خطّة خمسيّة لتعزيز سلاح البرّ الإسرائيلي

بعدما حظي سلاح الجو الإسرائيلي، على مدى سنوات، بأفضلية مطلقة، وبعد تراجع مكانة سلاح البر، التي تمثلت في خفض الموازنات المخصصة له، اكتشف قادة الجيش الإسرائيلي، وكجزء من عِبر حرب لبنان الثانية، أن سلاح الجو ليس بمقدوره تأدية كل المهمات المطلوبة منه وأنه ينبغي إعادة الاعتبار لسلاح البر وتحديداً سلاح المدرعات

ذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يبلور في هذه المرحلة خطة جديدة، تحمل اسم «تفن»، ليتم تطبيقها على مدى سنوات تمتد من عام 2008 الى عام 2013 تحتل فيها المنظومات التسليحية التابعة لسلاح البر موقعاً أساسياً في سلم الأولويات.

وأوضحت الصحيفة أنه يفترض بالخطة الخمسية الجديدة أن «تأخذ بالاعتبار العبر التي استخلصها الجيش في أعقاب حرب لبنان الثانية، والتي سيتم مناقشتها ضمن ورشة خاصة داخل هيئة الأركان العامة، بعد حوالى شهرين».

وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، الى أن الخطة الجديدة تأتي كخطة بديلة عن الخطة المتعددة السنوات السابقة، التي كانت تحمل اسم «كلع»، والتي وجد الجيش صعوبات في تطبيقها بسبب الموازنة. وأوضحت «معاريف» أن الخطة السابقة كانت ترتكز على إعطاء الأفضلية المطلقة لسلاح الجو على حساب سلاح البر، انطلاقاً من القناعة التي كانت سائدة بأن الحروب المستقبلية سيكون لسلاح الجو فيها تأثير حاسم على مجرى الأحداث. لكنها لفتت أيضاً إلى أن هذا التوجه بدأ في أيام رئيس الأركان السابق موشيه يعلون وتم تسريعه بعد تعيين دان حالوتس، الآتي من قيادة سلاح الجو، رئيساً للأركان.

وتناولت «معاريف» بعضاً من تفاصيل الخطة السابقة، التي برز من مضامينها خلال السنوات الواقعة بين عامي 2003 ــــــ 2006 تقليص موازنة أسلحة البر بحوالى 30 في المئة، وهي نسب تزيد بكثير على نسبة التقليص في سلاح الجو. كما تم إلغاء الكثير من الوحدات البرية الخاصة. وكان من المفترض أن يتخذ قرار بإلغاء وحدات اضافية في ورشة الأركان العامة التي كان من المفترض أن يتم إنشاؤها العام الماضي إلا أنه جرى إلغاءها بسبب الحرب على لبنان. كما تمت دراسة إمكان إلغاء قيادة المنطقة الوسطى وتقسيم مسؤولية المنطقة التابعة لها بين القيادتين الشمالية والجنوبية، لكن اللآن أُسقط هذا الطرح من جدول الأعمال. وهكذا بدا، بحسب الصحيفة، أن سلاح البر أصبح في حينه يحتل دوراً هامشياً.

وأضافت «معاريف» انه بعد نتائج حرب لبنان والعبر المستخلصة منها يتوقع أن تختفي هذه النظرية كلياً وهو ما يبدو جلياً في المناورة القيادية الضخمة التي تجري في منذ يومين.

وذكرت «معاريف» أنه سيتم، وفقاً للخطة الجديدة، زيادة موازنة سلاح البر بدءاً من عام 2008، وخاصة بعدما أوجد إهماله «أزمة خطيرة في المنظومات التسليحية»، مشيرة إلى أن الجيش يقدر وجود حاجة، من أجل إصلاح الوضع وإغلاق الفجوات القائمة، «الى ما لا يقل عن ثلاثة مليارات شيكل». كما تم في هذا الإطار إلغاء خطط معدة لحل كتائب وألوية. وأوضحت الصحيفة أنه سيتم بموجب خطة «تفن» التركيز على سلاح الدبابات أكثر من الماضي، مشيرةً إلى أن الجيش سيواصل «إنتاج الميركافا ــــ 4 في السنوات الخمس المقبلة، حتى وإن كان من غير الواضح بأي ميزانية».

وسيتم إنفاق موارد كثيرة في التطوير والتزويد بوسائل تدريع فعالة، من إنتاج شركات «رفائيل» (هيئة تطوير وسائل القتال) والصناعات العسكرية لحماية مدرعات الجيش الاسرائيلي. ويتم التركيز الآن، بحسب الصحيفة، على «تطوير المنظومات التي بلغت مرحلة متطورة، والقادرة على مهاجمة صواريخ العدو وتدميرها قبل أن تضرب الآليات المدرعة للجيش». اما بخصوص سلاح الجو، فقد اشارت «معاريف» الى أن زيادة موازنة سلاح البر لن تكون على حسابه، بل ستُقتطع من الزيادات المخصصة لموازنة الدفاع.

تعليقات: