من الأرشيف: ساتر ترابي وضعه الإحتلال أزاله الأهالي عام 2001
«على الأمم المتحدة مساعدتنا لاستعادة ارضنا»..
العباسية:
التقى العديد من اهالي بلدة العباسية امس على ارض بلدتهم المحررة، حمل بعضهم الأعلام اللبنانية وساروا بها عند «الخط الأزرق المزعوم»، وعيونهم شاخصة الى املاك لهم خلف السياج في المقلب الآخر.
«لن نرضخ للضغوط من اي جهة كانت» قالت ام حسن شهاب وهي تقف على قطعة ارض تدعي «اسرائيل» حديثا انها ضمن «الخط الأزرق». تسخر ام حسن وهي تسأل: هل ننصاع وبعد ثماني سنوات من عودتنا الى ارضنا الغالية، للتخلي عنها مرة ثانية، أليس في ذلك ضرب من الجنون؟
ناقش اهالي العباسية خلال اجتماعهم امس، ما سمّوه التحديات التي تواجههم في اعقاب المحاولات الإسرائيلية المتجددة، الهادفة الى حرمانهم مساحة اضافية من ارضهم المحررة، في ظل انتشار «اليونفيل» المعزّزة، معتبرين ان ما يحصل في هذا الإطار تعد على الوطن واستهتار بمشاعرهم. ثم عقدوا في الهواء الطلق مؤتمرا صحافيا، ناشدوا خلاله الأمم المتحدة «العمل بكل جدية لإعادة ما تبقى من ارضهم المحتلة منذ العام 1967 والبالغة حوالى 10آلاف دونم».
رئيس لجنة العودة لأهالي البلدة محمد شهاب قال: نحن هنا لا نعترف بهذا «الخط الأزرق» الذي فرض علينا فرضا، خاصة انه يحرمنا من 80 في المئة من ارضنا التي لا تزال محتلة خلفه. واننا نتوجه الى كل شعوب العالم وإلى الأمم المتحدة بشكل خاص، ان لا يكيلوا بمكيالين، وليعملوا بشكل مخلص وجدي على ردع العدو الصهيوني وإرغامه على اعادة ارضنا كاملة. كما نأمل من القوات الدولية التراجع عن قرار منعنا من الوصول واستغلال ارضنا المحررة المحاذية للسياج الشائك، علما اننا كنا قد بدأنا بزراعتها منذ العام ,2000 واليوم ليس هناك من سبب او حجة مقنعة ترغمنا على التخلي عنها بعد 8 سنوات من استعادتها.
واستغرب الحاج ابو محمد قاسم شهاب ما يحصل من استهتار صهيوني ودولي، وتجن بحق اهالي العباسية، خاصة في ظل «القبعات الزرق». مضيفا منذ خمس سنوات زرعت قطعة ارض قريبة من السياج الشائك بالزيتون (حوالى 50 غرسة) وهي اليوم بحاجة للعناية، حذروني من الوصول اليها تحت ستار الحفاظ على سلامتي وعدم تصعيد الوضع على جانبي الحدود، انها حجج واهية وغير مقنعة وها هي شجيرات الزيتون التي تبشر بالعطاء هذا العام، مهددة باليباس اذا بقي قرار المنع ساريا.
وطالب الحاج ابو احمد علي شهاب الجهات المعنية بعملية نزع الألغام، بالتوجه الى العباسية والعمل سريعا على تنظيف العديد من الحقول، التي لا تزال مزروعة بالقنابل والألغام الإسرائيلية منذ العام ,1968 خاصة الحقل الواقع عند الطرف الشرقي للبلدة والمحاذي للجامع الذي يشاد حديثا، والمتوقع ان ينتهي العمل فيه خلال شهر. ويرى ان هذه الألغام تحد من عودة الأهالي وتنغص حياتهم، علما انها تسببت حتى الآن بإصابات عديدة بين الرعاة والمزارعين وأدت الى نفوق العشرات من رؤوس الماشية.
وترافق تحرك أهالي العباسية مع استنفار جيش الاحتلال الإسرائيلي، على طول المنطقة الممتدة من محور الغجر وصولا الى وادي العسل، حيث شوهد العديد من الدوريات الراجلة والمؤللة في المنطقة في ظل تحليق طائرة استطلاع دون طيار في اجواء المزارع. كما عززت القوة الإسبانية العاملة في هذا القطاع وجودها عند مدخل العباسية، حيث استقدمت آلية مدرعة والعديد من العناصر، عملوا على مراقبة تحرك السكان ومنعوا الجميع من تجاوز «الخط الأزرق».
تعليقات: