«مطمئنّ لاختراعي لأنه يكافح حالة لبنانية بحتة لا تتكرر في مكان آخر في العالم ولأن إعادة التيار الرسمي إلى الناس 24/24 ساعة غير واردة في المدى المنظور بعد أن اختبرنا وعود العقود الماضية».
منذ اندلاع الحرب الأهلية 1975، واللبنانيون يعانون اضطراب التيار الكهربائي الرسمي عبر شركة "كهرباء لبنان"، نظرا للأضرار البالغة التي لحقت بقطاع الكهرباء على غرار بقية القطاعات، فتنقطع التغذية بالتيار بصورة مضطربة.
من ذلك الوقت، أي قبل أكثر من أربعة عقود، نظمت الجهات الرسمية التغذية بالتيار وفق نظام يعرف بـ "التقنين"، أي تزويد مناطق بالتيار في توقيت معيّن، وقطعه بقية الأوقات، وغالبا ما تكون ساعات القطع أكثر من ساعات التغذية.
نتيجة لذلك، نشأت في لبنان شبكة كبيرة من مولدات الكهرباء الخاصة، تبيع "التيار الخاص" للمواطنين بثمنٍ باهظ قد يصل إلى أربعة أضعاف الثمن الرسمي. الغالبية الساحقة من المواطنين، ولضعف القدرات المالية، تضطر للاكتفاء بقوة تغذية صغيرة تقتصر على الخمسة "أمبير"، وقد ترتفع لدى الأكثر رخاء إلى العشرة أو أكثر خصوصا في فترات الحاجة الماسة للتيار مثل أوقات الحر أو البرد الشديدين، وباتت المساكنة بين التيارين الرسمي والخاص أزمة حقيقية.
ضابط قوة التيار في حدود معينة هي قطعة كهربائية صغيرة تعرف بـ "الفاصل" (الديجونتورdisjoncteur) الذي يقطع التيار مع كل استهلاك يفوق قدرة تحمله (5، 10 أمبير وصعوداً). عملية الفصل تعرف شعبياً بـ "تك الديجونتور" بسبب الصوت الذي يصدره الفاصل خلال هذه العملية. ومع كل "تكة ديجونتور" رحلة معاناة إلى علبة الديجونتورات لإعادة "رفعه" أو وصله بالتيار.
اللبناني سليم رومية من مدينة زغرتا شمال لبنان طور جهازاً يضع حدا لإرباك المواطنين بسبب اضطراب التيار الكهربائي انطلاقا من مبدأ "الحاجة أم الاختراع".
يلاحظ رومية أنه "في غالبية الأبنية السكنية، يتوقف تشغيل المصعد على تيار المولد الخاص نظرا لتكاليف تشغيله الباهظة. فعملية "تك الديجونتور" تلزم غالبية الناس إلى النزول والصعود على السلالم مرات عديدة خلال ساعات، وفي هذا مشقة لا يستهان بها خوصاً عندما نتحدث عن كبار السن أو المرضى".
يقول رومية: "ذات لحظة، ضاق بي الحال، وقلت أنه لا بد من وسيلة تحل المشكلة، وخلال نصف ساعة، اخترعت طريقتي".
يشرح رومية اختراعه، وطريقة عمله. "هي قطعة يتم تثبيتها على الفاصل، مزودة بمستشعر ، وبواسطة جهاز التشغيل عن بعد يمكن تشغيل الفاصل".
رومية تقني في التمديدات الكهربائية منذ أكثر من 23 سنة. جمع في تجربته العلم في معهد فني، والتجربة الفردية، وعندما اخترع جهازه، ساعده صديقه بيارو الدويهي - المتخصص في شؤون الدعاية والتسويق، وأقنعه بتسجيل اختراعه في وزارة الاقتصاد حفاظا على حقه، وبالفعل نال براءة الاختراع من الوزارة.
نظم الدويهي حملة إعلانية لمساعدة صديقه رومية بعد الحصول على براءة الاختراع. ونالت الفكرة الكثير من الإعجاب..عملياً الإعجاب فقط على التواصل الاجتماعي. "لو بيع عدد من قطع الجهاز بموازاة ملاحظات الإعجاب لاغتنى سليم وارتاح مدى العمر، وأراحني معه أيضا"، يعلق الدويهي مازحا.
ينتظر رومية أن تتقدم شركة للحصول على حق تصنيع اختراعه لأن لا قدرة فردية على تصنيع كميات كبيرة بسبب الظروف المادية. يقول رومية إن "عددا من المهتمين يتواصلون ويتفاوضون معي. لا نعرف متى تصبح فواصل لبنان مزودة بهذا الجهاز الذي يقف فوق رأسها ليحول دون تعذيب اللبناني في معاناة إعادة رفع "الديجونتور" بين وقت وآخر".
هو مطمئنّ إلى عدم وجود مضاربة خارجية على جهازه لأن "جهازي يكافح حالة لبنانية بحتة لا تتكرر في مكان آخر في العالم ولأن إعادة التيار الرسمي إلى الناس24/24 ساعة غير واردة في المدى المنظور بعد أن اختبرنا وعود العقود الماضية".
* المصدر : الميادين نت
تعليقات: