صبحي القاعوري: النازحون السوريون


النازحون السوريون الى بلاد الجوار ، والى بلاد الغرب، منهم قصراً ومنهم ترهيباً وترغيباً، وكان نصيب لبنان منهم من قال: مليون ونصف ومنهم من قال مليونان ، ومنهم من قال مليونان ونصف.

مثل هذا ألكم من النازحين ولنفترض أن العدد مليون ونصف ، فلا يمكن لدولة مثل لبنان وفي وضعها الحالي الإقتصادي تحمل هذا العبئ، ولا يمكن للبنان أن يقوم بواجب الضيافة.

المهم هذه مقدمة لما يدور في اروقة الحكم والعلن في الخلاف الدائر بين أركان السلطة الإبقاء عليهم في الأراضي اللبنانية او العودة الى ديارهم.

فخامة رئيس الجمهورية يعمل في الخفاء والعلن على عودتهم الى وطنهم ، ودولة رئيس الحكومة يعمل بكل طاقاته على ابقائهم حتى تحين الظروف وحتى يستلم لبنان الهبة الأوروبية وتقدر بمليارين ونصف.

ووزير الخارجية يتنقل من الى للعمل على عودة النازحين الى ارضهم ووزيرة الداخلية غير مستعجلة العودة ، وكل على مولاه ، والبطرك يحبذ عودة النازحين ، والمفتي غير مستعجل العودة، وسليمان فرنجية يرغب بالعودة وسمير جعجع ووليد جنبلاط العودة عندهم "بعد بكّير".

دولة الرئيس برّي يراقب ويتفرج على المسرحية ، والسيد حسن نصرالله مستعد لتأمين عودة آمنة وكريمة للنازحين .

الشعب اللبناني طبق عليه المثل القائل "بين حانة ومانة.." وهو الوحيد لا يعرف ماذا يريد ، ويردد المثل المصري "ما دام الريس بيفكر عننا كلّنا.. نحن نفكر ليه؟".

الظروف الغير مؤاتية عند دولة الرئيس ، يعني بقاء النظام السوري قائم ودولة الرئيس يكن العداء للنظام السوري وينتظر سقوطه عندها تصبح الظروف سانحة .

العجب ثم العجب وأكثر من ذلك الغرابة بأن الحكومة لا تفكر أصلاً التنسيق مع الحكومة السورية من اجل عودة النازحين للعداء الذي يكنه دولة رئيس الحكومة لبشار الأسد اولاً وللنظام ثانياً ، وهو من وافق على التمثيل الدبلوماسي بين البلدين ؟

يا دولة الرئيس إما ان نعمل بالسياسة وبذلك نفتح قنوات اتصال بين الحكومتين ، وإما نستدعي سفيرنا من دمشق ونطرد السفير السوري ، وبذلك نحن اللبنانيين نتفهم عندها الوضع ، أما البقاء على السفارتين وعلى العلاقات الدبلوماسية قائمة فهذا غير مقبول وغير معمول به أصلاً بين الدول .

دولة الرئيس الوضع كما هو عليه يزيد من معاناة المواطن اللبناني ، وليس بإستطاعته التحمل اكثر مما يعانيه حتى وصل الأمر عند اكثر اللبنانيين عدم استطاعتهم شراء ربطة خبز لعائلاتهم ، بعد أن كان اللبناني محسوداً من جميع الشعوب لأن الطبقة الوسطى كانت في يوم ما تشكل اكثر من 65 % من الشعب اللبناني واليوم وصلت النسبة تحت خط الفقر اكثر من 80% .

دولة الرئيس :نناشدك بأن تدع خلافاتك الشخصية جانباً وتلتفت الى سياسة الدولة التي تدير شؤون المواطنين والعمل على المصلحة العامة .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت






تعليقات: