الأم في غرفة العناية قبل نقلها الى إدلب (تصوير: محمد نضر)

سجّل تاريخ الطب حالات كثيرة تصاب فيها الأم الحامل بحادث، فتدخل في غيبوبة، فيعمد الأطباء الى التضحية بالجنين من أجل الحفاظ على حياتها ولكن مع "سوريا ش) تبدّل الأمر، فقد تلقّت علاجها، وبقيت في غيبوبة وتم الحفاظ على جنينها لتسجّل أول حالة نادرة في الجنوب بانتظار أن يُبصر وليدها النور خلال أشهر·· ولكن في سوريا·

وفي التفاصيل فإن "سوريا" عانت من غيبوبة وهي حامل بعد تعرضها لضرب مبرح ورميها بحجارة من قبل شقيقيها إنتقاماً على زواجها من سوري بدون موافقة الأهل حيث هربت الى لبنان وأقامت في منطقة البابلية - المغر في قضاء الزهراني·

بالأمس، غادرت "سوريا" مستشفى "خروبي" في الصرفند الى محافظة "إدلب" في سوريا بعد رحلة علاج ولكنها ما زالت في غيبوبة وتحافظ على حياة جنينها، حيث أوضح الدكتور محمد عثمان الذي أشرف على علاجها أنهاوصلت في حال غيبوبة بعدما تعرضت للضرب بالحجارة وبعد إجراء الفحوصات والإسعافات اللازمة تبيّن أنها مصابة بكسور في الرأس وقد خضعت لعملية جراحية كما تبيّن أنها حامل في الشهر الرابع وأن الجنين ما زال على قيد الحياة وقد استجابت للعلاج ولكن ببطء شديد·

وأكدت الاخصائية في التوليد والجراحة النسائية الدكتورة نتاليا خروبي "أن المريضة دخلت في حال غيبوبة ونزيف في الرأس وواجهنا صعوبة في إعطائها الأدوية فعمدنا الى حقنها بأدوية بطريقة تساعدها على العلاج دون أن تؤثر على صحة الجنين ونجحنا في ذلك، نحن نطمئن أن الجنين بخير وينمو بشكل طبيعي حيث يلجأ الأطباء عادة في مثل هذه الحالات الى "التضحية" بالجنين من أجل الحفاظ على حياة الأم"·

وقال ياسر عمر عوض الذي بذل مساعً لتسوية الخلافات مع ذويها: تفاجأت بما جرى من وسائل الإعلام، فقمت بالاتصال مع المستشفى وتكفّلت بنقلها الى سوريا لاستكمال العلاج بالتعاون مع الجمعية الخيرية في محافظة إدلب، وقد شجعني على ذلك الاتصال مع ذويها وتسوية الخلافات وخاصة أن زوجها قد توارى عن الأنظار بعد أيام من الحادث خشية الانتقام منه·

وختم عمر بالقول: الجمعية أرسلت سيارة إسعاف الى الحدود الدولية بعدما عرفنا أن الجنين بخير، ونحن واثقون أنها ستلقى العناية اللازمة في سوريا ولا حاجة لنقلها الى الخارج، داعياً زوجها الى الظهور والاتصال به، فيما أهلها حضروا الى المستشفى مع الكفيل الجديد عوض لمواكبتها في عملية النقل بعدما بقيت في المستشفى منذ 9 شباط الماضي·