم بي سي» بجعل «باب الحارة 3» هاجسا ما بين الموسمين الرمضانيين، لكن التخوف هو من ان يؤدي الإكثار من الترويج الى نفور المشاهد. الم يقل القدامى: الزائد أخو الناقص؟

سؤال أخير: تردد مؤخراً أن «أبو عصام» سيموت في الحلقة الأولى من «الجزء الثالث». ماذا لو كان هذا الكلام صحيحاً، هل تنتهي صلاحية الفنان النوري على «إم بي سي»؟