الانتخابات التمهيدية لنقابة المهندسين التي جرت في 9 آذار
انتهت، في 14 الجاري، مهلة الترشيحات الى مركز نقيب المهندسين في بيروت، ويتنافس عليه ثمانية مرشحين، وقد تنحصر المعركة في نهاية الأمر بين اثنين منهم، تجمع التقديرات كلها تقريباً على بلال عبدالله علايلي ومصصطفى فواز، الا اذا حصلت مفاجآت ليست في الحسبان، وهذا احتمال ضعيف جداً. وفيما الامر محسوم في الفرعين الاول والسابع، في الترشيحات عنهما، لاثنين من عشرة أعضاء فازوا في الانتخابات الفرعية في التاسع من آذار، واحد منهما لقوى 14 آذار وحلفائها، والآخر لقوى 8 آذار وحلفائها، يبقى التنافس بين مرشحي الهيئة العامة الى مجلس النقابة البالغ عددهم 27 مرشحاً على ثلاثة مقاعد شاغرة.
مع انتهاء الانتخابات في 9 آذار، وصدور نتائجها غير المتوقعة، لطرفي الموالاة والمعارضة، أكان في المشاركة الكثيفة التي بلغت 7720 مهندسا للمرة الاولى، باشر الطرفان في تقويم النتائج، خصوصاً لناحية عدد المندوبين، حيث حصدت قوى 14 آذار وحلفائها 122 مقعداً من اصل 131 مندوبا، وتسعة مندوبين للمعارضة. من ناحية ثانية وبموازاة قراءة النتائج بدأ الإعداد لمعركة النقيب، حيث يقضي العرف ان يكون مسلما في هذه الدورة.
المشاركة الكثيفة في الانتخابات التمهيدية اسفرت عن فرز طائفي ومذهبي عمودي، وقد كانت نسب الاقتراع فيها، كما يلي: من اصل 7720 مهندساً، شارك 2600 سنة، 2200 شيعة، 2401 مسيحيون، و519 دروز. وتقول مصادر متابعة للمعركة في 13 نيسان المقبل ان هذه المشاركة هي مؤشر على مدى حدة المعركة، وعلى التقارب في الارقام بين المذاهب، ما يعني ان الحشد المتوقع سيتجاوز كثيرا ما شهدناه في الانتخابات التمهيدية، وان كل طرف سيستعمل كل «الاسلحة» المشروعة، في مثل هذه المعارك، من استدعاءات المهندسين في الخارج الى حث الذين غابوا في 9 آذار على الحضور في 13 نيسان.
وفي قراءة لنتائج المرحلة الاولى، تؤشر على ان الاكثرية استطاعت، فعلاً، ان تحشد، بغض النظر عن آلية الحشد، مع انه يحق لكل طرف سياسي ان يستعمل الاساليب المشروعة لحشد المؤيدين والانصار، وفي الوقت الذي سرت فيه الاخبار عن نقل المهندسين بواسطة الطائرات، لم تقصر المعارضة، الا انها لم تستطع مجاراة الموالاة.
وتقول مصادر الموالاة ان الفرق بين اللائحتين تجاوز 1200 صوت، مما يؤشر الى الاقتراع الكثيف من قبل المهندسين المسيحيين، حيث بلغ الحضور اكثر من 2400 مهندس، استطاعت الموالاة ان تستقطب منهم نسبة تراوحت بين 60 ـ 70 في المئة، على الرغم من حالة الإحباط السياسية لدى الجو المسيحي العام، وهنا يبرز المؤشر الاهم: هل الاحزاب المسيحية تستطيع ان تؤمن حضورا اكبر في المعركة المقبلة؟ علما ان المهندسين المستقلين المسيحيين هم الذين يحسمون الحالة الشعبية والتي من الممكن ان تؤيد الشعارات المرفوعة من قبل الموالاة لناحية الحفاظ على المؤسسات وإبعادها عن التجاذب السياسي والطائفي والمذهبي.
ومن وجهة نظر طائفية ومذهبية، رغم انها لا تظهر للعلن، تبين ان الكتلة السنية الاساسية غير مخترقة، مثلها مثل الكتلة الشيعية. في ظل ما يشهده البلد من انقسامات سياسية ومذهبية حادة، هل هذا هو الوقت لإثبات الوجود المذهبي الذي يعمق الفجوة المذهبية؟ ام ان الامر يستدعي التفكير لتحييد البلد عن معركة كهذه، وتحييد النقابة عن هذا الانقسام العمودي المذهبي، ضماناً للمساحة الحقيقية في جمع شمل المهندسين من شتى الطوائف والمذاهب، لتكون النقابة قادرة على ضمان حالة الاستقرار المهني في المجتمع المدني، وفي الحفاظ على الديمقراطية التي تميزت بها، تاريخيا، نقابة المهندسين، في ظل سوق العمل المأزوم وهجرة المهندسين وحالة الاصطفاف الهندسية في الداخل وفي بلاد الاغتراب.
تشكيل اللوائح
يسعى كل فريق الى استقطاب ولم شمل قواه، ويبذل اقصى ما لديه من جهود وإغراءات، واذا كانت المعارضة تملك شيئا من السهولة في تشكيل لائحتها للانتخابات، فهل تكون لدى الموالاة السهولة ذاتها، ام يحصل كما حصل في انتخابات الاعضاء في العام الماضي، حيث دبت الخلافات في الشارع المسيحي مع بعضه البعض، واختلفت القوى في ما بينها، وهل صحيح ان قوى 8 آذار وحلفاءها غير قادرة على ايجاد مرشح سني في صفوفها، وكذلك الموالاة غير قادرة على ايجاد مرشح شيعي بين صفوفها؟ يطرح ذلك في ظل السؤال وما يرشح عن مصادر تقول بتكثيف المرشحين المسيحيين على حساب ترشيح الشيعة الديمقراطيين العلمانيين الذين لن يخرجوا عن قناعاتهم في التحالفات.
ومع اقتراب المعركة، وضيق مساحة المناورة امام الموالاة، التي ترتاح لوضعها نتيجة ما اسفرت عنه الانتخابات التمهيدية، وامام المعارضة التي تجد صعوبة كبيرة في إيجاد سني لخوض المعركة عبره، مع ما يواجهها من عراقيل في ترشيح شيعي بمواجهة سني بيروتي، جرت اتصالات عديدة مع اكثر من شخصية هندسية سنية للترشح على لائحة المعارضة، الا ان ذلك لم يصل الى نتيجة حاسمة في هذا الاطار، ما دفع البعض بالتفكير بتغيير العرف في المداورة، الا ان التحذير من ذلك سبق التنفيذ، لأن ذلك اعتبر تحديا صارخا، يؤدي الى تأجيج الصراع.
ومن ناحية قوى الموالاة فما زالت المشاورات والاتصالات واللقاءات على قدم وساق، ويجري التداول بترشيح مهندسين سنيين، ومهندسين مسيحيين ومهندس شيعي، وحتى الآن لم تحسم اللائحة نهائيا بانتظار المزيد من التنسيق والمشاورات، لضمان حسن سير المعركة والنجاح فيها.
مواقف الموالاة والمعارضة والتيار
وفي هذا الاطار يقول منسق تيار المستقبل في المهندسين خالد شهاب ان البحث والاجتماعات تجري مع كل مكونات 14 آذار والجماعة الاسلامية، ويؤكد على ان نتائج الانتخابات التمهيدية تؤشر على توجه المجتمع المدني وقطاع المهندسين وتعلقه وإيمانه بالمؤسسات. وقال: لقد حققنا نجاحا في الفرع الاول وكان الفارق في الاصوات ما بين 300 و400 صوت، فيما حققنا خرقا في الفرع السابع وان الفرق اربعة اصوات. مؤكدا ان مرشح قوى 14 آذار وحلفائها لمركز النقيب هو بلال علايلي، لكنه لم يؤكد على ان نتائج الانتخابات التمهيدية هي مؤشر لمعركة 13 نيسان، وقال قد تكون ردة فعل بدلاً من ان تكون مؤشراً.
واعلن مصدر في تحالف قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر لـ«السفير» ان الوقت مازال مبكرا للحديث عن المعركة في 13 نيسان. وليس هناك من جديد في التحالف الذي يضم كل اطياف المعارضة. واشار الى لقاءات ومشاورات مع مكونات المعارضة والى التواصل المستمر بهدف التنسيق. مؤكدا على خوض المعركة بالمهندس مصطفى فواز، بعدما انعدمت فرص التوافق مع مرشح سني، لافتاً الى انه كانت لديه رؤية بالا تكون المعركة بين سني وشيعي، مفضلا التوافق حول النقيب الا ان ذلك لم يحصل.
اما منسق التيار الوطني الحر في قطاع المهندسين بول نجم فيتمنى الا تشهد معركة 13 نيسان حدة غير طبيعية، خصوصا ان المرشحين لمنصب النقيب هما من طائفة واحدة، ويقول: على ما يبدو رست الترشيحات على مرشح سني عن الموالاة ومرشح شيعي عن المعارضة، ونأمل في وصول الأكفأ الى المنصب ما بين امين السر الحالي مصطفى فواز وبلال علايلي، ونحن كتيار وطني حر مع مرشح يستطيع إدارة النقابة بشكل جيد، والاهم من كل ذلك تحييد النقابة عن المنحى السياسي والمذهبي، والمؤسف ان التحالفات سياسية والاقتراع يكون ترجمة للالتزام بالتحالف.
بورصة الترشيحات
وقد رست بورصة الترشيحات بعد إقفال باب الترشيحات على النحو الآتي:
ـ مركز النقيب ـ عدد المرشحين ثمانية، وهم: محمد امين سوحاني، لطف الله فؤاد الحاج، بلال عبد الله علايلي، علي حسني جمعة، ماهر محمود خليفة، يوسف علي حمزة، محمد فؤاد ياسين ومصطفى حسن اسماعيل فواز. وقد ينحصر التنافس بين اثنين من هؤلاء وهما بلال علايلي ومصطفى فواز، الاول ترشحه قوى 8 آذار وحلفاؤها، والثاني قوى 14 آذار وحلفاؤها أيضاً.
ـ عضوية المجلس التنفيذي ـ الفرع الأول واحد، حكماً، من خمسة اعضاء فازوا في الانتخابات الفرعية في 9 آذار الحالي، عن الفرع الاول، وهم: انطوان بشارة كويس، كابي ميشال صفير، بول سليم ناكوزي، انور حبيب منصور ووليد نبيه جلخ، وهؤلاء من قوى 14 آذاروحلفائها. اما الفائزون الخمسة من الفرع السابع، وهم من قوى 8 آذار وحلفائها، وأحدهم حكماً مرشح عن الجمعية العمومية، وهم: سعيد جورج عون، نظام كنج حمادة، وليد علي صنديد، مارون يوسف فضول وطلال نبيه ابو جودة.
ـ المرشحون عن الهيئة العامة لعضوية مجلس النقابة، يتنافس على ثلاثة مقاعد 27 مرشحاً، في المبدأ قدموا ترشيحاتهم، وقد ينسحب عدد منهم قبل البدء بالعملية الانتخابية، وهم: فخر الدين ابراهيم دكروب، عبد الامير صيلي، طانيوس يوسف بوجودة، جان البير مامو، جورج شاكر خوري، سعيد احمد غصن، خضر حافظ علي صالح، ريمون بولص كلاس، نمر اميل شمعون، حسن محمد حسين، غالب يوسف معلم، محمد عبد الجليل شمعة، بول بشارة نجم، نبيل توفيق فواز، عارف حسين ياسين، رائد محمد ممتاز كانو، مروان محمد شروف، محمود قاسم صوان، إيلي بطرس رزق، جميل نعيم شيخ حسين، احمد بهيج ميقاتي، ايلي جميل خوري، محمد منير سيد، عباس اسماعيل صباغ، سيزار ريمون ابو خليل، حسن علي عبد الله.
ـ المرشحون لعضوية لجنة إدارة الصندوق التقاعدي: عدد المراكز الشاغرة واحد، والمرشحون ثلاثة هم: الياس كامل بطل، فخر الدين ابراهيم دكروب وبشير يوسف ابي عكر.
ـ المرشحون لعضوية لجنة مراقبة الصندوق التقاعدي، المرشحون ثلاثة والمطلوب ثلاثة، ما يعني فوزهم بالتزكية، وهم: محمد عبدالله نور الدين، وائل ثابت سيف الدين وزياد شكيب شعيا.
تعليقات: